من 17 إلى 26 سبتمبر/أيلول، قاد رئيس الوزراء فام مينه تشينه وفداً فيتنامياً رفيع المستوى لحضور المناقشة العامة رفيعة المستوى للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث جمع بين الأنشطة الثنائية في الولايات المتحدة وزيارة رسمية إلى البرازيل بدعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.
رئيس الوزراء فام مينه تشينه والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال الزيارة الرسمية للأمين العام إلى فيتنام، أكتوبر/تشرين الأول 2022. (الصورة: تران هاي)
ويعد هذا نشاطًا خارجيًا مهمًا، ويواصل إظهار أن فيتنام عضو فعال ومسؤول وتقدم مساهمات عملية في العمل المشترك للمجتمع الدولي؛ مؤكدًا أن فيتنام تقدر وترغب في تعميق العلاقات مع الدول والشركاء.
لقد تعقد الوضع العالمي مؤخرًا، وتغير المشهد الجيوسياسي تغيرًا جذريًا، واشتدت حدة المنافسة الاستراتيجية، مما أثر بشدة على الأمن والاقتصاد والتجارة العالميين، وشكّل تحديات كبيرة للتعددية والأمم المتحدة. وقد كان للقضايا العالمية، مثل تغير المناخ والكوارث الطبيعية وأمن الطاقة والغذاء والأوبئة، تأثير تآزري، في حين أن الموارد اللازمة للتنمية شحيحة، مما أثر سلبًا على التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في هذا السياق، تواصل الأمم المتحدة دورها في الحوكمة العالمية، من خلال تعزيز الحوار والتعاون والالتزامات الدولية في مجالات السلام والأمن والتعاون الإنمائي وضمان حقوق الإنسان. كما تضطلع بدور مهم في وضع أطر وآليات من خلال عمليات التشاور لحل النزاعات واحتواء الصراعات وتوجيه التنمية العالمية المستقبلية.
في مسيرتها نحو المشاركة والتعاون مع الأمم المتحدة، رسّخت فيتنام مكانتها كعضو فاعل ومبادر ومسؤول، يقدم مساهمات فعّالة، ويحظى بتقدير المجتمع الدولي وتوقعاته الكبيرة. وقد تعاملت فيتنام مع القضايا بتوازن، وحافظت على بيئة سلمية ومستقرة، وعززت مكانتها، ونالت ثقة الأصدقاء الدوليين لانتخابها في العديد من المناصب والهيئات المهمة، وخاصةً مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتتولى فيتنام حاليًا العديد من المسؤوليات المهمة، أبرزها عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (للفترة 2023-2025)، وتواصل الترشح لعدد من المناصب والهيئات التابعة للأمم المتحدة.
بعد 28 عامًا من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين فيتنام والولايات المتحدة، و10 سنوات من تطبيق الشراكة الشاملة، شهد التعاون الثنائي تطورًا واسعًا وعميقًا وشاملًا في جميع المجالات وعلى جميع المستويات، مما ساهم في تعزيز الأمن والسلام والتعاون والتنمية المشتركة. وتعتبر فيتنام الولايات المتحدة شريكًا استراتيجيًا مهمًا لها، وتؤكد دعمها لفيتنام قوية ومستقلة ومعتمدة على نفسها ومزدهرة. وتتطور العلاقات الثنائية وفقًا لمبادئ أساسية، مثل احترام الاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي والمؤسسات السياسية والتعاون المتساوي والمفيد للطرفين، على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
شهدت العلاقات الفيتنامية الأمريكية منعطفًا تاريخيًا هامًا، حيث تم رفع مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة للسلام والتعاون والتنمية المستدامة، خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فيتنام، بدعوة من الأمين العام نجوين فو ترونغ. ويفتح هذا التطور الجديد للعلاقات الفيتنامية الأمريكية مرحلة جديدة من التطور، مع إطار ومساحة للتعاون المستدام والمستقر وطويل الأمد، بما يتماشى مع رغبات ومصالح البلدين، ويسهم في السلام والاستقرار والتعاون والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم.
تواصل الشراكة الشاملة بين فيتنام والبرازيل تطورها الإيجابي. تُعدّ البرازيل أكبر شريك تجاري لفيتنام في أمريكا اللاتينية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6.78 مليار دولار أمريكي في عام 2022، بزيادة قدرها 6.6% مقارنة بعام 2021. سيعزز الجانبان تعاونهما في مجالات الزراعة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والرياضة والدفاع؛ وسيستغلان بفعالية إمكانات التعاون في مجالات مواجهة تغير المناخ والتحول الرقمي، وغيرها، وسيشجعان على إطلاق مفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة بين فيتنام والسوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور)، التي تُعد البرازيل عضوًا فيها. ويحافظ البلدان على التنسيق والدعم المتبادل في المحافل متعددة الأطراف، وخاصةً الأمم المتحدة.
تدور المناقشة العامة رفيعة المستوى للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة حول موضوع "إعادة بناء الثقة وتعزيز التضامن العالمي: تكثيف العمل بشأن خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة من أجل السلام والازدهار والتقدم والاستدامة للجميع".
وقاد رئيس الوزراء فام مينه تشينه الوفد الفيتنامي رفيع المستوى إلى جلسة المناقشة، مؤكداً استمرار مشاركة فيتنام الاستباقية والنشطة ومساهمتها المسؤولة والفعالة في العمل المشترك؛ مؤكداً على رسالة تعزيز الثقة، وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف للاستجابة للتحديات العالمية وحلها، وتعزيز التنمية المستدامة مع الناس في المركز، من أجل مستقبل سلمي ومستدام ومزدهر.
وتستمر رحلة العمل التي قام بها رئيس الوزراء فام مينه تشينه إلى الولايات المتحدة في التأكيد على أن فيتنام والولايات المتحدة توليان أهمية للعلاقات الثنائية وتشجعان على تجسيد الاتفاقيات والالتزامات التي توصلت إليها الدولتان للتو، بروح البيان المشترك بشأن ترقية العلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة إلى شراكة استراتيجية شاملة من أجل السلام والتعاون والتنمية المستدامة.
ترأس رئيس الوزراء فام مينه تشينه وفدًا فيتناميًا رفيع المستوى في زيارة رسمية إلى البرازيل، مما ساهم في تعزيز الثقة السياسية وتعميق التعاون متعدد الجوانب بين البلدين. ومع اقتراب الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين فيتنام والبرازيل (1989-2024)، أحدثت الزيارة زخمًا جديدًا، مما عزز الشراكة الشاملة بين فيتنام والبرازيل وجعلها أكثر رسوخًا وفعالية وعمقًا.
إن رحلة العمل التي قام بها رئيس الوزراء فام مينه تشينه والوفد الفيتنامي رفيع المستوى لحضور المناقشة رفيعة المستوى للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جانب أنشطته في الولايات المتحدة وزيارته الرسمية إلى البرازيل، تُؤكد على السياسة الخارجية للمؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب، القائمة على الاستقلال والاعتماد على الذات والسلام والتعاون والتنمية؛ والتعددية والتنويع وتعميق العلاقات. وتنقل رحلة العمل رسالة مهمة للأصدقاء الدوليين حول فيتنام سلمية ومتعاونة ومتكاملة، تشارك بنشاط واستباقية، وتساهم بمسؤولية وفعالية في العمليات والعمل المشترك للمجتمع الدولي، من أجل السلام والتعاون والتنمية المستدامة.
مصدر
تعليق (0)