التوضيح (الذكاء الاصطناعي)
تهطل الأمطار في منتصف الصيف. على الشرفة، تتفتح أزهار الماغنوليا.
لا أعرف لماذا، لكنني أشعر بدفء قلبي كلما رأيت مطر الصيف. الجو هذه الأيام مشمس أحيانًا وممطر أحيانًا. السماء زرقاء صافية، والشمس لا تزال مشرقة، ثم فجأة تتجمع السحب الداكنة، ويهطل المطر، فيسد الطريق إلى المنزل. الصيف كحياة الإنسان: مفاجئ، عابر، عاصف، وغير متوقع، ولكنه أيضًا مليء بالعمق والتأمل...
لكن أكثر ما يعجبني هو مشاهدة هطول المطر في منتصف الصيف. مطر منتصف الصيف لطيف، يحمل في طياته بعضًا من رقة مطر الأيام الأولى، وقليلًا من عنف وسرعة مطر الخريف الذي غمرني مرارًا في بلدة بمنطقة جبلية نائية يلفها ضباب أبيض. بعد أن عشتُ صيفًا ملتهبًا في شبابي، وأنا أشاهد مطر الصيف يتساقط في سماوات مختلفة عشتها في سنوات حياتي الطويلة، أجد الصيف باقيًا، صيفًا أفتقده، صيفًا مليئًا بالذكريات، ولكنه أيضًا مشبع بالحزن والفراق والقطع المكسورة التي تجعل الناس يشعرون بالعذاب مدى الحياة.
هذا الشهر، تهطل الأمطار بغزارة. يهطل المطر برفق على شرفة المعبد في صباحٍ يانع. يمتزج صوت المطر بصوت جرس المعبد الهادئ، فيتردد صداه في أعماق نفوس من عانوا من إصاباتٍ عديدة، لكنهم ما زالوا يلجأون إلى سقف المعبد ليجدوا أنفسهم. رذاذ المطر على "شوارع زهرة الفينيق" في المدينة، يتردد صداه في خطوات الطلاب في لحظة وداع قمصانهم البيضاء للسير نحو سماءٍ شاسعة. يبلّل المطر المتواصل الملابس التي تُخفي مصائر الكثيرين ممن يتأرجحون بين الصعود والهبوط في صراع البقاء، يرتجفون تحت المطر البارد الذي ظننته في شبابي رومانسيًا كنوتة موسيقية. يوقظ المطر فيّ أحلام حياتي الأولى الهشة، التي سرعان ما تتبدد في دوامة عاصفة الحياة.
وهكذا فإن المطر يشبه الدموع، وصوت المطر يشبه النحيب في مرحلة معينة من الحياة بين آلاف الأرواح البشرية...
تذكرتُ فجأةً مطر منتصف الصيف ذلك العام عندما تجوّلتُ في البلدة الجبلية مع والدتي. في ذلك الوقت، كانت والدتي لا تزال صغيرة السن، مع أنها الآن، في نظري، لم تشيخ بعد. نبعت تلك الأفكار من شعور بالقلق والخوف من أن تشيخ، وأن تتحول إلى تراب، ثم، من يدري، تختفي في العدم يومًا ما. الحقيقة القاسية هي أن كل موسم مطر يمر، تكبر والدتي عامًا واحدًا. في ذلك الموسم الممطر في البلدة الجبلية، تحت أفاريز المنزل الصغير في نهاية المنحدر، حيث تلتفّ أزهار المجد الصباحي حول السياج، جلستُ أنا وأمي نراقب الماء يتدفق على الطريق، حاملًا معه اللون الوردي لتربة البازلت الحمراء وبتلات عباد الشمس البرية المتساقطة بعد حياة من التفاني. نظرتُ إلى والدتي طويلًا، طويلًا، أحصي كل تجعيدة على وجهها اللطيف. نظرتُ إلى المطر من خلال الدموع. مطر الصيف في البلدة الجبلية جميلٌ ولكنه حزين، يتساقط على السطح، ولكنه في الوقت نفسه مليءٌ بالتأمل، يكفي الناس للتأمل فيه ورؤية ما في قلوبهم. جلستُ هناك أعدّ على أصابعي، وأتمتم: لقد مرّ وقتٌ طويلٌ على موسم الأمطار ذاك. والآن، هل ما زالت البلدة الجبلية تفتقدني؟ هل ما زالت البلدة الجبلية تفتقد الأم والابن اللذين اختارا موسم الأمطار لزيارة البلدة الجبلية، ليجدا زهور عباد الشمس البرية تتفتح في غير موسمها، وتربة البازلت الحمراء، وأصوات الجبال والتلال تتردد في قلوب المسافرين...
مدينة جبلية الآن، هل المطر مثل مطر الماضي؟
هذا الصباح، خارج الشرفة، كان هناك مطر خفيف. فتحتُ الباب للتو ولم أخرج بعد، حين تسللت رائحة أزهار الماغنوليا العطرة. أحيانًا تزهر شجرة الماغنوليا أمام المنزل، لكن القليل منها فقط يختبئ خلف آذان الأوراق، ثم يذبل في شمس الظهيرة المتأخرة. ما زلتُ أنتظر لحظةً في حياتي، لأرى أزهار الماغنوليا متفتحةً بكامل إزهارها. ما زلتُ أتطلع بصمت إلى موسم الماغنوليا طوال الأيام المشمسة الجميلة. ثم أزهرت أزهار الماغنوليا من جديد في صباحٍ ماطر. تبعتُ رائحة الماغنوليا إلى الشرفة، ووقفتُ أراقب البتلات الصغيرة كالخنصر، نحيلةً وناعمةً، ليست فخورةً بل مليئةً بالشجاعة. في صدى مطر الصيف الذي ينهمر على أوراق الماغنوليا، في صفاء السماء والأرض عندما يغمرهما المطر، أشعر بنقاء قلبي وأن هذه الحياة في غاية اللطف. سعادة كل إنسان تأتي أحيانًا من أشياء بسيطة وعادية، لكنها مليئة أيضًا بالمفاجآت!
وقفتُ على الشرفة أُطلّ على ستارة المطر البيضاء. في تلك اللحظة، استدرتُ فرأيتُ أزهار الماغنوليا تُزيّن طريق المنزل.../.
هوانغ خانه دوي
المصدر: https://baolongan.vn/ngam-mua-ha-roi-a198116.html
تعليق (0)