بعد الفيضان مباشرةً، كان ضباط وجنود الفوج 764، القيادة العسكرية الإقليمية لنغي آن، والفوج 1، الفرقة 324، المنطقة العسكرية الرابعة، حاضرين منذ الأيام الأولى. ودون تردد، ذهبوا إلى كل قرية معزولة، برفقة الأهالي، لتنظيف الطين، وتنظيف مجاري الصرف الصحي، وإعادة بناء الأسقف التي مالت بعد العاصفة. ورغم هطول الأمطار المتقطعة وأشعة الشمس، ووعورة التضاريس، وظروف المعيشة غير المستقرة... لم يتذمروا.

منذ الصباح الباكر، كان هناك عدد كبير من الأشخاص حاضرين لتوديع الجنود.
وقام ممثلو السلطات المحلية والمواطنون بتقديم الزهور للوحدات قبل عودتها إلى وحداتهم.

حظيت مساهمات الجنود بحفاوة بالغة من الشعب. ليس من خلال شعارات فارغة أو وثائق مطولة مصقولة، بل من خلال ذرة مسلوقة ساخنة، وزجاجات مياه معدنية محفوظة، وأرغفة خبز دافئة... أو قصص قصيرة مفعمة بالإنسانية.

مثل قصة الرائد نغوين فان نهات، الموظف في الدائرة السياسية بالفوج 764. عندما سقط هاتفه عن طريق الخطأ في النهر، توقف عند متجر لاستئجار هاتف ليستخدمه خلال يوم مناوبته في موونغ زين. لم يتردد صاحب المتجر، بل أعاره إياه بسعادة دون أن يأخذ منه شيئًا: "لقد عملتم بجد من أجل الشعب، أساهم بشيء من قلبي، لا شيء يُذكر، اعتبروه شكر من الناس هنا للجنود". كانت كلماته رقيقة، لكنها مليئة بالمودة.

عناق دافئ قبل الفراق.
وكانت المصافحات قوية وكأنها تريد أن تنقل كل شيء.

بعد أيامٍ طويلةٍ من مواجهة الكوارث الطبيعية معًا، كوّن الجنود وأهالي موونغ شين علاقةً وطيدةً ووثيقةً كأقارب الدم. وهكذا، تحوّل يوم الانسحاب، الذي بدا وكأنه لحظةُ اختتام المهمة، إلى لحظة وداعٍ مفعمةٍ بالحنين والعاطفة.

هدايا مليئة بالحب يقدمها الناس.

منذ الصباح الباكر، خرج الكثيرون لتوديع الجنود. تحت الضباب الخفيف، وعلى الطرق المُنظفة حديثًا، كانت كل نظرة تتبع، وكل مصافحة تُشد، وكل نصيحة تُمسك بخطوات الجنود. كان هناك أطفال يركضون خلف الموكب، يُلوّحون بأيديهم بلا انقطاع؛ وكان هناك شيوخ يقفون صامتين على جانب الطريق، والدموع تملأ عيونهم.

لقد مر الجيش، والشعب لا يزال واقفا يشاهد...

السيدة نجوين ثي هونغ (75 عامًا)، المقيمة في المبنى رقم 5 ببلدية مونغ زين، ورغم كبر سنها وضعف صحتها، لا تزال تستخدم عصا للوقوف منذ الصباح. كان صوتها يرتجف وهي تقول: "لا أملك إلا الشكر. عندما غادرتم، شعرتُ فجأةً بالفراغ والحزن". حزنٌ لم يكن مدويًا، بل انتشر في قلوب من بقوا.

ودع الوفد رفاقه في قيادة الدفاع للمنطقة الرابعة (نجي آن).

في خطاب الوداع، عبّر الرفيق نجوين فيت هونغ، أمين عام الحزب ورئيس مجلس الشعب في بلدية مونغ شين، عن تأثره الشديد قائلاً: "إن صورة الجنود وهم يعملون ليلًا نهارًا تحت المطر والشمس، غير عابئين بالصعاب والمشقات وهم يشاركون الشعب في التغلب على عواقب العاصفة رقم 3؛ أو الوجبات السريعة في المنازل الموحلة والمغبرة... قد تركت أثرًا عميقًا في نفوس لجنة الحزب والحكومة وشعب بلدية مونغ شين. ومع أنكم أيها الرفاق تغادرون مونغ شين اليوم مؤقتًا لمواصلة تولي مهام جديدة، فإن مشاعركم تجاه شعب بلديتكم ستبقى محفوظة ونعتز بها دائمًا".

تحرك الجيش بعيدًا لكن الناس ظلوا واقفين يراقبون.

انقضت أيام الفيضان والأمطار، وعادت موونغ شين إلى الحياة تدريجيًا. لكن تلك المودة العميقة بين الجيش والشعب ستبقى، ليس فقط في الذاكرة، بل في كل فعل صادق من المشاركة. ففي أوقات الشدة، لا يتلاشى الحب الإنساني أبدًا. رحل الجنود، لكن المودة لا تزال باقية هنا كصدى رقيق في جبال وغابات غرب نغي آن...!

المقال والصور: LE ANH TAN

    المصدر: https://www.qdnd.vn/nuoi-duong-van-hoa-bo-doi-cu-ho/xuc-dong-ngay-chia-tay-bo-doi-cuu-nan-o-xa-muong-xen-tinh-nghe-an-839831