ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابا مهما أمام الكونجرس مساء الثلاثاء، حيث أعلن أن "أمريكا عادت" وتعهد باتباع سياسات صارمة بشأن الهجرة والاقتصاد والشؤون الخارجية.
أعلن السيد ترامب أمام الكونغرس أن إدارته ستعمل على استعادة السيادة الأمريكية، ووعد بأن تُمثل هذه الفترة الرئاسية أروع فترة في تاريخ البلاد. وفي خطابه، أكد السيد ترامب أن "أمريكا عادت" و"الحلم الأمريكي ينبض من جديد".
وشكل الخطاب الذي استغرق 100 دقيقة - وهو الأطول في التاريخ الحديث لرئيس أمام الكونجرس الأمريكي - عودة قوية لترامب بعد توليه منصبه للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني من هذا العام.
تحدث السيد ترامب أمام الكونجرس الأمريكي مساء يوم 4 مارس. الصورة: البيت الأبيض
السياسة الخارجية: المفاوضات مع أوكرانيا وروسيا، وخفض المساعدات العسكرية
كان الوضع في أوكرانيا من أبرز ما تناوله خطاب ترامب. فقد كشف عن استعداد كييف لتوقيع صفقة معدنية كبرى مع الولايات المتحدة، تتيح لواشنطن الوصول إلى موارد استراتيجية كالليثيوم والنيكل والمعادن الأرضية النادرة. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها خطوة نحو تقليل اعتماد الولايات المتحدة على الصين في قطاعي الصناعة والطاقة.
أكد السيد ترامب أيضًا أن أوكرانيا أبدت استعدادها لاستئناف محادثات السلام. إلا أن قرار إدارة ترامب بوقف جميع المساعدات العسكرية لكييف أثار مخاوف حلفاء الناتو. وانتقد العديد من الديمقراطيين هذه الخطوة، قائلين إنها قد تُضعف دفاعات أوكرانيا ضد روسيا.
من جانب موسكو، أكد السيد ترامب أنه أجرى "مناقشات جادة" مع الحكومة الروسية، وتلقى "إشارات قوية" تفيد باستعداد الكرملين للتفاوض من أجل السلام. ولم يُفصّل أي شروط قد تطالب بها روسيا خلال عملية التفاوض.
علاوةً على ذلك، أكّد السيد ترامب مجددًا رغبته في شراء غرينلاند. ورسم صورةً مزدهرةً وآمنةً للجزيرة الدنماركية المستقلة، متعهدًا بأنه في حال انضمام غرينلاند إلى الولايات المتحدة، سيصبح شعبها أكثر ثراءً وتطورًا من أي وقت مضى.
وقال ترامب وسط تصفيق من المشرعين الجمهوريين: "سنحافظ على سلامتكم، وسنجعلكم أغنياء، وسنعمل معًا على رفع جرينلاند إلى آفاق لم تتخيلوا أبدًا أنها ممكنة".
أكد السيد ترامب أن غرينلاند إقليمٌ ذو عدد سكان قليل ومساحة واسعة، ويلعب دورًا هامًا في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية. وبفضل موقعها على أقصر طريق من أوروبا إلى أمريكا الشمالية، تُعتبر غرينلاند عنصرًا أساسيًا في نظام واشنطن للإنذار المبكر من الصواريخ الباليستية. وأكد السيد ترامب: "نحن بحاجة ماسة إليها لضمان الأمن العالمي".
سياسة الهجرة: زيادة عمليات الترحيل، واستمرار بناء الجدار الحدودي
أمضى السيد ترامب جزءًا كبيرًا من خطابه في التأكيد على التدابير الرامية إلى تشديد الرقابة على الهجرة، وتعهد بإطلاق "أكبر حملة ترحيل في التاريخ الأمريكي".
وأعلن أن إدارته تعمل على زيادة التمويل المخصص لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، في حين تواصل بناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وفقًا للسيد ترامب، تدفق ملايين المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن، مما تسبب في ارتفاع معدلات الجريمة والضغط على الاقتصاد. وطلب من الكونغرس الموافقة بسرعة على تمويل إضافي لإكمال الجزء المتبقي من الجدار الحدودي، محذرًا من أنه سيستخدم سلطته التنفيذية إذا لم يتعاون الكونغرس.
السياسة الاقتصادية: رسوم جمركية قوية على الصين والمكسيك وكندا
وواصل ترامب التأكيد على سياساته الحمائية التجارية، معلنا عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، في حين زاد الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%.
قوبلت هذه الخطوات بردود فعل فورية من الدول المعنية. أعلنت كندا أنها ستفرض رسومًا جمركية انتقامية على سلع أمريكية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، بينما فرضت الصين رسومًا جمركية انتقامية على سلسلة من المنتجات الزراعية الأمريكية، ومن المتوقع أن تعلن المكسيك عن تدابير مضادة بحلول نهاية الأسبوع.
تعهد ترامب أيضًا بخفض التضخم ومساعدة الأمريكيين على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة. وانتقد إدارة بايدن لرفعها الأسعار، مشيرًا إلى أن أسعار البيض ارتفعت بشكل حاد خلال العام الماضي، وأصبحت رمزًا للتضخم في عهد الإدارة السابقة.
استجابة الكونجرس: دعم الجمهوريين، ومعارضة الديمقراطيين
وحظي خطاب السيد ترامب بدعم قوي من الجمهوريين، حيث وقف العديد منهم للتصفيق والهتاف "الولايات المتحدة! الولايات المتحدة!" طوال الخطاب.
في المقابل، أعرب العديد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين عن معارضتهم، وحمل بعضهم لافتات احتجاجية، بل وغادروا القاعة قبل انتهاء الخطاب.
وألقت السيناتور الديمقراطية إليسا سلوتكين خطابا ردا بعد ذلك بوقت قصير، حيث انتقدت السيد ترامب في السياسة الخارجية والتجارة، واستذكرت دور الرئيس السابق رونالد ريجان في الحرب الباردة.
وحذرت السيدة سلوتكين من أن خفض المساعدات لأوكرانيا قد يضعف مكانة أميركا على الصعيد الدولي، وأعربت عن قلقها من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب قد تضر بالاقتصاد المحلي.
هواي فونج (بحسب فوكس نيوز، رويترز)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/noi-dung-bai-phat-bieu-dai-100-phut-cua-ong-donald-trump-truoc-quoc-hoi-my-post337152.html
تعليق (0)