جزيرة ياب هي واحدة من 2100 جزيرة تشكل دولة ميكرونيسيا المستقلة في المحيط الهادئ ، ويقطنها حوالي 12 ألف شخص، يستخدمون أقراص الحجر الجيري العملاقة المسماة راي كعملة تجارية.
يستخدم سكان جزيرة ياب أقراصًا حجرية ضخمة كوسيلة للتبادل بدلًا من العملة. (المصدر: Amusing Planet) |
تُسمى هذه الأحجار "راي" (أي حوت باللغة المحلية) لأن شكلها الأصلي كان يشبه الحوت. ورغم أن أصل هذه العملة غير معروف، فقد اكتشف علماء الآثار أحجارًا مسطحة يعود تاريخها إلى ألفي عام في الجزيرة.
في البداية، كان الناس ينحتون أحجار الراي من المحاجر أو الكهوف في جزيرة بالاو، على بُعد حوالي 400 كيلومتر من جزيرة ياب. تُصنع أحجار الراي من الحجر الجيري نظرًا لسطحها اللامع، مما يجعلها مميزة عن غيرها من الأحجار في الجزيرة. تُشكل على شكل أقراص مستديرة كبيرة، مزودة بثقوب لإدخال عمود، ويتراوح قطرها بين 7 و360 سم، ويصل وزنها إلى 5 أطنان. كما توجد أحجار راي أصغر حجمًا، يتراوح قطرها بين 7 و8 سم، مما يجعلها سهلة التبادل.
بعد اكتمال العمل، سيتم نقل أحجار الراي بواسطة بارجة تجرها زوارق إلى جزيرة ياب في غضون أسبوع إلى أسبوعين تقريبًا. سيؤثر وقت وجهد النقل، بالإضافة إلى حجم الأحجار، على قيمة عملة الراي.
نظرًا لقيمة هذه "العملة" ووزنها، يخشى سكان الجزر من هوية مالكها، لذا تكاد السرقة تكون معدومة. يوجد حاليًا حوالي 6500 عملة راي متناثرة في أنحاء الجزر.
رغم تحول الناس إلى استخدام الدولار الأمريكي في القرن العشرين، لا يزال الراي يُعتمد عليه في معاملات خاصة كالاتفاقيات السياسية والمهر. (المصدر: Amusing Planet) |
في الماضي، تلقى الكابتن الأمريكي الأيرلندي ديفيد أوكيف مساعدة من السكان الأصليين عندما غرقت سفينته بالقرب من جزيرة ياب. ثم ساعد السكان المحليين في استعادة عملات الراي. وفي المقابل، تلقى القبطان سلعًا كثيرة، مثل جوز الهند وخيار البحر.
تراجعت تجارة أحجار راي في أوائل القرن العشرين بسبب النزاعات التجارية بين إسبانيا وألمانيا في المنطقة. وخلال الحرب العالمية الثانية، عندما احتلت اليابان جزيرة ياب، استخدم اليابانيون الأحجار في البناء أو كمراسي.
بحلول القرن العشرين، استبدل شعب ياب عملة الراي بالدولار الأمريكي. ومع ذلك، ظلّ استخدام الراي قائمًا في بعض المعاملات الخاصة، كالاتفاقيات السياسية والمهور.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)