ولتحقيق هذه الرؤية بروح القرار رقم 57-NQ/TW الصادر عن المكتب السياسي بشأن الإنجازات في تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي، يتفق الخبراء على أن ابتكار آليات مالية لأنشطة العلوم والتكنولوجيا وتعزيز تسويق نتائج البحوث هو مطلب ملح اليوم.
توسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص
ومن منظور السياسة المالية، قالت السيدة نجوين ثي تو هيين، رئيسة إدارة النظام المالي والتفتيش، بإدارة المالية وإدارة الاستثمار، بالمكتب المركزي للحزب، إنه وفقًا لروح القرار 57، فإن تحويل الآلية المالية العامة للعلوم والتكنولوجيا من "التخصيص" إلى "الطلب، وتعيين المهام، والعطاءات" هو خطوة مهمة إلى الأمام، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تحسين كفاءة الاستثمار وجودة البحث.
ومع ذلك، ووفقًا للسيدة نجوين ثي ثو هين، فإن إحدى أكبر "العقبات" اليوم هي أن الآلية المالية العامة للعلوم والتكنولوجيا لا تزال غير مرنة ولا تقبل المخاطر. إن ملكية الدولة لنتائج البحوث باستخدام ميزانيتها العامة تُضعف الحافز على الابتكار والتسويق. إضافةً إلى ذلك، فإن إجراءات تخصيص الميزانية والمراقبة والرقابة الصارمة للغاية قد كبحت أنشطة البحث الأساسية، وهي بطبيعتها عالية المخاطر.
اقترحت السيدة نجوين ثي ثو هين عددًا من الحلول لابتكار سياسات مالية لأنشطة العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز تسويق نتائج البحوث، مثل: تحسين كفاءة الإنفاق العام من خلال آلية تخصيص الإنفاق، وزيادة تقبّل المخاطر بشكل مُتحكّم، وإصلاح صناديق تطوير العلوم والتكنولوجيا؛ وتعبئة رأس المال الخاص والموارد البديلة، مثل صناديق رأس المال المُغامر، ونماذج دعم رأس المال المجتمعي. وفي الوقت نفسه، تعزيز التسويق من خلال إصلاح حقوق الملكية الفكرية، وتقييم التكنولوجيا، وتطوير حاضنات أعمال العلوم والتكنولوجيا، وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
لكي يدخل القرار رقم 57 حيز التنفيذ فعليًا، أكدت السيدة نغوين ثي ثو هين أن فيتنام بحاجة إلى دفعة متزامنة، بدءًا من إصلاح المؤسسات المالية، وتحسين الاحترافية والشفافية في آليات الطلب والعطاءات، وصولًا إلى خلق حوافز مالية قوية لإطلاق العنان للموارد الخاصة وإتقان التكنولوجيا. وتحديدًا، يجب أن تكون آلية الإدارة المالية في أنشطة العلوم والتكنولوجيا متزامنة وملائمة وغير متعارضة مع اللوائح الأخرى. وفيما يتعلق بمسألة اللامركزية وتفويض سلطة اتخاذ القرار بشأن الإنفاق، يجب أن تكون واضحة تمامًا وتتجنب التداخل. ويجب أن تستند معايير الإنفاق إلى أنشطة العلوم والتكنولوجيا، وأن تُعدّل بانتظام لمواكبة السوق والظروف الاجتماعية والاقتصادية عن كثب. كما يتعين على هيئات إدارة الدولة استكمال آليات تنظيمية متزامنة، وتبسيط إجراءات الموافقة على الخطط والتقديرات، حتى يتمكن العلماء من اتخاذ إجراءات استباقية والتركيز على البحث العلمي لإنتاج منتجات فعالة وعالية الجودة.
تطوير نظام بيئي مرتبط بـ "ثلاثة منازل"
أكد الأستاذ المشارك، الدكتور نجوين نغوك ها، مدير معهد أبحاث الابتكار (جامعة التجارة الخارجية)، أن الابتكار ونقل التكنولوجيا استراتيجيتان حيويتان في ظل المنافسة العالمية المتزايدة. وقد حققت فيتنام العديد من النتائج الإيجابية، مثل تحسين ترتيبها في مؤشر الابتكار العالمي، وتطوير منظومة ناشئة، واستقطاب شركات التكنولوجيا العالمية.
مع ذلك، لا يزال مستوى الاستثمار في البحث والتطوير منخفضًا، إذ لا يمثل سوى حوالي 0.42% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى أقل بكثير من مثيله في الدول المتقدمة. ولا تدرك معظم الشركات المحلية الدور الاستراتيجي للبحث والتطوير فهمًا كاملًا، مما يؤدي إلى حالة من تشتت الاستثمارات وعمقها. علاوة على ذلك، لا يزال الإطار السياسي الداعم للابتكار غير كافٍ، مع إجراءات إدارية معقدة وآليات حماية ضعيفة للملكية الفكرية، مما يُضعف دافع الشركات للابتكار المستمر.
وقال البروفيسور نجوين نجوك ها، لتحسين الوضع، تحتاج فيتنام إلى إصلاح المؤسسات بشكل شامل، وتنفيذ استراتيجية لتطوير الموارد البشرية عالية الجودة، وفي الوقت نفسه تشجيع الشركات على الاستثمار بكثافة في البحث والتطوير، وبناء ثقافة الابتكار وتطوير نظام بيئي "ثلاثي": الدولة - المؤسسة - المدرسة.
أكد الأستاذ المشارك نجوين نغوك ها على الصعوبات التي يواجهها البحث العلمي، والتي تنطوي على مخاطر جمة للمنظمات والأفراد القائمين على البحث، وقال إنه باستخدام ميزانية الدولة في البحث العلمي، لتقليل المخاطر والمسؤوليات، لا يمكن للباحثين سوى وضع أهداف متواضعة وسهلة التحقيق، مع نتائج بحث علمي لا تتطلب إحداث فجوة كبيرة مع الفهم الحالي. وهذا يقلل من احتمالية أن تكون نتائج البحث العلمي رائدة، مما يُصعّب إحداث تغييرات جذرية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وفقًا للأستاذ المشارك نغوين نغوك ها، يُتوقع أن يُمهّد تقبّل المخاطر في البحث العلمي، بما يتماشى مع روح القرار رقم 57، الطريق لأعمال رائدة وقيادية. وهذا عامل أساسي للعلماء للسعي بجرأة وراء أفكار جديدة قادرة على تحقيق اختراقات. ومع ذلك، فإن تقبّل المخاطر لا يعني التساهل أو قبول نتائج البحث مهما كان الثمن. فالتراخي في أي مرحلة من مراحل عملية البحث، من التخطيط إلى المراجعة إلى التقييم، قد يؤدي إلى استغلال هذه السياسة. وهذا قد يُشكّل خطرًا يُؤثّر سلبًا على الحقوق والمصالح المشروعة للدولة، وكذلك للمنظمات والأفراد ذوي الصلة.
ولكي يصبح العلم حقا "شعلة مضيئة" للإنتاج والتنمية المستدامة، أكد الأستاذ المشارك نجوين نجوك ها على الحاجة إلى مؤسسة مفتوحة، تخلق مساحة قانونية للعلماء والشركات للتجريب والابتكار، وحتى قبول المخاطر.
المصدر: https://doanhnghiepvn.vn/cong-nghe/dot-pha-theo-nghi-quyet-57-doi-moi-toan-dien-co-che-tai-chinh-cho-khoa-hoc-va-cong-nghe/20250614081629973
تعليق (0)