وأكد المخرج شوان باك أنه عندما يشارك الفنانون في الأنشطة الإعلانية، يجب أن تكون المسؤولية دائمًا في المقام الأول، قبل المصالح الشخصية.
في الآونة الأخيرة، تورط العديد من الفنانين في فضائح تتعلق بالإعلانات المُفرطة، مما أضرّ بثقة الجمهور. ورغم أن استغلال الفنانين لشهرتهم لزيادة دخلهم حقٌّ مشروع، إلا أن الخط الفاصل بين الترويج الفعال والإعلانات الكاذبة والمضللة يكون أحيانًا رفيعًا جدًا.
شارك الفنان الشعبي شوان باك، مدير إدارة الفنون المسرحية، مع مراسلي VTC News وجهة نظره حول هذه القضية، مؤكدًا بشكل خاص على وعي الفنانين ومسؤوليتهم في الأنشطة الإعلانية.
- ما رأيك في الموازنة بين المصالح الشخصية والأخلاق المهنية والمسؤولية الاجتماعية للفنان؟
يجب على الفنانين، أو أي شخص ذي تأثير في المجتمع، أو أي شخص آخر، الالتزام التام بواجبات ومسؤوليات المواطن أولاً. كما تخضع أنشطتهم للقوانين واللوائح وأخلاقيات المهنة. إن مسؤولية احترام القانون، والمساهمة في بناء الوطن، وإبداعه، وحمايته، بالغة الأهمية.
من المهم الإشارة إلى أن الشهرة لا تقتصر على الفنانين فقط. ففي ظل الظروف الراهنة، نشهد شهرة العديد من الأشخاص في مختلف المجالات، حتى من خلال عمل أو حدث يلفت انتباه الجمهور.
من المُعجب والمُشجع أن يستغل الفنانون والمشاهير ثقة الجمهور واهتمامه لنشر القيم الإيجابية والخير في المجتمع. فهم قادرون بلا شك على تقديم منتجات تُدرك جودتها من خلال الاستخدام والتجربة العملية، ويرغبون في مشاركتها مع المجتمع.
ومع ذلك، في الحالات التي يستغل فيها الأشخاص شهرتهم للإعلان بشكل كاذب ومتعمد، أو المبالغة في آثار المنتج أو "هدف" الترويج، نحتاج إلى توضيح القواعد التي انتهكوها، ومدى الانتهاك، وكيف تؤثر هذه الأفعال سلبًا على المجتمع، من أجل اتخاذ تدابير التعامل المناسبة.
بين الحقوق والواجبات، أعتقد أن المسؤولية يجب أن تأتي دائمًا في المقام الأول. وبالنسبة للفنانين تحديدًا، لا يقتصر هذا اللقب على الشهرة فحسب، بل يحمل أيضًا قيمًا إنسانية وجمالية عميقة. يجب أن يكون الفنانون أشخاصًا يُبدعون أعمالًا فنية أصيلة، تهدف إلى الحقيقة والخير والجمال، وتُسهم في توجيه الناس نحو حياة أفضل وأكثر تحضرًا وإنسانية. من لا يُساهم في الفن لا يُمكن وصفه بالفنان الحقيقي.
كما ذُكر سابقًا، لا تكمن المشكلة في موازنة حقوق الفنانين ومسؤولياتهم، بل يكمن جوهرها في التزام الفنانين بنشر القيم النبيلة. إذا بالغ الفنانون في الحقيقة، أو نشروا معلومات كاذبة لخداع الجمهور لأغراض شخصية، فيجب دراسة الأمر والتعامل معه بجدية.
- بعد الأحداث أغلب الفنانين اكتفوا بالاعتذار ولم يتحملوا أي مسؤولية، مما أثار غضب الجمهور؟
أعتقد أن كل من يرتكب خطأً ويدركه يستطيع الاعتذار بصدق. أما الاعتذار من عدمه، فهو متروكٌ تمامًا للشخص المُعتَذر له.
شخصياً، ليس فقط الفنانين، بل أي شخص يقدم معلومات كاذبة عمداً لتحقيق مكاسب شخصية أو الاحتيال، يجب أن يتم التعامل معه وفقاً للقانون.
بالإضافة إلى القواعد القانونية، لدينا أيضًا التقييم، أو ما يمكن تسميته "الحكم" من الجمهور والمستهلكين.
للرأي العام دور بالغ الأهمية، ولكن على المديرين والمهتمين توخي الحذر الشديد لتكوين منظور موضوعي ونزيه لكل حدث وواقعة. هذا يساعدنا على تجنب التأثر بالمعلومات الكاذبة والمبالغات وحيل المنافسة غير العادلة من المنافسين، وما إلى ذلك، والتي قد تؤثر على حكمنا، وبالتالي تدعم عن غير قصد الهجمات الإلكترونية والقوى المعادية.
- برأيك كيف يجب على الفنانين التصرف عند تلقي الإعلانات لتحقيق الفعالية للعلامة التجارية وعدم التأثير سلبًا على الجمهور؟
لا تمنع القوانين الحالية الفنانين من استخدام صورهم في أنشطة ترويجية تجارية. مع ذلك، يشترط الالتزام الصارم باللوائح القانونية في جميع الأنشطة، وضمان دقة المعلومات، مع الحفاظ على فعالية العلامة التجارية في السوق، وتحقيق مكافآت مجزية للفنان.
على الفنانين أن يبادروا بتوعية أنفسهم بالقانون، وخاصةً باللوائح المتعلقة مباشرةً بأنشطتهم. فهذا يُمكّنهم من تحقيق رغباتهم الشخصية بشكلٍ استباقيٍّ وقانونيٍّ يحميها القانون. كما يجب أن يكونوا على وعيٍ تامٍّ بدورهم ومسؤولياتهم وتأثيرهم على المجتمع.
أعتقد أن على كل فنان، قبل كل شيء، أن يكون مستهلكًا ذكيًا ليختار المنتجات المناسبة ويقيّمها ويقدمها بصدق. هذا يُجنّبه الوقوع ضحية منتجات رديئة الجودة أو معلومات مضللة. لأنه، من خلال الوقوع ضحية، قد يُوقع الآخرين، دون قصد، في فخّ المنتجات الرديئة أو المعلومات المضللة.
كلما كان الفنان أو الشخصية المشهورة أكثر حرصًا ودقةً ومعرفةً عند استخدام اسمه وصورته في الأنشطة التجارية، كان ذلك أفضل.
ليس من قبيل الصدفة أن يتزايد عدد الفنانين الذين يبنون فرقهم الإدارية والقانونية المهنية الخاصة. يلعب هذا الدعم دورًا أساسيًا في ضمان التزاماتهم وحقوقهم القانونية في الأنشطة التجارية.
- هل يجب على هيئة الإدارة تشديد واتخاذ إجراءات أقوى ضد انتهاكات الفنانين للإعلانات مثل تعليق أو حظر العروض، بالإضافة إلى العقوبات الإدارية الحالية؟
لدينا العديد من القوانين واللوائح التي تنظم سلوك المواطنين بشكل عام. كما وضعت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة ووزارة الإعلام والاتصالات (سابقًا) مدونات سلوك للفنانين ومدونات سلوك في الفضاء الإلكتروني.
وفي المستقبل القريب، سوف يقوم قسم الفنون المسرحية بتقديم المشورة بشأن اللوائح الملزمة، وتعديل السلوك، ورفع الوعي بين الفنانين بشكل عام والفنانين، حتى نتمكن من إنشاء قوة فنية مسرحية قوية وموهوبة، مع الوعي الكامل بالسياسة والمجتمع، وهم مواطنون مسؤولون للغاية، مسؤولون عن نشر القيم الجيدة.
وأما الذين يرتكبون انتهاكات متعمدة، أو ينتهكون بشكل منهجي، ولا يتعلمون من التجارب، ولا يقومون بتغييرات إيجابية، فيجب القضاء عليهم.
بالطبع، كما ذكرتُ سابقًا، علينا أيضًا إجراء تقييم موضوعي وعادل ونزيه وعادل. على جهة التحقيق والسلطات والجهات المسؤولة تحديد ما إذا كان سلوك الفنان متعمدًا أم مجرد ضحايا، حتى نتمكن من التعامل معه بطريقة عقلانية، مع وجود قدر كافٍ من الردع، مع ضمان تسامح القانون وموضوعيته وحياده.
- هل لدى إدارة الفنون المسرحية أية إرشادات محددة للفنانين فيما يتعلق باستخدام الصور الشخصية، وخاصة في الأنشطة التجارية؟
توجه وزارة الثقافة والرياضة والسياحة دائمًا إدارة الفنون المسرحية لتقديم المشورة بشأن الآليات والسياسات اللازمة لخلق الظروف للفنانين للعمل في البيئة الأكثر صحة وأمانًا وملاءمة، حتى تتمكن الإبداع من الازدهار وتلبية متطلبات التنمية الاجتماعية، وفقًا لتوجه الحزب والدولة.
وفي الوقت نفسه، الكشف الفوري عن الثغرات الإدارية، وإصدار اللوائح اللازمة لتقليل المخاطر التي قد تؤثر على الجمهور والجمهور والتنمية العامة.
وستواصل الإدارة خلال الفترة المقبلة تقديم المشورة لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة بشأن بناء واستكمال الممر القانوني المتعلق بالفنون الأدائية واستخدام صور الفنانين، استناداً إلى تقييم شامل للجوانب ذات الصلة.
في الوقت نفسه، تُجري الإدارة أبحاثًا حثيثة وتستعين بنماذج إدارة فعّالة من الدول المتقدمة ودول المنطقة. ومن ثم، ستُجري دراساتٍ شاملةً وتُقدّم المشورة بشأن التطبيقات المرنة، استنادًا إلى الظروف الفعلية في فيتنام، بهدف وضع لوائح مثالية، تضمن التنمية المستدامة، وتتوافق مع التوجهات العالمية.
مصدر
تعليق (0)