إن العلاقة الممتازة بين فيتنام والمملكة المتحدة لا تعود بالنفع على حكومتي البلدين فحسب، بل على شعبيهما أيضًا، وهي درسٌ مهمٌّ ينبغي استلهامه مع احتفال البلدين بالذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية . هذا ما اتفق عليه النائب واين ديفيد، رئيس المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب في المملكة المتحدة (APPG) المعنية بفيتنام، في مقابلةٍ حديثةٍ مع مراسل وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA) في المملكة المتحدة.
النائب واين ديفيد، رئيس مجموعة البرلمانيين. الصورة: مقدمة من الشخصية
وفي معرض تقييمه لإنجازات العلاقات الثنائية على مدى السنوات الخمسين الماضية، قال النائب واين ديفيد إن يوم 11 سبتمبر 1973 كان يومًا تاريخيًا عندما بدأت المملكة المتحدة وفيتنام العلاقات الدبلوماسية الرسمية. ووفقًا له، فقد تطورت العلاقات الثنائية تدريجيًا بمرور الوقت ووصلت إلى معلم مهم في عام 2010 عندما أقام البلدان شراكة استراتيجية، مما أدى إلى نجاحات باهرة في العديد من مجالات التعاون، من التجارة والاستثمار إلى التعليم والتدريب والعديد من المجالات الأخرى. وأشار رئيس مجموعة البرلمانيين البريطانيين إلى أن التقدم في العلاقات بين المملكة المتحدة وفيتنام، إلى جانب تطوير التعاون ذي المنفعة المتبادلة، والذي يعود بالنفع على شعبي البلدين، أمر بالغ الأهمية. وأشار إلى أن النمو السريع للتجارة الثنائية هو أحد الإنجازات الملموسة في العلاقات الثنائية. ومع ذلك، وفقًا للنائب واين ديفيد، فإن نجاح هذه العلاقة واضح أيضًا في جوانب أخرى، مثل العدد المتزايد من السياح البريطانيين القادمين إلى فيتنام، مما لا يعزز الاقتصاد فحسب، بل والأهم من ذلك أنه يساعد على تطوير علاقات ثقافية أعمق بين البلدين، مؤكدًا على أهمية تطوير التبادلات الثقافية. قال رئيس مجموعة البرلمانيين البريطانيين إنه قاد وفدًا برلمانيًا بريطانيًا إلى فيتنام مرتين وانبهر بشكل خاص ليس فقط بالأنشطة الاقتصادية النابضة بالحياة ولكن أيضًا بجمال البلاد وود الشعب الفيتنامي. وقال إن العلاقة بين شعبي البلدين تلعب دورًا أساسيًا في ضمان توطيد علاقة التعاون وتطورها بشكل جيد في المستقبل. وفي معرض تقييمه للعلاقة بين المجلسين الوطنيين، أكد رئيس مجموعة البرلمانيين البريطانيين على أهمية هذه العلاقة، مشيرًا إلى التطورات الإيجابية في السنوات الأخيرة. بصفته رئيسًا لمجموعة البرلمانيين البريطانيين، مثل النائب واين ديفيد البرلمان البريطاني للتوصل إلى اتفاق مع الجمعية الوطنية الفيتنامية بشأن مذكرة تفاهم بشأن التعاون بين الهيئتين التشريعيتين. ومع ذلك، بسبب جائحة كوفيد-19، لم يتمكن الجانبان من توقيع هذه الوثيقة. وأعرب النائب واين ديفيد عن أمله في أن تتمكن المملكة المتحدة وفيتنام من توقيع هذه الاتفاقية قريبًا، مما يخلق إطارًا للتبادل والحوار المستمر بين البرلمانين. قال رئيس مجموعة البرلمانيين الفيتناميين (APG) إن التبادلات الشعبية والثقافية، وخاصةً الموسيقية، لا تقل أهمية عن العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، إذ تُمكّن الجانبين من التفاهم والتعلم من بعضهما البعض والتعاون بفعالية، مما يعود بفوائد ملموسة على شعبي البلدين. ويُعدّ هذا أحد المجالات التي يُمكن فيها لممثلي البلدين المنتخبين تعزيز التعاون لمواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية. ووفقاً للنائب واين ديفيد، فإن حفل 7 سبتمبر في الكلية الملكية للموسيقى بلندن، الذي سيُحييه فنانون فيتناميون وبريطانيون وعالميون للاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وجمع التبرعات لدعم ثلاث جمعيات خيرية بريطانية تعمل في فيتنام، يُعدّ حدثاً يعكس العلاقة الوثيقة بين شعبي البلدين، ليس فقط في التعاون التجاري والاقتصادي والتعليمي بين الحكومتين. وفي معرض حديثه عن آفاق التعاون المستقبلي، أكد رئيس مجموعة البرلمانيين الفيتناميين على ضرورة أن يُدرك الجانبان أن العلاقة الثنائية لا يُمكن أن تكون علاقة موجهة من المستوى المركزي، قائلاً إن شعبي البلدين بحاجة إلى التعاون وبناء علاقة تعود بالنفع على الجانبين بدلاً من أن تُتخذ القرارات من قِبل الحكومتين. وأشار إلى إمكانات التعاون بين المملكة المتحدة وفيتنام في مجالات تغير المناخ والتعليم والثقافة والموسيقى والتعاون المحلي. قال رئيس مجموعة البرلمانيين الشعبيين إن تغير المناخ يشكل تحديًا كبيرًا على مستوى العالم، مستشهدًا بالظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر وحرائق الغابات والعواصف والفيضانات الأخيرة في جنوب أوروبا. وقال إنه بفضل مستواها التكنولوجي وخبرتها في التعامل مع القضايا البيئية وتغير المناخ بالإضافة إلى الطاقة المتجددة، يمكن للمملكة المتحدة تقديم دعم عملي لشعب فيتنام - وهي دولة متأثرة بتغير المناخ، مما تسبب في فيضانات ومشاكل أخرى، وخاصة في دلتا نهر ميكونغ. كما أشار النائب واين ديفيد إلى أهمية التعاون التعليمي في سياق البيئة العالمية التي تتطلب من الشباب فهم البلدان والثقافات واللغات المختلفة والتدريب ليصبحوا مواطنين عالميين، قائلاً إن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التعاون في هذا المجال بشكل أكبر، والذي حظي باهتمام من الحكومة الفيتنامية وأولياء الأمور. ووفقًا له، مع وجود 13000 طالب فيتنامي يدرسون في المملكة المتحدة، يحتاج الجانبان إلى تهيئة ظروف مواتية للطلاب الفيتناميين للدراسة في المملكة المتحدة. كما أشار النائب واين ديفيد إلى التعاون المحلي كمجال مهم وواعد، مؤكدًا على ضرورة تعزيز العلاقات بين مناطق المملكة المتحدة وفيتنام بشكل عام، والمقاطعات والمدن بشكل خاص. وقال إن الجانبين لديهما حاليًا مشاريع تعاون محلية، مثل التعاون الثقافي لمدينة شيفيلد مع مدينة هانوي أو جامعات ويلز، مسقط رأسه، والتعاون مع المؤسسات التعليمية الفيتنامية، وهما بحاجة إلى مواصلة تعزيز التعاون في هذا المجال. وفي إشارة إلى دور مجموعة البرلمانيين البريطانيين (APG) في تعزيز التعاون الثنائي، قال الرئيس واين ديفيد إن أعضاء المجموعة يضمون نوابًا من مجلس العموم ومجلس اللوردات، وينتمون إلى جميع الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة. وعلى الرغم من الاختلافات، يتفق الجميع على تعزيز أهمية العلاقة بين فيتنام والمملكة المتحدة. وأشار إلى أن هذه ميزة كبيرة لأنشطة مجموعة البرلمانيين البريطانيين (APG) لتعزيز العلاقات الثنائية، لأنه حتى مع تشكيل حكومة جديدة للمملكة المتحدة عند إجراء الانتخابات العامة العام المقبل، سيظل الارتباط والعلاقة مع فيتنام راسخين ومتينين متجاوزين للانقسامات السياسية .
باوتينتوك.فن
تعليق (0)