أظهرت دراسة موسعة نُشرت مؤخرًا اتجاهًا مُقلقًا: تراجع ثقة الجمهور بالأخبار. ويتجلى هذا التراجع بشكل خاص في البلدان التي تحول فيها الناس من مشاهدة الأخبار التلفزيونية إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحديث المعلومات.
حللت الدراسة، التي قادها ريتشارد فليتشر، مدير الأبحاث في معهد رويترز لدراسة الصحافة (RISJ)، بيانات من 46 دولة على مدى عقد من الزمن. ووجد هو وزملاؤه وجود صلة قوية بين تراجع الثقة في الأخبار وتزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار.
ومع ذلك، يُشير الباحثون أيضًا إلى أن هذه العلاقة أكثر تعقيدًا مما نعتقد. ففي البلدان التي تتمتع بحرية صحافة عالية، يميل الناس إلى فقدان الثقة في الأخبار التقليدية عندما يُشتبه في تحيز هذه المنافذ الإعلامية أو عدم نزاهتها.
وعلى العكس من ذلك، في البلدان التي تفرض رقابة مشددة على الصحافة، قد يلجأ الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر بديل للمعلومات، مما قد يعرضهم لكثير من المعلومات المضللة والأخبار المزيفة، وبالتالي فقدان الثقة في الأخبار بشكل عام.
إن تراجع الثقة في الأخبار مشكلة خطيرة تتطلب من الصحفيين ومنصات الإعلام وصناع السياسات إيجاد حلول فعالة.
بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت الأبحاث أيضًا أن بعض الفئات تميل إلى الثقة بالأخبار أكثر، مثل النساء وكبار السن والأشخاص الذين لا يحملون شهادة جامعية. ومع ذلك، فإن هذه العلاقة ليست واضحة دائمًا، وقد تختلف باختلاف البلد والوقت.
تُعدّ الولايات المتحدة مثالاً بارزاً على الاستقطاب في ثقة الناس بالأخبار. يميل الأمريكيون إلى الثقة بوسائل الإعلام التي تتوافق مع آرائهم السياسية ، مما يؤدي إلى انقسامات عميقة في المجتمع.
رغم أن البحث قد قدّم بعض الرؤى حول العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والثقة في الأخبار، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي لا تزال بحاجة إلى إجابة. على سبيل المثال، يبحث الباحثون في مدى تأثير التعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي على ثقة المستخدمين بها.
يقول الخبراء إن تراجع الثقة بالأخبار مشكلة خطيرة تتطلب من الصحفيين والمنصات الإعلامية وصانعي السياسات إيجاد حلول فعّالة. وتُعد زيادة الشفافية، وتنويع مصادر الأخبار، وبناء ثقة الجمهور عوامل مهمة لاستعادة ثقة الجمهور بالصحافة.
فان آنه
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/nghien-cuu-mang-xa-hoi-khien-niem-tin-vao-tin-tuc-suy-giam-post327416.html
تعليق (0)