في فترة ما بعد الظهر من يوم 23 أبريل، اختتم منتدى مستقبل الآسيان 2024 (AFF 2024) أعماله بعد يوم عمل شهد جلسات نقاش حيوية وفعالة.

وزير الخارجية بوي ثانه سون يلقي الكلمة الختامية في منتدى مستقبل رابطة دول جنوب شرق آسيا 2024. الصورة: آن دانج/وكالة الأنباء الفيتنامية
في كلمته الختامية، أعرب وزير الخارجية بوي ثانه سون عن أمله في أن يُثمر المنتدى عن عزمٍ جديد. وحسب الوزير، فقد أتاحت المناقشات المعمقة وتبادل الآراء في المنتدى معلوماتٍ قيّمة لدول المنطقة والأطراف المعنية للتأمل فيها، مؤكدًا أهمية الجهود المشتركة في بناء مستقبلٍ أكثر إشراقًا لمجتمع الآسيان.
في كلمته الافتتاحية، سلّط رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه الضوء على ثلاثة اتجاهات استراتيجية تُشكّل مستقبل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان): تزايد المنافسة والانقسام بين القوى الكبرى؛ والتطور السريع للتقنيات الثورية الجديدة؛ والحاجة المُلِحّة إلى تنمية مستدامة وشاملة. وقد طرحت هذه الاتجاهات الاستراتيجية تحدياتٍ وفرصًا غير مسبوقة لرابطة دول جنوب شرق آسيا.
وقال الوزير بوي ثانه سون إن دول المنطقة بحاجة إلى التفكير في الدروس التي نوقشت في المنتدى للاستفادة من هذه الدروس في تعزيز التنمية السريعة والمستدامة، مع ضمان الأمن الشامل لشعوب الآسيان.
وبحسب الوزير، ستُغيّر التكنولوجيا أسلوب عملنا وحياتنا اليومية، مما يتطلب بنية تحتية اقتصادية أساسية، ويعزز التحوّل الرقمي. ويتعيّن على دول المنطقة بذل المزيد من الجهود للاستثمار في الموارد البشرية، لا سيما في مجال تزويد الشباب بالمهارات الرقمية.
أعرب الوزير عن تفاؤله بشأن مسار التنمية في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث استقطبت جلسات النقاش في المنتدى العديد من صانعي السياسات وقطاعات الأعمال لمناقشة واقتراح حلول عملية، بما في ذلك حلول فريدة للتكيف مع التحديات التي تواجهها المنطقة وحلها. وأكد المشاركون في المنتدى على الدور المحوري لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومواصلتها لعب دور محوري في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
السلام هو عصب كل الجهود، وهو أعظم إنجازات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ظل الأحداث غير المتوقعة والمعقدة التي تشهدها المنطقة. علينا بذل كل جهد ممكن لحماية السلام. التحديات التي نواجهها عديدة ومترابطة، بدءًا من التوترات الجيوسياسية، وتقلبات الاقتصاد، وصولًا إلى الحاجة الملحة للتنمية المستدامة والتصدي لتغير المناخ. ومع ذلك، فمن خلال المبادرة والإبداع في رسم مسارها الخاص، تستطيع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إدارة القضايا المعقدة، والمساهمة في بناء مجتمع عالمي تحظى فيه جميع الدول، بغض النظر عن حجمها ونطاقها، بالاحترام، وتتعاون على قدم المساواة، وتعمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة، كما أكد الوزير.
أعرب الوزير عن أمله في أن تُشكّل التوصيات السياسية الثاقبة الصادرة عن منتدى مستقبل رابطة دول جنوب شرق آسيا 2024 نداءً قوياً للعمل، في الوقت الذي تتطلع فيه دول المنطقة إلى المستقبل وتكثف جهودها لبناء بيئة شاملة ومستدامة للجميع. وسيتطلب ذلك قيادةً قويةً وتفكيراً مبتكراً والتزاماً راسخاً بالتعاون بين أصحاب المصلحة، من الحكومة وقطاع الأعمال إلى المجتمع الدولي.
في هذه المناسبة، دعا الوزير بوي ثانه سون دول المنطقة إلى التكاتف بعزمٍ لتحقيق رؤية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) 2045، وبناء مستقبل أفضل لشعوبها وللأجيال القادمة. وأكد الوزير بوي ثانه سون: "قد يكون الطريق أمامنا مليئًا بالتحديات، ولكن بفضل قوة رابطة دول جنوب شرق آسيا وذكائها الجماعي، لا توجد عقبة لا نستطيع تجاوزها".

المندوبون في حفل ختام منتدى مستقبل رابطة دول جنوب شرق آسيا 2024. الصورة: آن دانج/وكالة الأنباء الفيتنامية
منتدى مستقبل رابطة دول جنوب شرق آسيا 2024، تحت شعار "بناء مجتمع آسيان سريع النمو ومستدام ومركّز على الإنسان"، هو مبادرة مهمة اقترحها رئيس الوزراء فام مينه تشينه في القمة الثالثة والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا في سبتمبر 2023. إنها فكرة جديدة لفيتنام، راغبة في إنشاء منتدى مشترك للدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى شركاء الرابطة وأصدقائها، وشعوبها، للمساهمة في تعزيز ورسم مسار التنمية لمستقبل الرابطة.
الفرق الأكبر بين منتدى مستقبل الآسيان والمنتديات الأخرى هو أنه منتدى مخصص لآسيان، من قبل الآسيان، ولآسيان ولشعب الآسيان.
حضر المنتدى نحو 500 مندوب يمثلون الحكومة والسلك الدبلوماسي والباحثين ومجتمع الأعمال ومندوبين من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والشركاء والمنظمات الدولية. وتضمن المنتدى جلسة افتتاحية، وجلسة عامة أولى بعنوان "تنمية سريعة لآسيان من أجل مستقبل مستدام"، وجلستي غداء عمل مع حوار مع مؤسسات وشركاء رابطة دول جنوب شرق آسيا حول "مجتمع أعمال متماسك ومرن ومستدام في رابطة دول جنوب شرق آسيا: اغتنام الفرص في العصر الرقمي" وموضوع "إعادة تعريف مركزية رابطة دول جنوب شرق آسيا"، وجلسة عامة ثانية بعنوان "ضمان الأمن الشامل لمجتمع آسيان متمحور حول الإنسان"، وجلسة ختامية للمنتدى.
مصدر
تعليق (0)