في مدينة هويتشو بمقاطعة قوانغدونغ في الصين، جذبت قصة مثابرة معلم شاب في التغلب على الشدائد انتباه مستخدمي الإنترنت في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه مليار نسمة، وفقًا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست .
وبحصوله على درجة الدكتوراه من إحدى الجامعات الآسيوية المرموقة، تعد قصة هذا الشاب شهادة على القوة العقلية في مواجهة الشدائد.
شُخِّص تران بن بمرض ضمور دوشين العضلي (DMD) في سن السابعة. وفي سن الثانية عشرة، لم يعد قادرًا على المشي، وأصبح مُقيّدًا بكرسي متحرك. تطلبت مهامه اليومية، كارتداء الملابس وتناول الطعام، دعمًا من عائلته. ومع ذلك، لم يدع تران بن مرضه يُعيق جهوده في الدراسة.
أصبح حب والديه سندًا قويًا للشاب. تركت والدة تران بان عملها وكرّست كل وقتها لرعايته. كانت تحمله على ظهرها كثيرًا، وتصعد خمسة طوابق من السلالم لتقله إلى المدرسة.
السيدة تران لا تحمل أطفالها على ظهرها فحسب، بل ترعى أحلامهم وتساعدهم على تحقيقها. طمأنتهم قائلةً: "ما دمتَ ترغب في الدراسة، سأكون دائمًا بجانبك وأدعمك".
عندما أصبح تران بان طالبًا، انتقلت والدته إلى قوانغتشو، وعاشت معه لمدة 4 سنوات في الجامعة، واهتمت به في كل خطوة على الطريق.
كان والده عاملاً، وعمل في وظائف مختلفة على مر السنين لكسب ما يكفي من المال لدعم الأسرة ودفع تكاليف تعليم أطفاله.
لم يخيب تران بينه آمال والديه، فحقق دائمًا نتائج ممتازة وكان من أوائل طلاب دفعته. في عام ٢٠١٢، قُبل الطالب لدراسة علم النفس في جامعة صن يات صن، إحدى أعرق الجامعات في مقاطعة قوانغدونغ.
بفضل أدائه الأكاديمي المتميز في مرحلة البكالوريوس، التحق تران بينه مباشرةً بجامعة تسينغهوا. في يونيو ٢٠٢٣، أكمل برنامج الدكتوراه، وفي نهاية ذلك العام، أصبح محاضرًا في كلية مدينة هويتشو.
في قاعة الدرس، تران بان ليس مُحاضرًا فحسب، بل هو أيضًا رمزٌ للإيمان والمثابرة. بأسلوبه التدريسي المُخلص وصبره ونهجه الودود، بنى السيد تران علاقاتٍ وطيدةً مع العديد من الطلاب.
في كل مرة أشعر فيها بالضياع أو فقدان الثقة، أتذكر البروفيسور تران بان وكيف تغلب على صعوبات لا تُحصى، كما قال أحد الطلاب. كما يُقدّس العديد من الطلاب تران بان ويُطلقون عليه باحترام لقب "طبيب على كرسي متحرك".
في حديثه للصحافة، قال تران بان إنه يُقدّر دائمًا تضحيات والدته. وأضاف: "أكبر مصدر للتشجيع بالنسبة لي هو عائلتي وأصدقائي. لم تكن والدتي تحملني إلى المدرسة يوميًا فحسب، بل كانت دائمًا حاضرة لرعايتي حتى عندما كنتُ طالبًا في الجامعة".
عند استرجاع رحلة أكثر من عشرين عامًا، حتى والديه مندهشان مما تغلبوا عليه. قالت والدة تران بان إنها لا تفهم كيف استطاعت عائلتها التغلب على كل هذه الصعوبات. غالبًا ما تكون هي وزوجها مشغولين بالعمل وهمومهما اليومية، لدرجة أنهما نادرًا ما يجدان وقتًا للتفكير في المستقبل. لكنهما يعرفان كيف يثابران ويتقدمان يومًا بعد يوم.
استذكر تران بان الماضي قائلاً: "مررتُ بأوقات تساءلتُ فيها عن سبب ظلم الحياة لي. ثم قرأتُ أن من يجتهد أكثر من غيره كل يوم، سينجح. وقد أصبح هذا المثل شعاري في الحياة."
انتشرت قصة تران بان بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظيت باهتمام وتعاطف المجتمع. وأعربت العديد من التعليقات عن إعجابها: "أم رائعة وابن ممتاز. أتمنى لكما الصحة والسعادة، لتتمكنا معًا من كتابة قصص ملهمة".
[إعلان 2]
المصدر: https://vietnamnet.vn/nam-sinh-duoc-me-cong-den-lop-hang-ngay-do-vao-dai-hoc-top-1-chau-a-2326756.html
تعليق (0)