على مر الأجيال، تناقل أهل مدينتي خبر انتهاء موسم الأمطار وزوال الفيضانات عندما يزهر القصب. لكن هذا العام، عندما اكتسى القصب بالبياض في جميع أنحاء السد، لم تتوقف العاصفة. الرياح والأمطار عاتية، والمياه تتدفق من أعلى النهر، والقرية بأكملها غارقة. مستوى المياه يقارب مستوى الفيضان التاريخي لعام ٢٠٢٠.
تقع قريتي قرب النهر، بالقرب من الحقول، وعند سفح الجبل مباشرةً. النهر هادئ، والحقول الشاسعة تنعم بالسكينة عند سفح الجبال الخضراء المهيبة. زرتُ أماكن عديدة، لكنني لم أرَ قط مكانًا بجمال مدينتي. خلال موسم الفيضان، تكون قريتي أول من يصله الماء. يتدفق الماء من المنبع، فيغلي بلون عكر يُطلق عليه القرويون غالبًا اسم "الماء الفضي". يفيض الماء فوق السد، ويندفع إلى الحقول، ثم يندفع إلى القرية في لمح البصر. يهرع القرويون لنقل ممتلكاتهم إلى أرض مرتفعة، وسرعان ما تتحول الحياة إلى حالة من التكيف مع الفيضان. لعدة أيام، امتلأت السماء، وانهمر الماء عكرًا، وغطى حقل القرية بأكمله بماء فضي، وتأثرت قلوب الناس أيضًا. ثم عندما توقف المطر، توقف الماء، واستقر الطمي، وأصبح الماء صافيًا تدريجيًا. حاولت الشمس أن تخترق الغيوم الكثيفة وتشرق بأشعتها الذهبية المتلألئة. كانت السماء صافية، والغيوم بيضاء، والجبال أكثر خضرة. بدت حقول القرية كمرايا عملاقة صافية، تعكس بوضوح السماء والغيوم وظلال الجبال. في تلك اللحظة، رأيت قريتي جميلة، مهيبة، وشاعرية للغاية.
يتقبل الناس في قريتي العيش في جميع الظروف ويجدون متعة في التغلب على الصعوبات. قال والدي، في الواقع، عندما يكون هناك فيضان، ستكون الحقول خالية من الفئران والحشرات، وسيكون المحصول التالي أقل فخاخًا. ستحتوي الحقول والحدائق على المزيد من الطمي لتزدهر النباتات. عندما تشرق الشمس، ستجف التربة، وسيغطي الطمي الحديقة بعباءة فضية، فضية حتى على العشب والأوراق. حفر والدي الأرض، ورتب الأحواض لبدء زراعة بعض الخضراوات الشتوية. أخذت والدتي بعناية قشور الأرز وغطت أحواض الزنجبيل والبصل المغمورة في الماء لفترة من الوقت الآن. تحافظ قشور الأرز على دفء جذور النباتات ويمكنها امتصاص الماء من التربة. ظننت أن والدتي تحاول فقط إنقاذ الوضع، ولكن بعد أيام من الغمر في الماء الفضي، أصبحت أحواض الزنجبيل والبصل الآن خضراء مرة أخرى كما لو أنها لا تستطيع تحمل التخلي عن رعاية والدتي المخلصة. هكذا، بعد أيام الطوفان، ستنبت الأرض براعم فرح جديدة. سينقضي الطوفان، وسيُضيء أهل القرية براعم أمل خضراء على هذه الأرض.
بعد موسم الفيضان، تزدهر حقول القرية بموسم الحصاد الشتوي والربيعي، حيث تنبت شتلات أرز خضراء صغيرة على طينها الغني، وتكتسي حدائق المنازل بخضراوات وفواكه الشتاء، وتعجّ بالزهور الزاهية احتفالًا بقدوم رأس السنة القمرية الجديدة. ومثلي، وأنا أقف أمام الحقول المغطاة بالمياه، ما زلت أرى مدينتي في غاية الجمال، بمناظرها الطبيعية الساحرة، وحقولها التي تعكس جبالها.
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/nhan-dam-dong-in-bong-nui-185241214191345374.htm
تعليق (0)