وفي فيتنام، من المتوقع أن يؤدي تطبيق الذكاء الاصطناعي في أربع رياضات رئيسية، بما في ذلك الرماية والقوس والسهم والتايكوندو والملاكمة، إلى إحداث تحول كبير في نهج التدريب والمنافسة في المستقبل القريب.

الاتجاه الحتمي
في الواقع، لطالما طبقت الدول الرياضية الرائدة، مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والصين، الذكاء الاصطناعي لتحليل تقنيات المنافسة، وتقييم أداء الرياضيين، ومراقبة التغذية، وتطوير برامج التدريب، ودعم التعافي بعد الإصابات. وفي جنوب شرق آسيا، تُعد تايلاند وسنغافورة من الدول الرائدة في اختبار نماذج دمج التكنولوجيا في التدريب الرياضي.
ذكرت مدربة المنتخب الوطني للتايكوندو للشباب، ها ثي نجوين، أنها قبل نحو عقد من الزمان، عندما كانت لا تزال رياضية، شاركت في تدريبات في كوريا مع عدد من الرياضيين البارزين. وهناك، عندما أتيحت لها الفرصة لأول مرة لاستخدام تطبيقات التحول الرقمي في الرياضة، أدركت تمامًا مدى قدرتها على التحمل عند التنافس بكثافة عالية.
في ظلّ تزايد حدة المنافسة في الساحات الكبرى، مثل الألعاب الأولمبية أو دورة الألعاب الآسيوية (ASIAD)، يُعدّ قرار فيتنام بتطبيق الذكاء الاصطناعي في التدريب الرياضي قرارًا منطقيًا. وقّعت هيئة الرياضة الفيتنامية قريبًا اتفاقية تعاون للفترة 2025-2030 مع شركة دريماكس لتطبيق الذكاء الاصطناعي في التدريب والإدارة والتواصل مع جمهور الرياضة.
وفقًا للسيد هوانغ كوك فينه، رئيس قسم الرياضات عالية الأداء (إدارة الرياضة الفيتنامية)، فإن الرياضات الأربع المختارة للتنفيذ التجريبي هي الرماية، والقوس والسهم، والتايكوندو، والملاكمة، وجميعها تتطلب تقنيات عالية ودقة متناهية، حتى أن خطأً بسيطًا قد يُحدد النجاح أو الفشل. لا يقتصر تطبيق الذكاء الاصطناعي على هذه الرياضات على تحليل خطوط الرماية، والإيقاعات، والمواقف الدفاعية، وغيرها، بل يوفر أيضًا مؤشرات تدريبية قابلة للمقارنة بالمعايير الدولية.
من خلال أجهزة الاستشعار والفيديوهات وأجهزة المراقبة الحيوية، سيتم جمع البيانات ومعالجتها لتقديم توصيات تدريبية دقيقة لكل رياضي. ونتيجة لذلك، يتوفر للمدربين أساس علمي أفضل لتعديل التكتيكات وأساليب التدريب، بينما يمكن للرياضيين مراقبة عملية تطويرهم بأنفسهم بصريًا وفعالية.
لا يزال الناس هم العامل الحاسم
ومع ذلك، لكي يعمل هذا النظام بفعالية، يلزم وجود قاعدة بيانات واسعة وعميقة وموحدة بما يكفي. ويمثل هذا أيضًا تحديًا كبيرًا للرياضة الفيتنامية، حيث لا تزال العديد من التخصصات تعمل بالطريقة التقليدية، وتفتقر إلى المعدات والموارد البشرية التكنولوجية، وخاصةً الخبرة في التنسيق بين التخصصات (بين الطب والرياضة والتكنولوجيا).
وقال مدير إدارة الرياضة في فيتنام نجوين دان هوانج فييت، إنه في الفترة المقبلة، ستعمل الصناعة على بناء بيانات الرياضيين، والتواصل مع المحليات، ومساعدة المدربين على تقييم الرياضيين بدقة.
رغم هذه الرغبة، يواجه المديرون أيضًا تحديات عديدة، منها جودة بيانات الإدخال وتنوعها. فإذا لم تعكس البيانات بدقة العوامل، وخاصةً الحالة البدنية وتاريخ الإصابات، للرياضي، فقد يُعطي الذكاء الاصطناعي نتائج غير صحيحة، بل قد تكون عكسية.
علاوة على ذلك، يُعدّ أمن البيانات مسألةً تستدعي اهتمامًا خاصًا. فكل مؤشر من مؤشرات اللياقة البدنية للرياضي، وتدريبه، ومنافساته، يُعدّ ملكيةً شخصيةً ووطنيةً. وإذا لم تُدار هذه المؤشرات بصرامة، فقد تُعرّضه لمخاطر قانونية. فإذا سُرّبت معلوماتٌ عن مؤشر القلب والأوعية الدموية، أو ردود الفعل، أو أنماط التدريب، أو ذروة الأداء، فقد يُضعِف ذلك من فرص الرياضي أمام خصومه.
علاوة على ذلك، مهما بلغ نظام الذكاء الاصطناعي من تقدم، فإنه لا يمكن أن يعمل بكفاءة دون فريق من الخبراء. لا يقتصر الأمر على تدريب المدربين والرياضيين فحسب، بل يشمل أيضًا خبراء البيانات ومهندسي التكنولوجيا والأطباء الرياضيين والمديرين، للمشاركة في عملية تشغيل هذه التقنية والاستفادة منها. يُعد بناء هذه القوة متطلبًا أساسيًا إذا أراد برنامج تطبيق الذكاء الاصطناعي أن يتجاوز إطار "الحركة" وأن يصبح أداة دعم تدريب حقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، يتفق المديرون على أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي قادر على التحليل الدقيق والتوصيات الذكية، فإن المدربين والخبراء والرياضيين هم الذين يقررون كيفية الوصول إلى هذه المعلومات واستخدامها.
علق السيد هوانغ كوك فينه قائلاً: "قد تكون خطة التدريب التي يقترحها الذكاء الاصطناعي مثالية نظريًا، ولكن عمليًا، يُجبر المدربون على إجراء تعديلات مرنة بناءً على الحالة البدنية والنفسية والعادات والمشاعر المباشرة لكل رياضي. لذلك، ينبغي اعتبار الذكاء الاصطناعي مساعدًا ذكيًا، وليس بديلاً عن البشر في عملية التدريب."
المصدر: https://hanoimoi.vn/ung-dung-tri-tue-nhan-tao-trong-the-thao-thanh-tich-cao-hua-hen-buoc-chuyen-lon-708890.html
تعليق (0)