قال الدكتور نجو ثي كيم أونه، من مستشفى جامعة الطب والصيدلة، مدينة هوشي منه - المنشأة 3، يُعدّ تناول الملح على المدى الطويل أحد أهم عوامل الخطر لتلف بنية الكبيبات. فعندما يتجاوز تناول الصوديوم الحدّ الفسيولوجي، تُضطر الكلى إلى زيادة نشاطها للتخلص من الملح الزائد. تؤدي هذه العملية إلى زيادة ضغط الترشيح في الكبيبات، مما يُنشّط نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم وتعزيز التليف الخلالي الكلوي.
غالبًا ما لا يدرك الشباب كمية الصوديوم "المخفية" في نظامهم الغذائي اليومي، وخاصة من الأطعمة الصناعية مثل صلصة السمك والأطعمة المعلبة والوجبات السريعة... لا يؤدي هذا الفرط المزمن في صوديوم الدم إلى ارتفاع ضغط الدم فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى زيادة إفراز البروتين في البول - وهي علامة مبكرة على تلف الكلى المزمن.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ينبغي أن يستهلك كل شخص بالغ أقل من 5 غرامات من الملح يوميًا، أي ما يعادل حوالي 2000 ملغ من الصوديوم. ومع ذلك، تُظهر دراسة أجراها المعهد الوطني للتغذية أن متوسط استهلاك الفرد الفيتنامي يبلغ ضعف هذه الكمية الموصى بها.
- الاهتمام بالتغذية المتوازنة، وتقليل الملح، وإعطاء الأولوية للبروتينات ذات القيمة البيولوجية العالية مثل الأسماك والبيض...
الصورة: لي كام
البروتين الحيواني والنظام الغذائي الغني بالبروتين - سلاح ذو حدين
يُعد البروتين عنصرًا غذائيًا أساسيًا، ولكن الإفراط في تناوله، وخاصةً من مصادر البروتين الحيواني، يُسبب عبئًا أيضيًا على الكلى. في النظام الغذائي الحديث، يختار العديد من الشباب اتباع نمط حياة يعتمد على تناول كميات كبيرة من اللحوم وقليلة النشويات بهدف إنقاص الوزن وبناء العضلات. ومع ذلك، عندما يتجاوز تناول البروتين 1.6 غ/كغ من وزن الجسم يوميًا، يتعين على الكلى زيادة قدرتها على الترشيح للتخلص من نواتج الأيض مثل اليوريا والكرياتينين وحمض اليوريك.
يؤدي الترشيح المفرط لفترات طويلة إلى تلف الخلايا البطانية الكبيبية، وانتشار الخلايا المسانخية، مما يؤدي إلى التليف الخلالي - العملية الأساسية للفشل الكلوي المزمن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام المكملات البروتينية مثل بروتين مصل اللبن أو مسحوق الكازين أو الأطعمة الوظيفية ذات الأصل غير المعروف يعد أيضًا عاملًا مثيرًا للقلق، لأن العديد من المنتجات تحتوي على شوائب أو منبهات يمكن أن تكون سامة للكلى دون علم المستخدم.
بالنسبة للأشخاص الأصحاء، يُعدّ مستوى البروتين الموصى به، والذي يتراوح بين 0.8 و1 غ/كغ/يوم، مناسبًا. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر (مثل ارتفاع ضغط الدم، ومقدمات السكري، والسمنة، والتاريخ العائلي لأمراض الكلى)، فينبغي عليهم استشارة أخصائي لضبط كمية البروتين المناسبة، وإعطاء الأولوية للبروتينات ذات القيمة البيولوجية العالية، مثل الأسماك، والبيض، والحليب قليل الدسم، والبروتين النباتي من فول الصويا، والتوفو.
السكر المكرر والمشروبات الغازية - مسببات غير مباشرة لتلف الكبيبات
لا يؤثر النظام الغذائي الغني بالسكر المكرر على أيض الجلوكوز فحسب، بل يُسبب أيضًا تلفًا كبيبيًا من خلال آليات متعددة. الاستهلاك المنتظم لشاي الحليب، والمشروبات الغازية، والكعك، ومشروبات الطاقة يزيد من خطر مقاومة الأنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي، وهما عاملان رئيسيان للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
عند ارتفاع مستوى سكر الدم بشكل مزمن، تتعطل آلية الترشيح في الكبيبة، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الكبيبة، وزيادة سماكة الغشاء القاعدي، ونشوء التهاب كبيبات الكلى التكاثري. قد تبدأ الأعراض السريرية ببيلة زلالية دقيقة، ثم تتطور تدريجيًا إلى بيلة بروتينية واضحة، وانخفاض معدل الترشيح الكبيبي (GFR)، وأخيرًا الفشل الكلوي في مرحلته النهائية.
لذلك، ينبغي على الشباب التقليل من استهلاك السكر المضاف، وخاصة من المشروبات الصناعية، مع زيادة تناول الأطعمة الطازجة والأصلية، وتجنب عادة استخدام السكر كـ"مكافأة" بعد كل يوم عمل.
نظام غذائي لحماية الكلى ووظائف الكلى للشباب
وفقًا للدكتورة أوانه، يُعدّ اتباع نظام غذائي قليل الملح الخطوة الأولى في حماية وظائف الكلى. ينبغي على الشباب التعود على تقليل كمية الملح وصلصة السمك ومسحوق التوابل تدريجيًا في طبخهم اليومي. بدلًا من استخدام التوابل المالحة، يُمكنكم زيادة استخدام التوابل الطبيعية مثل البصل والثوم والزنجبيل والليمون والفلفل والأعشاب، لتحسين نكهة الأطباق دون إضافة الملح.
ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء وأعضاء الحيوانات. يُنصح بعدم تناولها أكثر من مرة أو مرتين أسبوعيًا. فهي غنية بالبروتين والبيورينات. قد يؤدي تناولها بكميات كبيرة إلى زيادة العبء الأيضي على الكلى، مع زيادة خطر ارتفاع حمض اليوريك واضطراب شحميات الدم.
على العكس من ذلك، ينبغي على الشباب إعطاء الأولوية للبروتينات الصحية من الأسماك البحرية والبيض والحليب قليل الدسم والبروتينات النباتية مثل التوفو وفول الصويا والفاصوليا السوداء. فهذه البروتينات أقل عرضة للتسبب بتسمم النيتروجين، وسهلة الهضم، ولها تأثير ضئيل على وظيفة ترشيح الكلى.
تُعدّ الخضراوات الورقية والفواكه الطازجة من المجموعات الغذائية الأساسية. يجب تناول ما لا يقل عن 300-500 غرام من الخضراوات والفواكه الناضجة يوميًا. تُوفّر الخضراوات مثل السبانخ، والسبانخ المائي، والأمارانث، والفواكه قليلة السكر مثل التفاح، والكمثرى، وفاكهة التنين، مضادات الأكسدة التي تُساعد على حماية أنسجة الكلى من التلف المزمن. مع ذلك، إذا كان المريض يُعاني من اضطراب في البوتاسيوم، فيجب على الطبيب تعديل الكمية المُناسبة.
فيما يتعلق بالحبوب، يُنصح الشباب بتناول الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، والشوفان، والخبز الأسمر، والبطاطا الحلوة المسلوقة. تتميز هذه الأطعمة بمؤشر جلايسيمي منخفض، وغنية بالألياف، وتُحسّن عملية الأيض، وتُساعد على تنظيم ضغط الدم وسكر الدم، وهما عاملان رئيسيان للوقاية من أمراض الكلى المزمنة.
يجب تحديد كمية الماء التي تشربها يوميًا حسب نشاطك وبيئتك. في المتوسط، يجب أن تشرب من 1.5 إلى 2 لتر من الماء المفلترة يوميًا. لا تُجبر نفسك على شرب الكثير من الماء إذا لم يكن جسمك بحاجة إليه، خاصةً لمن يعانون من علامات الوذمة أو احتمال تلف الكلى.
وأخيرًا، يجب أيضًا التحكم في الدهون. ينبغي على الشباب الحد من استهلاك الدهون الحيوانية وجلد الدجاج وأحشاءه، واستخدام الزيوت النباتية المفيدة كزيت الزيتون وزيت بذور الكتان وزيت السمك، فهي غنية بأوميغا 3، الذي له دور مضاد للالتهابات ويحمي الأوعية الدموية الكلوية، كما توصي الدكتورة أوان.
المصدر: https://thanhnien.vn/bac-si-nguoi-tre-hay-bao-ve-than-qua-tung-bua-an-185250714093757576.htm
تعليق (0)