في حال تدخل الولايات المتحدة في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، سيكون أحد الأهداف الرئيسية تعطيل أو تدمير المنشآت الجوفية التي تُخصب فيها إيران اليورانيوم. ومن المرجح أن تُسند هذه المهمة إلى مجموعة صغيرة من القاذفات الاستراتيجية التابعة لسلاح الجو الأمريكي، القادرة على حمل نوع خاص من القنابل الخارقة: GBU-57، أو قنبلة الاختراق الهائلة (MOP).

قنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري عام 2023. الصورة: القوات الجوية الأمريكية
لماذا MOP GBU-57؟
كما يوحي اسمها، صُممت قنبلة MOP خصيصًا لمهاجمة المنشآت المدفونة عميقًا والمُعززة تسليحًا عاليًا، مثل المخابئ والأنفاق. وكما وصفها سلاح الجو الأمريكي، فإن هيكلها المصنوع من سبائك الفولاذ فائقة الصلابة ووزنها الهائل يسمحان للقنبلة باختراق أعماق الأرض قبل الانفجار.
على الرغم من كونه أثقل سلاح تقليدي في الترسانة الأمريكية، إلا أن قنبلة MOP ليست مصممة لإحداث انفجار واسع النطاق، بل لضرب أهداف محددة بدقة عالية باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). ووفقًا للخبراء، لا توجد أي تقارير عامة عن استخدام قنبلة MOP في قتال فعلي.
وفقًا لمسؤولي الدفاع الأمريكيين، يمكن لقنبلة MOP اختراق ما يصل إلى 60 مترًا. وصرح تريفور بول، فني التخلص من الذخائر المتفجرة السابق في الجيش الأمريكي، بأن قدرتها الفعلية قد تكون أعلى من ذلك بفضل التحسينات التي أُدخلت عليها على مدار العشرين عامًا الماضية.
حاليًا، وحدها قاذفة الشبح الأمريكية بي-2 سبيريت قادرة على نشر قنبلة MOP. تحلق هذه القاذفة بسرعات دون سرعة الصوت، ويمكنها التزود بالوقود جوًا، وتتميز بمدى طيران هائل. خلال حرب كوسوفو أواخر التسعينيات، انطلق طيارو بي-2 من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري، وهاجموا أهدافهم، ثم عادوا في رحلة واحدة. في عام ٢٠١٧، نفذت قاذفتان من طراز بي-2 مهمة استمرت ٣٤ ساعة لقصف معسكرات تدريب تابعة لتنظيم داعش في ليبيا.
تشمل التحديثات الأخيرة على MOP معالجة "مشاكل التكامل" مع B-2، واختبار تقنية ذكية قادرة على تحديد الفجوات داخل الهياكل تحت الأرض (مثل الغرف أو الطوابق) لتفجيرها في النقطة المثلى. تُعد هذه ميزة مهمة في حال الحاجة إلى إصابة الهدف نفسه عدة مرات في أعماق الأرض. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التقنية قد وُضعت موضع التنفيذ.
الأهداف المحتملة
تقع منشأة فوردو، أعمق منشأة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران، في الصحراء جنوب غرب طهران. بُنيت المنشأة بالكامل تحت الأرض، داخل جبل. ووفقًا لتقرير صدر عام ٢٠١٢، وثّق مفتشو الأمم المتحدة شبكة أنفاق بجدران سميكة وأبواب مقاومة للانفجار، وبعض المناطق محمية بما يصل إلى ٩٠ مترًا من الصخور.
ورغم أن إيران أعلنت عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% فقط، فإن تقريراً أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 31 مايو/أيار أظهر أن إيران زادت بشكل كبير إنتاجها من اليورانيوم المخصب إلى 60%، وهو ما يقترب من عتبة 90% اللازمة لصنع الأسلحة النووية.
لكن الخبراء يحذرون من أنه حتى لو دُمِّرت أجهزة الطرد المركزي في فوردو، فلن يعني ذلك نهاية البرنامج النووي الإيراني. وصرح ريتشارد نيفيو، كبير المفاوضين النوويين الأمريكيين في عهد الرئيس باراك أوباما، بأنه قد تكون هناك منشآت تخصيب أو مخزونات وقود نووي لا علم للأمم المتحدة بها.
وقال السيد نيفيو "حتى لو اختفت منشأة فوردو غداً، فسوف تظل لدينا مخاوف جدية".
وبناء على تصريحات الجانبين، فضلاً عن الصور ومقاطع الفيديو من مكان الحادث، فإن الضربات الإسرائيلية الأولية لم تسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها للمنشآت النووية الإيرانية.
أفادت التقارير أن إسرائيل شنت هجومًا قرب فوردو، لكنها لم تُصب المنشأة الواقعة تحت الأرض مباشرةً. في غضون ذلك، في نطنز، وهو مركز رئيسي آخر لتخصيب اليورانيوم، دمرت الغارات عدة منشآت وألحقت أضرارًا بالشبكة الكهربائية. وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن محطة تخصيب اليورانيوم الوحيدة فوق الأرض في نطنز، والمعروفة باسم محطة الوقود التجريبية، قد دُمرت بالكامل.
في البداية، ظنّ محللو صور الأقمار الصناعية أن الآلات الموجودة تحت الأرض في نطنز لم تتأثر. إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية صرّحت لاحقًا بأن التحليل أظهر "تأثيرًا مباشرًا" على غرف التخصيب الموجودة تحت الأرض هناك.
وبالإضافة إلى ذلك، شملت الأهداف الأخرى التي هاجمتها إسرائيل منشأة لإنتاج معدن اليورانيوم في أصفهان، ومجمع عسكري في بارشين، ومفاعل للماء الثقيل في أراك، ومحطة بوشهر للطاقة النووية.
وأكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منشأة أصفهان تعرضت للهجوم، لكن محطة بوشهر لم تتأثر.
المصدر: https://khoahocdoisong.vn/vu-khi-thay-doi-cuc-dien-xung-dot-israel-iran-post1548964.html
تعليق (0)