(CLO) يوصي الخبراء بأن يأخذ المراهقون في الاعتبار خطر الإصابة بالخرف في المستقبل، بعد أن أظهرت دراسة حديثة أن الظروف الصحية غير الصحية في مرحلة الطفولة يمكن أن يكون لها تأثير دائم على الدماغ.
قد يؤثر مؤشر كتلة الجسم (BMI) وضغط الدم ومستويات النشاط البدني لدى الأطفال على بنية الدماغ عند البلوغ، وخاصة المناطق المرتبطة بالخرف، وفقًا لبحث جديد نُشر في مجلة eBioMedicine.
وبعبارة أخرى، فإن سوء الصحة أثناء الطفولة والمراهقة يمكن أن يؤدي إلى ضعف وظائف المخ في وقت لاحق من الحياة.
أجرت الدراسة، التي قادها فريق من الخبراء في قسم الطب النفسي بجامعة أكسفورد، بالتعاون مع كلية لندن الجامعية، بيانات 860 شخصًا وُلدوا في تسعينيات القرن الماضي. وتتبعت الدراسة صحة الأفراد على مدى فترة طويلة، مع دراسة مجموعة متنوعة من العوامل الصحية.
الرسم التوضيحي: جي آي
قام العلماء بدراسة عوامل مثل ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم عندما كانوا بين سن 7 و 17 عامًا، ومستويات النشاط البدني بين سن 11 و 15 عامًا، وأجروا فحوصات للدماغ عندما كانوا في حوالي سن 20 عامًا.
أظهرت النتائج أن مؤشرات ضعف صحة القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة مؤشر كتلة الجسم خلال فترة المراهقة، ارتبطت بتغيرات في بنية المادة الرمادية في الدماغ، بما في ذلك سمك ومساحة هذه المناطق. وترتبط هذه المناطق الدماغية بشكل خاص بالخرف مع تقدم العمر.
تم إثبات العلاقة بين صحة القلب والأوعية الدموية ووظيفة المخ لدى كبار السن المصابين بالخرف، ويقول الباحثون إن نتائجهم تقدم "دليلاً أولياً" على أنه يمكن تحديد خطر الخرف وتقليصه في وقت مبكر من الحياة.
وقالت المؤلفة الرئيسية هولي هاينز: "تشير أبحاثنا إلى أن صحة القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر من الحياة قد تلعب دورًا رئيسيًا في بنية مناطق الدماغ المتأثرة بالخرف في سن الشيخوخة، وهذا يحدث في وقت أبكر بكثير مما كنا نعتقد سابقًا".
وأكدت المؤلفة المشاركة، الأستاذة المشاركة سانا سوري من جامعة أكسفورد: "تشير هذه النتائج إلى أننا بحاجة إلى أن نهدف إلى التدخل في عوامل الخطر القابلة للتعديل المتعلقة بأسلوب الحياة، مثل السمنة وممارسة التمارين الرياضية، منذ سن مبكرة، بدلاً من مجرد الانتظار حتى منتصف العمر".
وقال الدكتور ريتشارد أوكلي، نائب مدير الأبحاث في جمعية الزهايمر، إن الدراسة كانت خطوة مهمة إلى الأمام في فهم أفضل للعلاقة بين صحة القلب والخرف، وخاصة عندما تظهر عوامل الخطر منذ سن مبكرة.
وقال "بينما لا يمكن لأي إجراء واحد أن يمنع الخرف تمامًا، فإن هذه الدراسة تشير إلى أن إجراء تغييرات في نمط الحياة في وقت مبكر قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف".
أشار ديفيد توماس، رئيس قسم السياسات في مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، إلى أن الدراسة تُساعدنا على فهم تأثير العادات غير الصحية منذ الصغر على صحة الدماغ لاحقًا. وأكد أن تغيير العادات، مثل تقليل السمنة وزيادة النشاط البدني، قد يُقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 45%.
ومع ذلك، يشير الدكتور أوكلي إلى أن الدراسة أجريت في المقام الأول على المشاركين البيض من الطبقة العليا أو المتوسطة، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث على فئات سكانية أكثر تنوعًا.
وعلاوة على ذلك، فإن الدراسة هي مجرد البداية وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد الارتباط بين ضعف صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال وخطر الإصابة بالخرف في المستقبل.
نجوك آنه (وفقًا لـ SCMP، eBioMedicine)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/nghien-cuu-tre-em-beo-phi-it-van-dong-co-the-dan-den-chung-mat-tri-nho-post330667.html
تعليق (0)