مخطط حالة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة
يخوض العالم سباقًا شرسًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. إلا أن هذا السباق يواجه تحديات غير مسبوقة، مع تعرض التقدم نحو تحقيقها للخطر. يُظهر أحدث تقرير أن ما يقرب من نصف الأهداف العالمية لم تُحقق، وأن 17% منها لم تُحرز أي تقدم، وأن 18% منها تراجعت عن خط الأساس لعام 2015.
في خضم هذه الصورة القاتمة، برزت فيتنام كنقطة مضيئة. يُظهر التصنيف الذي أجرته شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، والمتعلق بـ 17 هدفًا في 193 دولة، أن فيتنام قد ارتقت إلى المركز الثاني في جنوب شرق آسيا بعد تايلاند في مؤشر التنمية المستدامة لعام 2025، مسجلةً 73.4 نقطة، بزيادة قدرها 27.4% مقارنةً بعام 2015. وقد شهدت جهودنا في مجال القضاء على الفقر والجوع وتوفير الطاقة النظيفة بأسعار معقولة تحسنًا ملحوظًا.
ومع ذلك، لا يزال الطريق أمامنا مليئًا بالتحديات. ولا تزال نتائج فيتنام في بعض الأهداف متواضعة للغاية: فقد بلغت الموارد البحرية والبيئة 48.24 نقطة فقط، والموارد البرية والبيئة 49.26 نقطة، والصناعة والابتكار وتطوير البنية التحتية 57.5 نقطة.
في الواقع، تواجه العديد من الشركات تحديات جسيمة. فقد خسرت شركة متخصصة في تصنيع الملابس والتطريز عقدًا بقيمة تزيد عن مليون دولار أمريكي لمجرد عدم استيفائها متطلبات الشهادة التي يشترطها شريكها الأمريكي. وتزداد معايير التقييم التي يفرضها الشركاء الدوليون صرامةً عامًا بعد عام. ورغم الجهود المبذولة لتحسين ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، تُقرّ الشركات بوجود العديد من الصعوبات التي لا تزال قائمة.
يُحذّر الخبراء من أن اختيار الشركات الانسحاب أو الاكتفاء بذلك لمجرد الصعوبة سيكون خطأً فادحًا. لقد حان الوقت لتغيير جذري في التفكير - للقيام بذلك بجدية ومسؤولية في رحلة التحول الأخضر، مع تطبيق معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. وفي هذه الرحلة، لا بد من وجود رفقة عملية من الإدارات والفروع والقطاعات والجمعيات المهنية - من خلال برامج تدريبية منهجية ومتعمقة، ترفض التوجهات والشكليات.
أصبحت الممارسات الخضراء الآن متطلبًا أساسيًا لأي شركة تسعى للاستمرار والتطور. وخاصةً بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة - التي تُمثل أكثر من 90% من إجمالي الشركات في فيتنام - يجب النظر إلى الاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ليس فقط كمسؤولية اجتماعية، بل أيضًا باعتباره السبيل الوحيد لتحسين القدرة التنافسية. ولتحقيق ذلك، يجب أن تمتلك الشركات المعرفة الكافية والثقة الكافية والنزاهة الكافية لممارسة الممارسات الخضراء بجدية ومنهجية ومسؤولية. وهذا هو مفتاح التنمية المستدامة في الفترة المقبلة.
في هذه المرحلة، لم نعد نتحدث عن "اتجاهات حتمية". فقد أصبحت الممارسات الخضراء مطلبًا إلزاميًا لجميع الشركات إذا أرادت البقاء والتطور في سياق التكامل العالمي. وهذا يتطلب من الشركات - وخاصةً الشركات الصغيرة والمتوسطة - امتلاك المعرفة الكافية والثقة الكافية والنزاهة الكافية لممارسة الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية بجدية ومنهجية ومسؤولية. وهذه ليست مسؤولية اجتماعية فحسب، بل هي أيضًا مفتاح تحسين القدرة التنافسية، وفتح آفاق التنمية المستدامة في المستقبل.
>>> يرجى مشاهدة أخبار HTV الساعة 8:00 مساءً وبرنامج 24G World الساعة 8:30 مساءً كل يوم على قناة HTV9.
المصدر: https://htv.com.vn/phat-trien-ben-vung-tranh-nhung-sai-lam-va-ngo-nhan-22225083118455678.htm
تعليق (0)