تتكامل فيتنام بشكل متزايد مع سلاسل القيمة العالمية وسلاسل الإنتاج.
1. من الاستقبال إلى المساهمة: الموقف الاستباقي والمسؤولية الدولية
الرسالة الثابتة في المقال هي إرساء مكانة جديدة لفيتنام في التكامل الدولي. انطلاقًا من نهج التتبع والتعلم واكتساب الخبرة، ارتقت فيتنام تدريجيًا لتؤكد دورها كشريك فاعل ومسؤول، مستعد للمشاركة في عملية تشكيل النظام الدولي وقواعد اللعبة، لا سيما في المجالات الناشئة.
وهذا تطور طبيعي، يستند إلى إنجازات التكامل التي تحققت على مدى السنوات الأربعين الماضية، وهو أيضاً مطلب لا مفر منه مع اندماج فيتنام بشكل متزايد في سلاسل القيمة العالمية وسلاسل الإنتاج ومشاركتها في العديد من المؤسسات الاقتصادية والسياسية الدولية المهمة.
2. التأكيد على الدور الحاسم للقوة الداخلية في التكامل
من النقاط النظرية المهمة في المقال العلاقة بين القوى الداخلية والخارجية. وقد أكد الأمين العام على أن القوى الداخلية تلعب دورًا حاسمًا، بينما تلعب القوى الخارجية دورًا مكملًا. وهذا يعكس واقع التنمية الوطنية، ويُظهر تفكيرًا مستقلًا ومستقلًا ومعتمدًا على الذات في سياق عالم يتحول بسرعة نحو التعددية القطبية والتعددية المركزية، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر وتضارب مصالح محتملة.
تُعدّ هذه الفكرة أيضًا مبدأً توجيهيًا في صنع السياسات: يجب أن يرتبط التكامل ارتباطًا وثيقًا بعملية إعادة الهيكلة الاقتصادية ، وابتكار نماذج النمو، وتطوير العلوم والتكنولوجيا، وتحسين القدرات المؤسسية، وتحسين جودة الموارد البشرية. فبدون تحسين القوة الداخلية، قد يؤدي التكامل إلى التبعية والتعرض للصدمات الخارجية.
3. لم يعد التكامل مهمة الحزب والدولة فقط.
من أبرز التعديلات الفكرية التي عبّر عنها المقال أن التكامل الدولي ليس من اختصاص الحزب والدولة فحسب، بل هو أيضًا قضية الشعب بأكمله والنظام السياسي بأكمله. ويُعتبر الشعب وقطاع الأعمال محور عملية التكامل وموضوعها. ويتماشى هذا التطور مع ممارسات التكامل الحديثة، التي يتزايد فيها دور القطاع الخاص والمنظمات الاجتماعية والمجتمعات المحلية.
إن التحول من عقلية "تكامل الحزب والدولة" إلى "التكامل الاجتماعي" يساهم أيضًا في بناء أساس اجتماعي للتكامل، وبالتالي تحسين فعالية تنفيذ السياسات وقابلية النظام بأكمله للتكيف.
4. إن التكامل يسير جنبًا إلى جنب مع حماية المصالح الوطنية.
كما أكد الأمين العام أن التكامل الدولي لا يعني التنازل أو التخلي عن المبادئ، بل هو عملية تعاون ونضال في آن واحد. وهذا يعكس نهجًا متوازنًا بين توسيع التعاون مع الشركاء، والحفاظ على الاستقلال والسيادة، وضمان المصالح الوطنية، على أساس احترام القانون الدولي.
في عالم متقلب، فإن عقلية "التعاون من أجل القتال والقتال من أجل التعاون" تشكل أداة عملية لمساعدة فيتنام في الحفاظ على الاستقرار والتنمية مع الحفاظ في الوقت نفسه على مكانتها وهويتها.
5. ربط التكامل والإصلاح المؤسسي والابتكار
من النقاط ذات القيمة الاستراتيجية في المقال ربط التكامل الدولي بسياسات الإصلاح المحلية، لا سيما القرارات الرئيسية الثلاثة: القرار 18 (بشأن تبسيط الإجراءات)، والقرار 57 (بشأن العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي)، والقرار 59 (بشأن التكامل الدولي). يُظهر هذا القرار التكامل بين الشؤون الخارجية والإصلاح المحلي، وبين التطوير المؤسسي وتعزيز القدرة التنافسية الوطنية.
ولا يمكن لفيتنام أن تحقق التكامل بشكل جوهري، وأن تستفيد من الفرص، وأن تحد من المخاطر إلا من خلال ربط التكامل بالإصلاح المؤسسي والتطور العلمي والتكنولوجي.
6. التنمية البشرية – أساس مستدام للتكامل
يُولي المقال اهتمامًا خاصًا بالتنمية البشرية والتعليم. وأشار الأمين العام إلى استراتيجية بناء "جيل صاعد" - مواطنين شباب ذوي قدرات عالمية، قادرين على التعاون مع الأصدقاء الدوليين بحلول عام ٢٠٤٥. وهذا نهجٌ عميق، يُظهر أن التكامل ليس مجرد مسألة سوق أو تكنولوجيا، بل هو، قبل كل شيء، قصة ذكاء وثقافة وقيم إنسانية.
ويظهر التوجه التنموي للصناعات الثقافية، والتعليم والتدريب الموحد، والرعاية الصحية المتخصصة، والسياحة المستدامة، وما إلى ذلك، أيضًا منظورًا تكامليًا شاملًا، لا يتوقف فقط عند الاقتصاد أو السياسة والأمن.
يضع مقال الأمين العام تو لام إطارًا نظريًا وعمليًا لمرحلة التكامل الجديدة في البلاد. التكامل ليس مجرد سياسة خارجية، بل هو منهجية تنموية متكاملة للغاية، تلعب فيها العوامل البشرية والمؤسسية والعلمية والتكنولوجية والثقافية دورًا محوريًا.
يجب إضفاء الطابع المؤسسي على التوجيهات الموضحة في المقالة عبر استراتيجيات محددة، تُنفَّذ بشكل متزامن من المستوى المركزي إلى المستوى المحلي، من أجهزة الدولة إلى الشركات والأفراد. والأهم من ذلك، أن هذا هو الوقت المناسب لبناء قدرة تكاملية جديدة: قدرة على التفكير، والقدرة على العمل، والقدرة على التكيف - حتى تتمكن البلاد ليس فقط من "مواكبة" مسار التكامل العالمي، بل أيضًا من المساهمة في "ضبط وتيرة" هذا المسار.
الدكتور نجوين سي دونج
المصدر: https://baochinhphu.vn/tu-bai-viet-cua-tong-bi-thu-to-lam-nghi-ve-tu-duy-hoi-nhap-trong-ky-nguyen-moi-1022504110854009.htm
تعليق (0)