بدلاً من استئجار سفينة بحثية تكلف ملايين الدولارات، أنشأ العلماء محطة بحثية على متن سفينة سياحية متجهة إلى القارة القطبية الجنوبية للبحث عن الحبار العملاق.
محاكاة لحبار أنتاركتيكي عملاق يعيش في أعماق البحار. فيديو : متحف تي بابا
الحبار العملاق القطبي الجنوبي ( Mesonychoteuthis hamiltoni ) هو رأس قدم غامض، يصل وزنه إلى 500 كجم، وينمو ليصل طوله إلى 14 مترًا، وله مجسات ممتدة. ورغم أن قوارب الصيد عثرت على بعض العينات، إلا أن الباحثين واجهوا صعوبة في رصده في البرية.
يأمل الباحث ماثيو مولرينان تغيير هذا الوضع من خلال "كولوسال"، وهي منظمة غير ربحية أسسها لتصوير الحبار العملاق في بيئاته الطبيعية. الهدف هو معرفة معلومات أساسية عن هذه الكائنات البحرية، مثل كيفية صيدها وشكلها في مراحل حياتها المختلفة.
في عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣، شكّل مولرينان فريقًا من العلماء بهدف تصوير حبار عملاق في رحلات إلى القارة القطبية الجنوبية. ويقدّر أن تكلفة هذا المشروع ستبلغ ٥٠٠ ألف دولار أمريكي، وهو مبلغ أقل بكثير من تكلفة استئجار سفينة بحثية. يمكن أن تُكلّف سفن البحث عشرات الآلاف من الدولارات يوميًا. ويقول مولرينان إن بعض البعثات الاستكشافية المماثلة كلّفته ما يصل إلى ٨ ملايين دولار.
سفينة الرحلات البحرية "أوشن إنديفور" في أنتاركتيكا. الصورة: بيزنس إنسايدر
على مدار أربع رحلات، شاهد سياح سفينة الرحلات البحرية "أوشن إنديفور" الباحثين وهم يُنزلون كاميراتهم في مياه المحيط الجنوبي المتجمدة لتصوير الحياة البحرية. حتى أنهم بنوا محطة أبحاث متكاملة على متن السفينة. وفي النهاية، التقطت كاميراتهم تحت الماء صورًا لعشرات الأنواع في أنتاركتيكا، بما في ذلك حبار عملاق صغير، وفقًا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" في 16 أبريل.
يعيش الحبار العملاق البالغ على أعماق تزيد عن 900 متر في المياه المحيطة بأنتاركتيكا، بعيدًا عن متناول أمهر الغواصين والغواصات، لذا لا يُعرف عنه الكثير. عُثر على العديد من العينات في معدة حيتان العنبر، التي قد يتكون نظامها الغذائي من ما يصل إلى 77% من الحبار العملاق. ولكن وفقًا لدراسة أجريت عام 2015، لم يكتشف العلماء سوى 12 عينة كاملة من الحبار العملاق.
من الصعب أيضًا الحفاظ على الحبار العملاق لأغراض الدراسة طويلة الأمد، وفقًا لمايرا غراهام، طالبة الدراسات العليا في معهد علوم البحار بجامعة ميموريال، والتي رافقت مولرينان في إحدى البعثات الاستكشافية. ونتيجةً لذلك، لا تزال العديد من المعلومات الأساسية عنه مجهولة، مثل عمره، وتكاثره، وحجم مجموعاته.
صوّر فريق كولوسال مخلوقًا يشبه حبارًا زجاجيًا بالغًا أو حبارًا عملاقًا صغيرًا في ميناء بارادايس، أنتاركتيكا. الصورة: بيزنس إنسايدر
خلال 58 يومًا في البحر، التقطت كاميرات كولوسال أكثر من 80 نوعًا من الكائنات البحرية، بما في ذلك الإسفنج البركاني العملاق، وسمك التنين القطبي الجنوبي، ونجم البحر الشمسي القطبي الجنوبي، ومخلوق يشبه الحبار العملاق. قال الخبراء الذين فحصوا الصور إنهم لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان المخلوق حبارًا عملاقًا صغيرًا أم حبارًا زجاجيًا بالغًا. وقال غراهام إن هذا يُظهر أنهم على الطريق الصحيح.
ويأمل مولرينان في العودة إلى القارة القطبية الجنوبية في الموسم المقبل، في الوقت المناسب لتحقيق هدفه المتمثل في رصد حبار عملاق بحلول عام 2025.
ثو ثاو (وفقًا لموقع Business Insider )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)