وفي مساء يوم 18 سبتمبر/أيلول، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر أمني وشاهد عيان قولهم إن العديد من أجهزة الراديو المحمولة التي تستخدمها قوات حزب الله انفجرت بعد ظهر ذلك اليوم في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
متطور للغاية
ووقع انفجار واحد على الأقل بالقرب من جنازة أقامها حزب الله للقتلى الذين قتلوا في اليوم السابق، عندما انفجرت آلاف أجهزة النداء التي تستخدمها القوة في جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 2750 آخرين.
وأفادت أحدث المعلومات من مصادر أمنية أن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 100 آخرون في هذه السلسلة الأخيرة من الانفجارات.
واتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء الانفجارات الجماعية في أجهزة النداء، وقال إنه شن هجمات صاروخية انتقامية على مواقع إسرائيلية على الحدود مع لبنان.
أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي عن إطلاق نحو عشرة صواريخ من لبنان على منطقة الجليل الغربي. جميعها سقطت في مناطق مفتوحة، ولم تُسفر عن إصابات.
وفي وقت سابق، قال مصدر أمني لبناني كبير لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد زرع متفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال لاسلكي استوردها حزب الله قبل عدة أشهر.
أفاد المصدر أيضًا أن أجهزة النداء هذه استُوردت من شركة جولد أبولو التايوانية. إلا أن مؤسس جولد أبولو، هسو تشينغ كوانغ، نفى هذه المعلومة، مؤكدًا أن أجهزة النداء الخمسة آلاف هذه صُنعت بواسطة شركة BAC، ومقرها بودابست (المجر).
ردًا على قناة NBC News، نفت السيدة كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، الرئيسة التنفيذية لشركة BAC، إنتاج أجهزة النداء.
وأكد مصدر أمني لبناني رفيع المستوى أن أجهزة النداء خضعت لتعديلات من قبل الموساد أثناء إنتاجها.
قال المصدر: "وضع الموساد لوحة دوائر كهربائية في الأجهزة التي تحتوي على متفجرات، قابلة للتفجير عن بُعد عند تلقي رسالة مشفرة. كانت هذه الأجهزة متطورة للغاية لدرجة يصعب معها اكتشافها بأي جهاز أو ماسح ضوئي". وأفاد مصدر آخر بأن حوالي 3 غرامات من المتفجرات كانت مخبأة في أجهزة النداء لأشهر دون علم حزب الله.
يُعرف الموساد بعمليات التجسس والاغتيال المتطورة، وقد أُلقي عليه اللوم في العديد من الهجمات الإلكترونية، كما يُشتبه في وقوفه وراء اغتيال عالم إيراني بارز باستخدام رشاش مُتحكم به عن بُعد. ولم يُعلق المسؤولون الإسرائيليون على انفجارات أجهزة النداء في لبنان.
وفي وقت سابق، في 17 سبتمبر/أيلول، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مصدر قوله إن عملية تفجير أجهزة الاستدعاء في لبنان تمت الموافقة عليها في اجتماعات الحكومة الإسرائيلية.
خرق أمني خطير
قال مسؤول في حزب الله إن هذا يُعدّ أخطر خرق أمني للحزب منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة العام الماضي. وكان حزب الله قد وضع خططًا في فبراير/شباط لمعالجة الثغرات في بنيته التحتية الاستخباراتية.
حذّر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، من أن الهواتف "أخطر من جواسيس إسرائيل". وعوضًا عن ذلك، اختارت الجماعة أجهزة النداء، التي تعمل على تردد منفصل، وبالتالي تُعتبر أكثر موثوقية من شبكات الهاتف المحمول، التي قد تتعرض لانقطاعات أو مشاكل في الاتصال أو للتنصت.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن باب الحل الدبلوماسي مع حزب الله يوشك على الغلق. ومع ذلك، يرى مراقبون أن سلسلة انفجارات أجهزة النداء ليست مؤشرًا على هجوم بري إسرائيلي وشيك، بل هي مؤشر على أن إسرائيل قد توغلت بعمق في حزب الله.
تركيب مينه تشاو
[إعلان 2]
المصدر: https://www.sggp.org.vn/hang-loat-may-nhan-tin-bo-dam-phat-no-tai-lebanon-hon-2800-nguoi-thuong-vong-post759643.html
تعليق (0)