في الواقع، يشترك هؤلاء الأطفال في أمر واحد: فهم جميعا يتمتعون بذاكرة جيدة، وتفكير حاد، والقدرة على التركيز.
تلعب الذاكرة دورًا بالغ الأهمية في تعلم الطفل، فما الذي تعتمد عليه؟ ولماذا توجد فجوة كبيرة في مستوى الذاكرة لدى الأطفال؟ في هذا الصدد، أجرى الدكتور يوجي إيكيتاني، عالم الأعصاب في جامعة طوكيو (اليابان)، أبحاثًا على منطقة الحُصين في الدماغ لسنوات عديدة.
تشير أبحاث يوجي إيكيتاني إلى أنه طالما أن كل طفل يتقن مبادئ علم الدماغ، فإنه قادر على تعزيز ذاكرته في فترة قصيرة من الزمن.
يرتبط الحُصين ارتباطًا وثيقًا بالتعلم والذاكرة البشرية، لا سيما في تكوين وتخزين الذكريات الجديدة. كما يلعب دورًا هامًا في تحويل الذكريات من قصيرة المدى إلى طويلة المدى.
إذا استوعب الأطفال مبادئ علم الدماغ جيدًا، فسيحفظون بسهولة ما يحتاجون إلى تذكره في الذاكرة طويلة المدى أثناء الدراسة. ويرتبط هذا ارتباطًا وثيقًا بالأطفال الذين يتمتعون بأداء أكاديمي ممتاز منذ سن مبكرة.
فكيف ندرب ذاكرة الأطفال؟
اجعل التعلم تجربة ممتعة
وفقًا لصحيفة "إنديا توداي"، يمكن للوالدين تشجيع أطفالهم على الاهتمام بالتعلم من خلال زيارة المكتبة وقراءة كتب في مواضيع مختلفة. كما أن زيارة المتاحف العلمية والتاريخية والمعارض الفنية تُحسّن ذاكرة الأطفال. فتخيل أي شيء يُساعد الأطفال على تذكر المهام بشكل أسرع.
تخيّل أي شيء يُساعد الأطفال على تذكّر المهام بشكل أسرع. صورة توضيحية.
الأطفال الذين ينامون أكثر لديهم ذاكرة أفضل.
ينبغي أن ينام الأطفال نومًا عميقًا لمدة تتراوح بين 8 و10 ساعات يوميًا. فالنوم الكثير يُعزز ذاكرتهم ويقويها. أما البالغون، فعليهم ترسيخ عادة نوم منتظمة للأطفال، والنوم في الوقت المحدد، والحصول على قسط كافٍ من النوم للاستيقاظ بصحة جيدة في اليوم التالي.
القيلولة مهمة أيضًا، خاصةً لمرحلة ما قبل المدرسة. وجدت دراسة نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم أن قدرة الأطفال على تذكر الرسوم المتحركة التي شاهدوها صباحًا تحسّنت بنسبة 10% بعد القيلولة.
تدريب مهارات التصور لدى طفلك
شجّع طفلك على تكوين صورة ذهنية لما قرأه أو سمعه للتو. على سبيل المثال، لنفترض أنك طلبت من طفلك إعداد طاولة لخمسة أشخاص. اطلب منه أن يتخيل شكل الطاولة، ثم يرسمها. مع تحسن قدرته على التخيل، سيتمكن من وصف الصورة بدلاً من رسمها.
مارس الرياضة
هذا أمرٌ ينبغي إدراجه في روتين كل شخص يوميًا. كلما اعتاد الأطفال على ممارسة الرياضة يوميًا في وقت مبكر، كان ذلك أفضل لهم. فالنشاط البدني يُساعد على تنشيط الدماغ ويُعزز وظائفه بفعالية.
يُساعد النشاط البدني الدماغ على العمل بشكل أسرع ويُعزز وظائفه بفعالية. صورة توضيحية
تناول البيض يساعد على تحسين الذاكرة
يتكون الدماغ من دهون مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA). توجد هذه الدهون في صفار البيض وسمك السلمون. تساعد هذه الأطعمة على بناء خلايا الدماغ والأعصاب، مما يعزز قدرات التعلم والذاكرة. كما أن البيض غني بالبروتين وفيتامينات د، ب6، وب12. البيض سهل الطهي ويمكن تحضيره بطرق متنوعة.
تحسين التركيز
يقول العديد من الآباء إن أطفالهم لا يستطيعون الجلوس بهدوء في الفصل، ولا يستطيعون التركيز أثناء الدراسة، ويحبون التجول، وكلها علامات على ضعف التركيز لدى الأطفال. لتحسين الأداء الأكاديمي لأطفالهم، يجب على الآباء تدريبهم على التركيز، وهذه العملية تتطلب مثابرة طويلة.
لتدريب قدرة الأطفال على التركيز، يمكن للوالدين تشجيع الأطفال على قراءة الكتب، واستخدام الصور والألوان، ولعب ألعاب التركيز، وعدم الضغط على الأطفال، وخلق بيئة تعليمية مواتية، وتعليم الأطفال كيفية إدارة الوقت والعواطف.
لتحسين الأداء الأكاديمي لأطفالهم، يحتاج الآباء إلى تدريب أطفالهم على التركيز. صورة توضيحية
زيادة تناول المكسرات يحسن الذاكرة
تُزوّد المكسرات في نظام طفلك الغذائي بالطاقة وتُساعد على تنشيط الدماغ. يُشبه الجوز شكل الدماغ، ويُساعد على تقوية الذاكرة بفضل غناه بأحماض أوميغا 3 الدهنية.
وفقًا لصحيفة E Times، فإن تناول اللوز لمدة 28 يومًا يُحسّن بشكل ملحوظ من قدرة الذاكرة على الحفظ. ومن المكسرات الصحية الأخرى الفول السوداني والكستناء والكاجو، وهي غنية أيضًا بالعناصر الغذائية والدهون الصحية المفيدة للدماغ. كما تتميز مكسرات أخرى، مثل بذور اليقطين وبذور الشيا والسمسم وبذور دوار الشمس والكتان، بخصائص مضادة للالتهابات تُساعد على تحسين النمو المعرفي للأطفال.
حافظ على راحة طفلك
القلق والتوتر والإرهاق يُضعفان ذاكرة الأطفال. المزاج السيئ يُقلب الأمور رأسًا على عقب، ونتيجةً لذلك، تُخزَّن المعلومات التي حفظها الأطفال تدريجيًا وقد تُنسى.
القراءة بصوت عالٍ تُحسّن الذاكرة وتُساعد الدماغ على العمل. صورة توضيحية.
شجع الأطفال على القراءة بنشاط لبناء الذاكرة طويلة المدى
يمكن للوالدين توجيه أطفالهم لتدوين الملاحظات وتسطير الكلمات والأفكار المفيدة وتسليط الضوء عليها عند قراءة الكتب. هذا يساعد الأطفال على حفظ المعلومات لفترة طويلة. القراءة بصوت عالٍ تُحسّن الذاكرة وتُساعد الدماغ على العمل. القراءة والكتابة بخطة مُحكمة تُساعد على بناء ذاكرة طويلة المدى للأطفال.
دع الأطفال يكونوا "معلمين"
وفقًا لموقع "فيري ويل فاميلي"، فإن نقل المعلومات إلى الأطفال يُساعدهم على التذكر بشكل أعمق وأدق. يمكن للوالدين تعليم أطفالهم عن الأشياء والظواهر المحيطة بهم، ثم التظاهر بنسيانها ليتمكنوا من تعليمهم إياها مرة أخرى. كما أن طرح الأسئلة باستمرار يُحفز الأطفال على نقل المزيد من المعلومات، ويُعزز قدرتهم على تخيل الصور.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)