
طائرة أسطوانية بدون طيار مدمجة داخل مدفع عيار 155 ملم طورته الصين. الصورة: شينخوا
طُرح نظام "تيانيان" لأول مرة عام ٢٠٢٤، وهو لا يُظهر ابتكارًا في التصميم فحسب، بل يَعِد أيضًا بتغيير طريقة عمل المدفعية في ساحة المعركة الحديثة. بفضل قدرته على الاستطلاع السريع وتحديد الأهداف بدقة وقدراته الهجومية المرنة، تُشكّل هذه التقنية تحديًا جديدًا للخصوم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ .
مشروع "تيانيان" هو جهد مشترك بين شركات الدفاع الصينية الرائدة لتطوير قذيفة مدفعية عيار 155 ملم قادرة على حمل وإطلاق طائرات مسيرة صغيرة من سبطانة القذيفة. تكمن الميزة الفريدة لقذيفة "تيانيان" في الجمع بين قذائف المدفعية التقليدية وتكنولوجيا الطائرات المسيرة، مما يسمح بنشر الطائرات المسيرة مباشرة في ساحة المعركة دون الحاجة إلى قاذفة مخصصة.

تم تصميم هذه التكنولوجيا للاستخدام مع أنظمة المدفعية القياسية مثل المدفع الذاتي الحركة PLZ-05 أو المدفع المسحوب FH-70 التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني.
بعد إطلاقها من فوهة المدفع، تصل قذيفة "تيانيان" إلى ارتفاع مُبرمج، ثم تنفصل عن غلافها وتُطلق طائرة مُسيّرة صغيرة. تنتقل هذه الطائرة بعد ذلك إلى وضع الطيران المُتحكّم به، مُنفّذةً مهامًا مثل الاستطلاع، وتحديد الأهداف، أو حتى الهجوم المُباشر. بمدى يتراوح بين 25 و30 كيلومترًا، ومدة طيران تتراوح بين 15 و30 دقيقة، تُوفّر "تيانيان" قدرات قتالية مرنة ضمن دائرة نصف قطرها 10-15 كيلومترًا.
التصميم والتكنولوجيا المتقدمة
صُممت قذيفة المدفعية "تيانيان" لتكون متوافقة تمامًا مع أنظمة المدفعية الحالية عيار 155 ملم، مما يُقلل تكاليف النشر ويزيد من فعاليتها. يتكون هيكل القذيفة من المكونات الرئيسية التالية:
تم تصنيع الغلاف من مواد مقاومة للحرارة العالية والضغط، مما يضمن المتانة عند إطلاقه من البرميل.

عملية إطلاق طائرة بدون طيار من قذيفة مدفعية تيانيان عيار 155 ملم. الصورة: شينخوا
تتميز الطائرة بدون طيار بتصميم جناح قابل للطي، يُفتح بعد الإطلاق لضمان استقرار الطيران. وهي مزودة بنظام ملاحة مدمج يجمع بين نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام الملاحة الصيني (بيدو)، بالإضافة إلى أجهزة استشعار كهروضوئية لكشف الأهداف وتتبعها.
وبحسب المهمة، يمكن للطائرات بدون طيار أن تحمل كاميرات مراقبة، أو أجهزة تشويش إلكترونية، أو رؤوس حربية صغيرة لمهاجمة أهداف عالية القيمة مثل المركبات المدرعة أو مراكز القيادة.
تتم برمجة الطائرات بدون طيار للعمل بشكل مستقل أو عن بعد، مع قدرات مضادة للتشويش في بيئات الحرب الإلكترونية المعقدة.
لا يعمل هذا التصميم على تحسين الديناميكية الهوائية فحسب، بل يقلل أيضًا من وقت التحضير، مما يسمح للمدفعية بنشر الطائرات بدون طيار بسرعة وبشكل غير متوقع.
التطبيق التكتيكي
توفر "تيانيان" العديد من المزايا التكتيكية للمدفعية الصينية، وخاصة في سيناريوهات القتال الحديثة:
تستطيع الطائرات بدون طيار التي يتم إطلاقها من قذائف المدفعية جمع المعلومات بسرعة حول موقع أو تحصينات أو تحركات قوات العدو، مما يوفر بيانات دقيقة للهجمات اللاحقة.

بفضل أجهزة الاستشعار الكهروضوئية وأنظمة التوجيه المتقدمة، تستطيع الطائرات بدون طيار تحديد إحداثيات الهدف بدقة عالية، مما يدعم هجمات المدفعية أو الصواريخ بشكل أكثر فعالية.
في بعض التكوينات، تستطيع الطائرات بدون طيار حمل رؤوس حربية صغيرة لتدمير الأهداف، مما يقلل الاعتماد على وسائل الهجوم الأخرى.
يؤدي إطلاق الطائرات بدون طيار مباشرة من قذائف المدفعية إلى التخلص من الحاجة إلى قاذفات مخصصة، مما يخفي النوايا التكتيكية ويقلل من خطر الكشف.
وتُعد القدرة على العمل في بيئات ذات تداخل إلكتروني أيضًا نقطة قوة، مما يجعل "تيانيان" أداة مثالية في العمليات التي تتطلب دقة وسرعة عالية.
الأهمية الاستراتيجية
ويعد مشروع "تيانيان" دليلاً على طموحات الصين لتحديث قوتها المدفعية ومواكبة الاتجاهات العالمية في تكنولوجيا الطائرات غير المأهولة.
وفي سياق تعتمد فيه الصراعات الحديثة بشكل متزايد على الأسلحة الذكية، توفر "تيانيان" ميزة تكتيكية كبيرة من خلال الجمع بين قدرة المدفعية على الحركة وقدرات الاستطلاع والضرب التي تتمتع بها الطائرات بدون طيار.
يتميز نظام "تيانيان" بتوافقه مع أنظمة المدفعية القياسية، مما يُخفّض التكاليف ويزيد من مرونته. كما تُظهر هذه التقنية قدرة الصين على تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الدفاع، لا سيما في ظل المنافسة مع قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا.
إن نشر الطائرات بدون طيار من قذائف المدفعية قد يساعد جيش التحرير الشعبي الصيني في الحفاظ على الميزة في سيناريوهات الصراع المحلية أو واسعة النطاق.
المصدر: https://khoahocdoisong.vn/tich-hop-uav-vao-dan-155mm-phao-binh-trung-quoc-nhan-doi-suc-manh-post1552962.html
تعليق (0)