يعتقد الدكتور فام تشين ثانغ أن الصحفيين بحاجة إلى التعلم المستمر، وتحديث معارفهم ومهاراتهم، وعدم الخوف من التغيير. (صورة: NVCC) |
حيث يوجد العملاء، ستصل إليهم الصحافة
يستهدف التحول الرقمي العملاء - القراء. أينما كان العملاء، يجب على الصحف إيجاد طريقة للوصول إليهم. من وجهة نظرك، ما هو واقع التحول الرقمي للصحف في بلدنا حاليًا؟
التحول الرقمي ليس مجرد توجه عالمي، بل هو أيضًا ضرورة حتمية للبقاء والتطور في عالم رقمي متزايد. وفيتنام ليست استثناءً من هذه القاعدة.
في سياق التكنولوجيا الرقمية والإنترنت التي أصبحت جزءًا لا غنى عنه من الحياة اليومية، كان لزامًا على الصحافة التقليدية في فيتنام أن تتكيف مع هذا الواقع.
وعلى وجه التحديد، قامت الصحف والقنوات التلفزيونية ومحطات الراديو وغيرها من المؤسسات الإعلامية بإنشاء مواقع إلكترونية وتطبيقات للهواتف المحمولة وقنوات إعلامية رقمية أخرى لتوسيع قاعدة قرائها وتلبية احتياجات المستهلكين من المعلومات المتنوعة والمعقدة على نحو متزايد.
لا يقتصر التحول الرقمي في الصحافة الفيتنامية على "نقل الأخبار" فحسب، بل يمتد إلى "إنتاجها". وقد ساعدت أساليب إنتاج المحتوى الجديدة، مثل تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، الصحف على إنتاج محتوى عالي الجودة وأكثر جاذبية، يُلبي أذواق القراء.
ومع ذلك، يطرح التحول الرقمي تحدياتٍ عديدة. إذ تحتاج الصحف إلى مواجهة ضغوط تنافسية متزايدة من منصات الإعلام الرقمي الجديدة مثل فيسبوك ويوتيوب وتيك توك...
علاوة على ذلك، أدت الشعبية المتزايدة للإعلانات عبر الإنترنت إلى انخفاض الدخل من الإعلانات التقليدية، مما تسبب في صعوبات مالية للصحف.
برأيي، يشهد التحول الرقمي للصحافة في فيتنام حاليًا العديد من الخطوات الإيجابية، إلا أنه لا يزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها. ولنجاح التحول الرقمي، يتعين على الصحافة اغتنام الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية، مع إيجاد سبل لتذليل الصعوبات والعوائق التي تطرحها هذه العملية.
في سياق التحول الرقمي القوي، ما المهارات التي يجب أن يتحلى بها الصحفيون؟ وكيف يجب عليهم "التحول" لتجنب الاختلال والاستبعاد؟
يُتيح التحوّل الرقمي فرصًا عديدة، لكنه في الوقت نفسه يفرض متطلبات جديدة على الصحفيين. وللتكيّف مع هذا التوجّه، أرى أن الصحفيين بحاجة إلى امتلاك بعض المهارات.
أولاً، يحتاج الصحفيون إلى معرفة كيفية استخدام الأدوات الرقمية الجديدة مثل منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف المحمول وأدوات تحليل البيانات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ثانيًا ، تتطلب الكتابة للمنصات الرقمية لغةً مختلفة. يجب أن تكون المقالات قصيرةً وموجزةً وجذابةً لجذب انتباه القارئ.
ثالثًا، في العالم الرقمي، لا يقتصر المحتوى على النصوص فحسب، بل يشمل أيضًا الصور والفيديوهات، وأحيانًا عناصر تفاعلية. لذا، يجب على الصحفيين إتقان إنشاء محتوى متعدد الوسائط لجذب القراء والاحتفاظ بهم.
رابعًا ، تلعب البيانات اليوم دورًا حيويًا في فهم تفضيلات الجمهور وإنشاء محتوى ذي صلة. يحتاج الصحفيون إلى معرفة كيفية تحليل البيانات لاتخاذ قرارات بشأن المحتوى.
خامسًا ، مع تطور التكنولوجيا الرقمية، تزداد أهمية حماية معلومات وخصوصية المشاهدين والمستمعين. يحتاج الصحفيون إلى فهم واضح للمبادئ واللوائح المتعلقة بالخصوصية والأمن السيبراني.
لذا، لتجنب الإقصاء، يحتاج الصحفيون إلى التعلم المستمر، وتحديث معارفهم ومهاراتهم، وعدم الخوف من التغيير. كما يحتاجون إلى الانفتاح على التكنولوجيا واستخدامها كأداة لتحسين جودة عملهم. لا تتطلب عملية "التحول" هذه جهود كل صحفي فحسب، بل تتطلب أيضًا دعمًا من وكالات الأنباء، من خلال برامج التدريب وتطوير المهارات.
التغيير في التفكير والناس
للتحول الرقمي، علينا أولاً أن نتحول إلى التفكير الرقمي وأن نبدأ بالناس. فبرأيك، في أي اتجاه ينبغي للصحفيين أن يتغيروا؟
نعم، لا يتطلب التحول الرقمي تطبيق التكنولوجيا فحسب، بل يتطلب أيضًا تغييرات في التفكير والأشخاص. إليكم بعض الاتجاهات التي ينبغي على الصحفيين تغييرها.
أولاً، على الصحفيين تبني عقلية رقمية، تتضمن فهم واحتضان التغييرات التي تُحدثها التكنولوجيا الرقمية وكيف تُحدث تحولاً في الصحافة. قد يشمل ذلك التعرّف على كيفية استهلاك المستهلكين للمحتوى الرقمي، وكيفية استخدام البيانات لفهم المستخدمين بشكل أفضل، وكيفية تبني وتطبيق التقنيات الجديدة في عملهم.
يحتاج الصحفيون إلى تطوير مهاراتهم التكنولوجية لمواكبة التحول الرقمي. ويشمل ذلك تعلم كيفية استخدام الأدوات الرقمية الجديدة، من منصات التواصل الاجتماعي إلى أدوات تحليل البيانات، وفهم كيفية استخدام التكنولوجيا لإنشاء المحتوى وتوزيعه.
يجب على الصحفيين أن يكونوا مستعدين للتغيير والتعلم. فالتغيرات السريعة في العالم الرقمي تتطلب مرونةً واستعدادًا للتغيير. لذا، يجب على الصحفيين أن يكونوا منفتحين على التغيير وأن يتعلموا باستمرار، وأن يُحدّثوا معارفهم ومهاراتهم لتجنب التخلف عن الركب.
وعند التعامل مع المنصات الرقمية، يتعين على الصحفيين أيضًا أن يكونوا على دراية بخصوصية المستخدم والامتثال لقواعد حماية البيانات.
التركيز على المستخدم. في العالم الرقمي، تُعدّ تجربة المستخدم بالغة الأهمية. على الصحفيين التركيز على إنشاء محتوى وخدمات تُقدّم قيمةً للمستخدمين، بناءً على فهم احتياجاتهم ورغباتهم.
وتعتبر هذه التغييرات عملية طويلة، وتتطلب المثابرة ومشاركة وكالة الصحافة بأكملها.
يُتيح العصر الرقمي العديد من الفرص والتحديات للصحفيين. (صورة توضيحية: الإنترنت) |
هل تعتقد أن الصحفيين في عصر المعلومات سيكون لديهم "مساحة" أكبر "للعمل" ولكنهم سيواجهون أيضًا المزيد من التحديات؟
أتفق مع هذا الرأي. فعصر المعلومات يحمل في طياته فرصًا جديدة عديدة، لكنه يطرح أيضًا تحديات كثيرة أمام الصحفيين.
من حيث الفرص، وسّعت التكنولوجيا الرقمية آفاقَ الصحفيين. فلم يعد يقتصر دورهم على كتابة المقالات الورقية، بل أصبح بإمكانهم الآن إنشاء محتوى بأشكال متنوعة، مثل مقاطع الفيديو، والبودكاست، والرسوم البيانية، وحتى المحتوى التفاعلي.
يمكنهم أيضًا استخدام التكنولوجيا لإيصال محتواهم إلى جمهور واسع حول العالم عبر شبكة الإنترنت الواسعة. كما تُمكّن التكنولوجيا الصحفيين من جمع آراء القراء وأفكارهم من خلال أدوات تحليل البيانات، مما يُمكّنهم من إنشاء محتوى أكثر صلةً وإثارةً للاهتمام.
ومع ذلك، يُثير عصر المعلومات تحدياتٍ عديدة. ومن أكبر هذه التحديات المنافسة بين مصادر المعلومات المتنوعة.
تتوفر للمستهلكين اليوم خياراتٌ متعددةٌ لتلقي المعلومات، مما يضطر الصحفيين إلى بذل جهدٍ أكبر لجذب انتباههم. علاوةً على ذلك، يُمثل إنشاء محتوى عالي الجودة في بيئةٍ مُثقلةٍ بالمعلومات تحديًا أيضًا.
من التحديات الأخرى ضمان الدقة والنزاهة في العمل الصحفي. ففي عصر المعلومات، تنتشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة بسرعة، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة. لذلك، يجب على الصحفيين وضع التحقق من الحقائق وضمان الدقة على رأس أولوياتهم.
وأخيرًا، تُشكّل حماية بيانات المستخدمين وخصوصيتهم تحديًا أيضًا. ويتعيّن على الصحفيين فهم لوائح حماية البيانات والالتزام بها.
وبشكل عام، يحتاج الصحفيون في عصر المعلومات إلى التكيف وتطوير مهارات جديدة للتعامل مع الفرص والتحديات التي يفرضها العصر الجديد.
ويجب على الصحفيين التكيف وتطوير استراتيجيات جديدة.
كيف أدى تطور التكنولوجيا والإنترنت إلى خلق جيل مختلف من الصحفيين؟
لم يُغيّر تطور التكنولوجيا والإنترنت طريقة تلقينا للمعلومات فحسب، بل خلق أيضًا جيلًا جديدًا من الصحفيين. برأيي، أثّرت التكنولوجيا على هذا الجيل.
صحفي الوسائط المتعددة: في الماضي، كان الصحفيون متخصصين في نوع معين من الإعلام، كالكتابة للصحف، أو العمل في الاستوديو، أو إنتاج الفيديوهات. أما اليوم، وبفضل التكنولوجيا، فيمكن للصحفيين العمل في مختلف الوسائط الإعلامية، مثل كتابة المقالات، وإنتاج الفيديوهات، وإنتاج البودكاست، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى.
محلل بيانات صحفي: لقد أنتجت التكنولوجيا كمًا هائلًا من البيانات، ويحتاج الصحفيون الآن إلى معرفة كيفية استخدام هذه البيانات لصالحهم. يستخدمون البيانات لتحليل الاتجاهات، وفهم الجمهور، وإنشاء محتوى قائم على البحث.
صحفي خدمة العملاء: أتاح الإنترنت للصحفيين التفاعل المباشر مع قرائهم. لذا، عليهم التركيز على إنشاء محتوى يلبي احتياجات المستخدمين ورغباتهم، وأن يكونوا على استعداد لتلقي ملاحظات المجتمع.
الصحفيون المتخصصون في التكنولوجيا: يستخدم الصحفيون المعاصرون مجموعة متنوعة من الأدوات التكنولوجية لتحسين عملهم، بدءًا من أدوات تحليل البيانات إلى التطبيقات التي تساعدهم في تنظيم عملهم والتواصل مع زملائهم.
الصحفيون عبر الإنترنت: بدلاً من العمل في الصحف التقليدية أو محطات الإذاعة أو التلفزيون، يعمل العديد من الصحفيين الآن في مواقع الأخبار أو المدونات أو منصات التواصل الاجتماعي.
باختصار، يجب على الجيل الجديد من الصحفيين ألا يتكيف فقط، بل يجب أن يعرف أيضًا كيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين عملهم وخدمة "عملائهم" بشكل أفضل.
كيف سيتمكن الصحفيون الحقيقيون من المنافسة مع "صحفيي وسائل التواصل الاجتماعي" و"الصحفيين المواطنين"؟
في عالمنا الرقمي اليوم، يتنافس الصحفيون المحترفون مع طيف واسع من مصادر المعلومات، بما في ذلك "صحفيو وسائل التواصل الاجتماعي" و"الصحفيون المواطنون". وهذا يتطلب منهم التكيف وتطوير استراتيجيات جديدة.
من الأمور التي يتقنها الصحفيون المحترفون جودة المحتوى الذي ينتجونه وموثوقيته. فهم مدربون على مبادئ الصحافة كالدقة والنزاهة والحياد، ويمتلكون المهارات اللازمة للتحقق من الحقائق ومنع تحريف المعلومات.
كما ذكرتُ، يمكن للصحفيين الاستفادة من التكنولوجيا والبيانات لتحسين محتواهم. هذا يُمكّنهم من الوصول إلى جمهور أوسع وإنشاء محتوى أكثر ملاءمةً لعملائهم.
على منصات التواصل الاجتماعي، لا يقتصر دور القراء على استهلاك المحتوى فحسب، بل يمكنهم أيضًا التفاعل المباشر. ويستفيد الصحفيون من ذلك ببناء علاقات مع القراء، وتلقي ملاحظاتهم، بل وحتى إنشاء محتوى معهم.
وأخيرا، يتعين على الصحفيين أن يتعلموا ويبتكروا باستمرار حتى لا يتخلفوا عن الاتجاهات الجديدة.
بل ينبغي على الصحفيين المحترفين الاستفادة من التكنولوجيا، وبناء علاقات مع الجمهور، والتعلم والابتكار باستمرار. بهذه الطريقة، يمكنهم التنافس بشرف مع "صحفيي وسائل التواصل الاجتماعي" و"الصحفيين المواطنين" من خلال التأكيد على جودة عملهم وسمعتهم الشخصية واحترافيتهم.
شكرًا لك!
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)