جدي يبلغ من العمر 80 عامًا هذا العام. عمل بجد طوال حياته وادّخر بعض المال. لكن شيخوخته لم تكن كما تمنى عندما اضطر لمغادرة منزله الحبيب والانتقال إلى دار رعاية. في البداية، ظننتُ أن المال سيضمن له حياةً هانئةً ومزدهرةً في شيخوخته، لأن دار الرعاية كانت مجهزةً بالكامل بالمعدات الطبية ، ورعايةً، وأطباء، لكن اتضح أن جدي لم يتقبل الأمر.
أجبره والداي على الذهاب إلى دار رعاية المسنين لانشغال عائلتي. كان وحيدًا في المنزل. في إحدى المرات سقط وكسر ساقه، مما أخاف أمي. كنت أفهم أمي، لكن منذ ذهابه إلى دار الرعاية، بدا أنحف وأقل نشاطًا من ذي قبل.
أحبه، لكن لا أعرف ماذا أفعل، أزوره باستمرار. يرقد في دار المسنين منذ ثلاثة أشهر، وحالته تتدهور، ويتكلم أقل، ووجهه شاحب دائمًا، فاقدًا للحيوية. أعلم أنه يفتقد منزله كثيرًا، يفتقد حديقته الصغيرة ونباتاته التي كان يعتني بها بنفسه.
ذات مرة، أحضرتُ له فاكهةً فرأيته جالسًا على الكرسيّ شارد الذهن، وجهه خالٍ من التعبيرات. عندما رآني قادمًا، ابتسم، لكنني كنتُ أعلم أن تلك الابتسامة لا تحمل أي فرح، بل كان يحاول فقط طمأنتي. بدأتُ أندم على موافقتي على ذهابه إلى دار الرعاية ذلك اليوم.
سألتُ العاملين في دار الرعاية عن حالته. قالوا إنه كان شارد الذهن طوال اليوم، لا يتواصل مع الآخرين، ويلازم غرفته دائمًا. أدركتُ أن المال لا يشتري الرفقة. فقد منزله، واضطر إلى ترك أصدقائه وجيرانه. في الماضي، كان يحب لعب الشطرنج والدردشة مع الناس، أما الآن فهو محاط بالغرباء.
بعد بضعة أيام، ذهبتُ لزيارته كالمعتاد، فرأيته مذعورًا، وجهه شاحب وشفتاه شاحبتين. أصابني الذعر واتصلتُ بالطبيب. قال الطبيب إنه كان تحت ضغط نفسي طويل الأمد، مما أثر على صحته. في تلك اللحظة، ندمتُ بشدة، وانهمرت دموعي. لو حدث له مكروه، فسألوم نفسي طوال حياتي.
توضيح
عندما وصلتُ إلى المنزل، أصررتُ على والديّ بضرورة اصطحابه إلى المنزل، حتى لو تطلب ذلك بذل جهد أكبر لرعايته. وللمفاجأة، وافقت والدتي بسهولة وساعدت في إقناع والدي. اتضح أن والدتي كانت تُرهق نفسها كثيرًا مؤخرًا لأنها أدركت أن صحته تتدهور باستمرار، وأن دار الرعاية لم تُجدِ نفعًا فحسب، بل زادت من بؤسه. فقررنا التحرك فورًا.
عندما سمعتُ خبرَ عودته، رأيتُ الفرحَ على وجههِ لأولِ مرة. كدتُ أبكي من شدةِ التأثر.
كان قد عاد لتوه إلى بيئته المألوفة، وكان مزاجه أفضل بكثير، وبشرته نضرة. كان والداي لا يزالان يذهبان إلى العمل، وكنتُ أيضًا في المدرسة، ولم أستطع التحدث معه إلا قليلًا على العشاء. خلال النهار، كان على عائلتي أن تدفع لشخص ما ليعتني به، ويطبخ له، ويساعده في أموره الشخصية.
كان يتأوه أحيانًا كل ليلة بسبب ألم ساقيه، لكنني ووالديّ أدركنا أنه يعاني من ألم شديد يدفعه إلى هذا. كنا نشعر بالأسف عليه في أعماق قلوبنا، لكننا لم نستطع مساعدته على تجاوز الألم. كان قد تناول الكثير من الأدوية، وإذا استمر في تناول المسكنات، كان يخشى أن يواجه صعوبة في مقاومة أمراض أخرى في المستقبل، لذلك قلّل الطبيب من وصفته الطبية. مع ذلك، عندما استيقظت في الصباح ورأيت أنه يبدو أفضل مما كان عليه عندما كان في دار المسنين، شعرت ببعض الارتياح.
من الواضح أن العديد من كبار السن لا يحتاجون إلى مرافق متكاملة، أو رعاية منزلية، أو أطباء مناوبين، بل يحتاجون إلى حب عائلاتهم. يحتاجون إلى بيئة مألوفة تمنحهم شعورًا بالأمان والدفء. عندما يكبر والداي، سأعتني بهما ولن أدع أحدًا آخر يعتني بهما لانشغالي.
[إعلان 2]
المصدر: https://giadinh.suckhoedoisong.vn/after-3-months-of-being-in-a-labour-village-after-I-was-requested-to-return-to-home-I-realized-a-con-that-is-more-valuable-than-a-lot-of-material-quality-and-price-172241020223508632.htm
تعليق (0)