مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تم الكشف عن ظاهرة ملحوظة من خلال أحدث استطلاعات الرأي: الاستقطاب بين الناخبين الذكور والإناث تجاه المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس.
وبحسب استطلاع حديث أجرته DailyMail.com وJL Partners، فإن الفجوة في الدعم بين الرجال والنساء للمرشحين آخذة في الاتساع، مما يكشف عن انقسام غير مسبوق في التاريخ السياسي الأمريكي.
إذا تم تسمية انتخابات عام 2016 بـ "انتخابات التعليم " - حيث يتم تقسيم الناخبين على أساس المستوى التعليمي - فإن انتخابات عام 2024 ستكون مسابقة بين الجنسين.
يوضح الرسم البياني أن السيد ترامب يتقدم على السيدة هاريس بنسبة 22% بين الناخبين الذكور (يسار)، لكنه يخسر بنسبة 14% بين الناخبات (يمين).
وأظهر الاستطلاع أن ترامب يتقدم بين الرجال بنسبة 22 نقطة مئوية، في حين تتقدم هاريس بين النساء بنسبة 14 نقطة مئوية، وهي فجوة مذهلة بشكل خاص في ضوء المنافسة القوية بين المرشحين.
التمييز بين الجنسين في اللغة
شمل الاستطلاع ألف ناخب محتمل لقياس التباين بين الجنسين في دعم المرشحين. وأظهرت النتائج أنه عند سؤال النساء عن وصف ترامب بكلمة واحدة، كانت النساء أكثر ميلًا لاستخدام كلمات مثل "فاسد" و"قوي" و"مجنون". في المقابل، وصفه الرجال بأنه "قوي" و"فاسد" و"كفء".
وكثيرا ما استخدم الرجال كلمات مثل "غير كفؤة" و"مزيفة" و"كفؤة" مع هاريس، في حين وصفتها النساء بأنها "قوية" و"مزيفة" و"كفؤة".
يتجلى هذا الاختلاف الصارخ أيضًا في خطابات السيدة هاريس. ففي فعالية بمدينة فينيكس بولاية أريزونا، انتقدت السيد ترامب عندما قال إنه سيحمي النساء "سواءً أردن ذلك أم لا". وأكدت السيدة هاريس: "إنه لا يحترم حرية المرأة وذكائها في تقرير ما هو الأفضل لها".
وقد استغل ترامب هذا الانقسام بين الجنسين من خلال الظهور في البرامج الصوتية التي يرتادها في الغالب الذكور، في حين ركزت السيدة هاريس على تشجيع الناخبات على المشاركة.
استراتيجيات لاستغلال الفجوة بين الجنسين
قال جيمس جونسون، المؤسس المشارك لشركة JL Partners، إن الفجوة بين الجنسين في انتخابات عام 2024 تُضاهي الفجوة التعليمية في عام 2016، عندما دعم الناخبون الحاصلون على تعليم جامعي هيلاري كلينتون، بينما دعم الناخبون غير الحاصلين على تعليم جامعي ترامب. في عام 2024، حظي ترامب بدعم عدد أكبر من الرجال مقارنةً بالنساء، بينما حظيت هاريس بدعم أغلبية النساء.
تعتمد حملة السيدة هاريس على إقبال كبير من الناخبات لمساعدتها على الفوز بالبيت الأبيض. الصورة: جيتي
أظهر الاستطلاع أن 59% من الرجال أبدوا استعدادهم للتصويت لترامب، بينما أيد 37% منهم فقط هاريس. في المقابل، أيدت 54% من النساء هاريس، بينما أيدت 40% ترامب. وتُعدّ هذه الفجوة الأكبر على الإطلاق في سباق بين المرشحين. وعلّق جونسون قائلاً: "يُشكّل هذا الانقسام بين الجنسين تحديًا كبيرًا في السلوك السياسي للناخبين الأمريكيين".
تأثير القضايا الاجتماعية
أدى الجدل الدائر حول حقوق الإجهاض، وخاصةً بعد إلغاء قرار رو ضد وايد (الذي جعل حقوق الإجهاض من المسلمات)، إلى تعزيز دعم الناخبات لهاريس، مما يوحي بأنها قد تعتبره "سلاحًا سريًا" في حملتها. ولكن تجدر الإشارة أيضًا إلى أن عدد الرجال الذين تحولوا إلى دعم ترامب منذ عام ٢٠٢٠ قد ازداد بشكل ملحوظ.
قال جونسون: "بإمكان ترامب الفوز رغم خسارته نقاطًا كبيرة بين النساء، طالما حافظ على دعم قوي من الرجال". كما أكد أنه إذا شارك ناخبو ترامب الذكور بأعداد كبيرة، فسيفوز في الانتخابات رغم دعم النساء.
تأثير لغة وسلوك المرشح
أظهر الاستطلاع أيضًا أن بعض النساء انزعجن من لغة ترامب وسلوكه، وقلن إنه كثيرًا ما كان يشتم الناس ويهاجمهم. وقالت امرأة تبلغ من العمر 36 عامًا من ولاية ميشيغان المتأرجحة، وهي من مؤيدي هاريس: "إنه يشتم الناس طوال الوقت".
ركّز السيد ترامب على جاذبيته لدى الشباب، من خلال ظهوره في برامج بودكاست موجهة للرجال. الصورة: جيتي
بالإضافة إلى ذلك، انتقد الملياردير مارك كوبان، أحد مؤيدي هاريس، في برنامج "ذا فيو" قائلاً: "لن ترى دونالد ترامب أبدًا بين النساء الذكيات والقويات. إنه ببساطة لا يحب أن يتحداهنّ أحد".
انتخابات 2024 ليست مجرد مسابقة سياسية، بل هي أيضًا انعكاس لكيفية تأثير النوع الاجتماعي على السياسة الأمريكية. ومع اتساع الفجوة بين الجنسين إلى أقصى حد لها، من المرجح أن تعكس نتائج الانتخابات ليس فقط دعم المرشحين، بل أيضًا شهادة على الاستقطاب بين الجنسين في المجتمع الأمريكي الحديث.
إذا استمر هذا الاتجاه، فمن المرجح أن يتم تذكر انتخابات عام 2024 باعتبارها لحظة فاصلة في التاريخ السياسي الأمريكي، حيث لعب الانقسام بين الجنسين دورا محوريا.
كاو فونج (وفقا لرويترز، ديلي ميل، سي إن إن)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/bau-cu-my-2024-cuoc-doi-dau-dang-kinh-ngac-giua-nam-gioi-va-nu-gioi-post319611.html
تعليق (0)