تقترح الحكومة الفيتنامية سلسلة من الآليات المحددة لإطلاق العنان لقطاع العلوم والتكنولوجيا والابتكار. ويركز مشروع القرار على منح استقلالية لمنظمات البحث، وتبسيط الإجراءات المالية، وقبول المخاطر في البحث العلمي.
وفقًا لبرنامج الدورة الاستثنائية التاسعة للجمعية الوطنية الخامسة عشرة، ستناقش الجمعية الوطنية في قاعة المجلس، في 17 فبراير، مشروع قرار بشأن قيادة عدد من السياسات الرامية إلى إزالة العوائق أمام تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار. يهدف هذا القرار إلى التنفيذ التدريجي للسياسة الواردة في القرار رقم 57 للمكتب السياسي بشأن الإنجازات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني. وقد اقترح عدد من العلماء وممثلي الجمعيات والوفود وأوصوا بعدد من البنود في صياغة القرار الرائد للجمعية الوطنية، مما ساهم بشكل ملموس في تحقيق هدف تنمية موارد بشرية عالية الجودة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والابتكار؛ وتعزيز الاستقلال المالي لمنظمات البحث العلمي.
قال الأمين العام تو لام إن نطاق القضايا المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي واسع للغاية، ويصعب التعامل معها بسبب اللوائح القانونية. وهذا درس يُظهر أن المؤسسات تُشكل بالفعل عقبات تُعيق التنمية.
في إشارة إلى مشاكل محددة حالت دون تطور العلوم والتكنولوجيا بالقوة المتوقعة، قال نائب رئيس الوزراء نجوين هوا بينه إنه وفقًا للوائح الحالية، عندما تنفق الدولة أموالًا على البحث العلمي، فإن نتائج البحث ستكون ملكًا لها. وعندما تُعاد نتائج البحث العلمي إلى الدولة، فإن العديد منها "يبقى في الأدراج"، ولا يمكن تطبيقه عمليًا.
المشكلة الثانية هي أن اللوائح القانونية الحالية لا تسمح للعلماء والباحثين من المسؤولين الحكوميين بالمشاركة في الإنتاج والأعمال التجارية. لذلك، لا يمكن للعلماء والباحثين تحقيق العديد من نتائج أبحاثهم العلمية في الإنتاج والأعمال التجارية.
المشكلة الثالثة هي وجود مخاطر كثيرة في البحث العلمي. وضرب النائب الأول لرئيس الوزراء مثالاً: لصنع كوب، يتطلب الأمر أحيانًا عشر تجارب، تفشل أول تسع منها، ثم تنجح التجربة العاشرة.
المشكلة الرابعة هي أن القوانين الحالية لا تشجع الشركات على الاستثمار في البحث العلمي، إذ تتضمن العديد من اللوائح الملزمة. في الوقت نفسه، ورغم أن القانون يُلزم الدولة بإنفاق ما بين 2% و3% من الناتج المحلي الإجمالي على العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني، إلا أن هذه الموارد لا تزال غير كافية.
المشكلة الخامسة هي أن القانون الحالي يقتصر على تخصيص تكاليف العمالة في البحث العلمي والتكنولوجي. لإجراء البحث العلمي والتكنولوجي، يتعين على العلماء والباحثين شراء المواد الخام، ويجب أن يتم ذلك عن طريق المناقصات.
إلى جانب ذلك، يتعين على العلماء والباحثين جمع جميع الفواتير والوثائق التي تثبت تكاليف الأنشطة العلمية والتكنولوجية. هذا يجعل "نتائج البحث العلمي لا تتجاوز أحيانًا مئة صفحة، لكن سجلات الدفع تكون سميكة كاليد". في الوقت نفسه، "يتعرض العلماء المتميزون في العلوم، والذين لا يتقاضون أجورًا كافية، أحيانًا لعقوبات تأديبية ظالمة بسبب قصص يضطرون لنشرها على مضض".
ولذلك يهدف المشروع إلى إضفاء الطابع المؤسسي على سياسات المكتب السياسي في القرار 57، وإزالة الاختناقات في أنشطة العلوم والتكنولوجيا والتحول الرقمي، وفي الوقت نفسه خلق آليات وسياسات تحفيزية متميزة لتعزيز تطوير هذه المجالات.
تعزيز استقلالية المنظمات البحثية
من أهمّ مضامين المسودة تعزيز استقلالية المؤسسات العلمية والتكنولوجية العامة. ستكون هذه المؤسسات مستقلةً من حيث التنظيم والكوادر والتمويل والخبرة. كما سيُسمح لمديريها بإنشاء وتشغيل مشاريع لتسويق نتائج الأبحاث.
أكد الدكتور نجوين شوان خوات، نائب مدير مركز تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في أكاديمية العلوم الاجتماعية الفيتنامية، أن القرار رقم 57 للمكتب السياسي قد أرسى أسسًا لتمكين العلماء بشكل أكبر. وعند تطبيقه، سيتمتع الباحثون بالحق في تعديل محتوى وأساليب البحث بشكل استباقي، شريطة تحقيق الأهداف المحددة. وهذه خطوة مهمة نحو تطوير العلوم والتكنولوجيا بشكل أكثر مرونة.
قم بتبسيط عملياتك المالية وتحمل المخاطر
يقترح المشروع أيضًا تطبيق آلية إنفاق إجمالي على مشاريع العلوم والتكنولوجيا من ميزانية الدولة، بما في ذلك الإنفاق الإجمالي على المنتجات النهائية. ويهدف ذلك إلى تقليص الإجراءات الإدارية وزيادة مرونة استخدام الميزانية في البحث العلمي. إضافةً إلى ذلك، ستتمتع أنشطة العلوم والتكنولوجيا بحوافز ضريبية لتشجيع الاستثمار، لا سيما في المجالات الاستراتيجية مثل صناعة أشباه الموصلات.
كما يتناول التقرير المخاطرة في البحث العلمي، مع آليات لإعفاء أو تخفيف مسؤولية المسؤولين وموظفي الخدمة المدنية المشاركين في وضع هذه السياسات وتنفيذها. ويهدف هذا إلى تشجيع الابتكار والإبداع، مع تهيئة بيئة مواتية للعلماء لتجربة أفكار جديدة.
أكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن العمل في مجال العلوم والتكنولوجيا يتطلب تقبّل المخاطر. الجميع متحمس للنجاح، ولكن علينا أيضًا أن نكون مستعدين لقبول الفشل ودفع ثمنه. تريد الحكومة إعفاء المنظمات والأفراد من المسؤولية المدنية، وعدم إلزامهم بسداد الأموال المستخدمة في تنفيذ المهام التي لا تحقق النتائج المرجوة. وقال رئيس الوزراء: "علينا اعتبار هذا بمثابة رسوم دراسية".
تطوير البنية التحتية والتحول الرقمي
في مجال التحول الرقمي، يقترح المشروع بناء منصات رقمية وطنية لضمان الاتساق والترابط بين القطاعات والمجالات. وعلى وجه الخصوص، تُعطى الأولوية لتطوير البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس (5G)، وكابلات الاتصالات الدولية، وخدمات الاتصالات التجريبية باستخدام تقنية الأقمار الصناعية منخفضة المدار. كما ستدعم الميزانية المركزية بناء مصانع صغيرة لتصنيع رقائق أشباه الموصلات لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية وضمان الأمن التكنولوجي.
التوقعات من المجتمع العلمي
يتوقع مجتمع العلوم والتكنولوجيا تغييرات جذرية عند إنشاء اللجنة التوجيهية المركزية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي، برئاسة الأمين العام تو لام. ومن خلال خطوات منهجية وجذرية، لا يُزيل القرار رقم 57 العوائق أمام تسويق نتائج البحوث فحسب، بل يُحفّز أيضًا مئات الآلاف من الشركات المبتكرة على التطور.
ومن المتوقع أن يؤدي تنفيذ هذه الآليات والسياسات المحددة إلى تعزيز تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في فيتنام بشكل كبير، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق هدف النمو الاقتصادي وتعزيز القدرة التنافسية الوطنية.
وفقا للملكية الفكرية
[إعلان 2]
المصدر: https://doanhnghiepvn.vn/cong-nghe/quyet-liet-coi-troi-cho-linh-vuc-khoa-hoc-cong-nghe-va-doi-moi-sang-tao/20250217031146203
تعليق (0)