في 23 يونيو 2025، انعقد في جامعة التعدين والجيولوجيا مؤتمر علمي وطني تحت عنوان "تطوير العلوم والتكنولوجيا والموارد البشرية عالية الجودة لخدمة صناعة المعادن النادرة والمعادن الاستراتيجية الأخرى في فيتنام".
وحضر الورشة عدد كبير من العلماء والمديرين والخبراء البارزين من الجامعات ومعاهد البحوث ووكالات الإدارة الحكومية مثل وزارة الجيولوجيا والمعادن في فيتنام وممثلي العديد من الشركات التي تمتلك مناجم معدنية استراتيجية.
شارك وفد معهد تكنولوجيا العناصر الأرضية النادرة (المعهد) التابع لمعهد الطاقة الذرية في فيتنام، برئاسة المدير الدكتور فام كوانج مينه، في ورشة العمل وقدم مساهمات مهمة فيها، مؤكداً على الدور الرائد والأساسي للمعهد في مجال البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا المعالجة العميقة للعناصر الأرضية النادرة في فيتنام.
السياق والأهمية الاستراتيجية
انعقد المؤتمر في سياق بالغ الأهمية، إذ لم تعد المعادن النادرة والمعادن الاستراتيجية حكرًا على الجيولوجيا وصناعة التعدين فحسب، بل أصبحت عوامل جوهرية تُحدد الأمن الاقتصادي والتكنولوجي والمكانة الجيوسياسية لكل دولة. وقد دفعت الثورة الصناعية الرابعة، إلى جانب التوجه العالمي نحو التحول نحو الطاقة الخضراء، الطلب على المعادن النادرة إلى مستويات غير مسبوقة. فمن المغناطيسات الدائمة في توربينات الرياح، ومحركات المركبات الكهربائية، إلى مكونات أشباه الموصلات، والألياف البصرية، ومواد الدفاع... تُعدّ المعادن النادرة لا غنى عنها.
تُعتبر فيتنام ثاني أكبر دولة تمتلك احتياطيات من المعادن النادرة في العالم ، مما يُمثل إمكانات هائلة وتحديًا كبيرًا في آنٍ واحد. وتُمثل كيفية تحويل إمكانات الموارد إلى قوة تكنولوجية، وبناء سلسلة قيمة محلية، وتجنب "استنزاف الموارد" والاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، مشكلة استراتيجية يُوليها الحزب والدولة اهتمامًا خاصًا، وهو ما انعكس في قرارات مهمة، مثل القرار رقم 10-NQ/TW للمكتب السياسي بشأن التوجه الاستراتيجي للجيولوجيا والمعادن. وتُمثل ورشة العمل منتدىً عاجلاً لأصحاب المصلحة لتحليل الوضع الراهن، وتحديد التحديات، واقتراح حلول ثورية.
المساهمات المهمة لمعهد تكنولوجيا العناصر الأرضية النادرة
وفي الورشة، قدم الخبراء وجهات نظر ثاقبة وعملية، أظهرت بوضوح عمق الخبرة والإنجازات التي حققها المعهد على مدى العقود الماضية.
على وجه الخصوص، حظي العرض التقديمي الذي قدمه الدكتور فام كوانغ مينه، بعنوان "بحث وتطوير تكنولوجيا معالجة خامات المعادن الأرضية النادرة في معهد تكنولوجيا المعادن الأرضية النادرة"، باهتمام خاص من المندوبين. ونظّم التقرير عملية البحث في المعهد منذ بداياته، بدءًا من المواضيع على مستوى الدولة، ومشاريع التعاون الدولي مع اليابان وكوريا، وصولًا إلى إتقان المراحل التكنولوجية الأساسية، بدءًا من اختيار المعادن، والمعالجة المائية، ووصولًا إلى فصل وتنقية أكاسيد المعادن الأرضية النادرة المنفصلة عالية النقاء.
أكد الدكتور فام كوانغ مينه: "تتمتع فيتنام بميزة كبيرة في موارد الأتربة النادرة، وخاصة مناجم الكربوناتيت مثل دونغ باو. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر الذي نواجهه لا يكمن في مرحلة التعدين، بل في مرحلة المعالجة العميقة. تُعد تكنولوجيا معالجة الأتربة النادرة تكنولوجيا أساسية ومعقدة وتتطلب استثمارًا منهجيًا طويل الأجل. لسنوات عديدة، دأب المعهد على البحث والتطوير في العمليات التكنولوجية على مستوى المختبرات والمشاريع التجريبية، وهو على أتم الاستعداد لنقل وتوسيع نطاق الإنتاج عند توفر الاستثمار المناسب من الدولة والشركات".
بالإضافة إلى ذلك، أجرى خبراء المعهد مناقشات صريحة ومفتوحة خلال جلسات النقاش. وتحدث الدكتور لو شوان دينه، نائب مدير معهد تكنولوجيا المعادن النادرة، عن تحديات تدريب الموارد البشرية، ونقص الخبراء الرائدين في تقنيات الاستخراج والتكرير، والحاجة إلى سياسة رائدة لاستقطاب الكفاءات. كما شددت الآراء على مسألة المعالجة البيئية، وخاصةً العناصر المشعة المرتبطة بخامات المعادن النادرة مثل الثوريوم واليورانيوم، وهو مجال يتمتع فيه المعهد بخبرة واسعة ومهارات عالية.
فرص التعاون وآفاق التنمية
لا تقتصر مشاركة المعهد في ورشة العمل على عرض الإنجازات فحسب، بل تفتح آفاقًا جديدة للتعاون. وقد أتاح هذا التجمع الشامل للأطراف من المعهد والمدرسة والمؤسسة والمدير مساحة تواصل فعّالة. تتمتع الشركات المالكة للمناجم برؤية أكثر بديهية وموثوقية للقدرات التكنولوجية المحلية، وترى سبل زيادة القيمة المضافة للموارد بدلًا من الاكتفاء بتصدير المواد الخام. ويمكن للجامعات، مثل جامعة التعدين والجيولوجيا، التنسيق بشكل أوثق مع المعهد في بناء برامج تدريبية متخصصة، وربط النظرية بالتطبيق، وتلبية احتياجات الصناعة.
في كلمته خلال جلسة النقاش، اقترح الدكتور فام كوانغ مينه، مدير معهد تكنولوجيا المعادن النادرة، قائلاً: "لكي تزدهر صناعة المعادن النادرة الفيتنامية، نحتاج إلى استراتيجية شاملة واستثمارات متواصلة؛ ومن الضروري إنشاء مركز وطني لأبحاث ونقل تكنولوجيا المعادن النادرة قريبًا في المعهد. بفضل المرافق والمعدات وفريق الخبراء المتراكم من خلال العديد من مشاريع التعاون الدولي، سيكون المركز منصةً لجمع الموارد وإتقان وتطوير ونقل التقنيات الأساسية، وسيعمل كجسرٍ متين بين البحث والإنتاج، وفي الوقت نفسه، سيكون وجهةً لتدريب كوادر بشرية عالية الجودة للصناعة بأكملها".
وقد حظي هذا الاقتراح بإجماع ودعم كبيرين من الوفود الحاضرة.
يلتقط المندوبون الصور في المؤتمر.
فتحت ورشة العمل آفاقًا جديدة للتعاون في مجال المعادن النادرة. بمشاركة فعّالة ومساهمات فكرية قيّمة، أكد معهد تكنولوجيا المعادن النادرة مجددًا مكانته ومسؤوليته في بناء وتطوير صناعة معادن نادرة مستدامة ومعتمدة على الذات، مساهمًا بذلك مساهمة قيّمة في مسيرة التصنيع والتحديث وضمان الأمن القومي.
المصدر: https://mst.gov.vn/vien-cong-nghe-xa-hiem-khang-dinh-vai-tro-nong-cot-trong-phat-trien-nganh-cong-nghiep-dat-hiem-viet-nam-197250626224040162.htm
تعليق (0)