إذا كانت بين لاك بحيرة جبلية ذات مناظر خلابة ورومانسية، ففي شمال مقاطعتنا توجد بحيرة جبلية أخرى بمناظر خلابة تُبهر الزوار. إنها بحيرة بيسين، الواقعة في بلدية بينه آن، مقاطعة باك بينه.
باتباع الدليل، بدأنا رحلتنا إلى بحيرة بيسين مع اقتراب وقت الظهيرة. لم يعد الطريق إلى البحيرة صعبًا لوجود مسارات يسلكها العديد من السكان المحليين. من أرض تُدعى با غي، وهي قاعدة ثورية لجيش وشعب باك بينه خلال حرب المقاومة ضد الولايات المتحدة لإنقاذ البلاد، اتبعنا الطريق على طول سفح الجبل إلى بحيرة بيسين. على الرغم من أنه كان طريقًا جبليًا، إلا أنه لم تكن به منحدرات شديدة، لذا كان الاستمتاع بمناظر الجبال تجربة ممتعة أيضًا. امتزجت الجداول المتعرجة مع صوت المياه المتدفقة، وزقزقة الطيور، ورائحة الغابة الخافتة، لتمنحنا شعورًا لا يوصف بالبهجة. كلما تعمقنا، ازداد الهواء برودة، وشعرنا بهبوب الرياح وانجراف الغيوم. لم يكن هناك شعور بالتعب، بل شعور غريب بالسلام والراحة.
بعد رحلة دامت قرابة ساعة، وصلنا إلى سفح سلسلتي جبال "تشيب لا" و"تا بانغ". لفتت أنظارنا شلالات صغيرة تتعرج عبر صخور خضراء مغطاة بالطحالب. الصخور هنا غاية في الجمال، بألوانها الزاهية وأشكالها الغريبة. بعد أن تجاوزنا الشلالات الصغيرة، وصلنا إلى بحيرة "بيسين". إنها بحيرة صغيرة على شكل قلب، تبلغ مساحتها حوالي 100 متر مربع من المياه الزرقاء الصافية. تحيط بالبحيرة شلالات صغيرة تتعرج عبر صخور مغطاة بالطحالب.
من خلال بحثنا، اكتشف الفرنسيون اسم بحيرة بيسين، لكن لا أحد يتذكر عام حدوثها. تعني كلمة بيسين بالفرنسية "حوض سباحة"، وهي بالإنجليزية صفة لكلمة "سمكة". يبدو أن هذا يتوافق مع ما نراه ونشعر به هنا. فإلى جانب بحيرة بيسين الكبيرة الواقعة أسفلها، توجد مجموعات من البحيرات الكبيرة والصغيرة بمستويات مختلفة، مثل الشلالات الصافية، مع أنواع عديدة من أسماك المياه العذبة.
تحتوي بحيرة بيسين على بحيرتين: العليا والسفلى. لكل بحيرة جمالها الخاص، لذا لاستكشافها والاستمتاع بها، علينا تجاوز كل صخرة كبيرة وصغيرة تحيط بجدول المياه الجميل المكسو بالطحالب. بالقرب من نهر تيت، على جانبي الجدول، تتفتح أغصان أشجار المشمش البري مبكرًا، وتتمايل باللون الأصفر مع الريح. تكثر أزهار المشمش هنا، وتنمو في بقع كبيرة بجذور كبيرة تنمو من شقوق الصخور. عادةً ما تكون أزهار المشمش البري أصغر حجمًا من براعم المشمش المزروعة في الحدائق المنزلية، لكنها تزهر لفترة طويلة، ورائحتها أكثر جاذبية. ولأنها تنمو بشكل رئيسي على المنحدرات الصخرية بجوار الشلالات الصغيرة، فإن أزهار المشمش تزهر دائمًا مبكرًا. بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة، ستكون هذه وجهة مثيرة للاهتمام لمحبي أزهار المشمش.
بعد أن نمرّ بحقول المشمش الأصفر المُزهّرة، سنصل إلى بحيرة بيسين العليا. رغم صغر حجمها، إلا أن مناظرها أكثر جمالاً. تُضفي أشكال الصخور والمياه على هذا المكان سحراً وتميزاً. ليس نحن فقط، بل كل من يزور هذا المكان سيُذهل ويُؤثر في نفسه.
تقع بحيرة بيسين في منطقة قاعدة لا با الثورية، لذا خلال حرب المقاومة ضد الولايات المتحدة لإنقاذ البلاد، اختيرت البحيرة لتنظيم الأعياد والاحتفال بعيد تيت لجنودنا. بعد الحرب، لا تزال البحيرة بجمالها الأخّاذ كما كانت في البداية. لا تزال هناك أشجار عتيقة جرداء تُظهر آثار الزمن وندوبه، أو أشجار مانجو ملتوية بجذوع سوداء كبيرة ممددة على صخور عمرها آلاف السنين. إن سنحت لك الفرصة، تفضل بزيارة هذا المكان، لنستمتع بعجائب الطبيعة التي أغدقتها على الحياة.
مصدر
تعليق (0)