على الرغم من تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤقتًا فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، إلا أنه يستطيع إعادة فرضها بالكامل في أي وقت. في غضون ذلك، دخلت سياسة فرض ضريبة إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية حيز التنفيذ رسميًا.
وستكون هذه الرسوم الجمركية على الواردات بمثابة اختبار لاستراتيجية ترامب الاقتصادية ، التي وصفها بأنها "أعظم أداة تم اختراعها على الإطلاق".
إن فرض مثل هذه التعريفات الجمركية القوية قد يكون أكبر مقامرة يقوم بها السيد ترامب خلال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض، مع خطر إزعاج الاقتصاد، والتأثير بشكل مباشر على تكلفة المعيشة وزيادة الضغوط التضخمية.
وحذر خبراء الاقتصاد من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى رفع الأسعار في متاجر البقالة، وزعزعة استقرار سوق الأوراق المالية، وربما تؤدي إلى فقدان الوظائف في حرب تجارية شاملة.
بعد دخول الرسوم الجمركية الجديدة على السلع الصينية حيز التنفيذ اليوم (4 فبراير)، ردت الصين بقوة بفرض رسوم جمركية على عدد من السلع المستوردة من الولايات المتحدة.
وعلى وجه الخصوص، قالت وزارة المالية الصينية إنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، و10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض أنواع السيارات.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الصورة: البيت الأبيض
التعريفات الجمركية: أداة تفاوضية أم مخاطرة اقتصادية؟
لقد نظر السيد ترامب دائمًا إلى الرسوم الجمركية باعتبارها أداة تفاوض فعالة يمكن أن تساعده في تحقيق أهدافه في معالجة قضايا مثل العجز التجاري والهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن الرسوم الجمركية في الفترة الأولى طُبّقت بشكل رئيسي على دول أخرى، ولم تُسبب تضخمًا كبيرًا. أما هذه المرة، فالرسوم الجمركية أعلى بكثير، وتُطبّق في سياق اقتصادي متغير بشكل كبير، مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
فرض ترامب رسوما جمركية على ما قيمته 1.4 تريليون دولار من السلع المستوردة، وهو ثلاثة أمثال المستوى السابق، مما يعني أن التأثير على الاقتصاد سيكون أكبر بكثير، في حين ترتفع الأسعار ويصبح المستهلكون أكثر حساسية لزيادات الأسعار.
ومن بين أكبر المخاوف أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تعطيل سلاسل التوريد والتسبب في ارتفاع الأسعار، وخاصة في الصناعات مثل السيارات والمواد الغذائية.
في كثير من الأحيان، تعبر قطع غيار السيارات الحدود عدة مرات قبل أن تصل السيارة إلى السوق، ويمكن أن تضيف التعريفات الجمركية المرتفعة ما يصل إلى 3000 دولار إلى سعر السيارة.
هل سترتفع أسعار السلع فورًا؟
ويتوقع الخبراء أن أسعار السلع الأساسية لن ترتفع بشكل فوري، بل ستتصاعد تدريجيا على طول سلسلة التوريد.
وقالت الخبيرة ماري لوفلي إن المستهلكين سوف يشعرون بالتغيير ببطء، بدءاً من متاجر البقالة وحتى متاجر الأدوات، حيث ستكون الزيادات في الأسعار أمراً لا مفر منه إذا تم فرض الرسوم الجمركية.
وقد تؤثر التعريفات الجمركية أيضًا سلبًا على طلب المستهلكين والاستثمار، مما يؤدي إلى مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تؤدي هذه التعريفات الجمركية إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنحو 1.5 إلى 2.1 نقطة مئوية في السنوات المقبلة، وهو ما من شأنه أن يخلق صدمة تضخمية راكدة قد تؤثر سلبا على الأسواق المالية.
أحد العوامل المهمة هو كيفية رد فعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على هذه الرسوم الجمركية. إذا عززت الرسوم توقعات التضخم، فقد لا يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كما هو متوقع، مما قد يؤثر على النمو الاقتصادي.
إن فرض رسوم جمركية صارمة كهذه استراتيجية محفوفة بالمخاطر، وإذا ساءت الأمور، فقد تُلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد الأمريكي. ويقول الخبراء إن إدارة ترامب "تلعب بالنار" باتخاذها هذه الخطوة.
نجوك آنه (وفقًا لـ 9news، CNN)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/canh-bac-thue-quan-14-nghin-ty-usd-cua-ong-trump-va-moi-rui-ro-voi-nen-kinh-te-my-post332795.html
تعليق (0)