أثارت تجربة جديدة أجراها باحثون في جامعة بريطانية ضجةً في الأوساط الأكاديمية بعد اكتشاف قدرة الذكاء الاصطناعي على اجتياز امتحانات الجامعة دون أن يُكتشف، بل ويحقق درجات أعلى من الطلاب الحقيقيين. تُثير هذه النتائج مخاوف بشأن نزاهة التعليم العالي، وتُثير تساؤلات حول مستقبل الامتحانات غير الخاضعة للإشراف.

على وجه التحديد، استخدم فريق من جامعة ريدينغ الذكاء الاصطناعي سرًا لإنشاء إجابات امتحانات إلكترونية تُجرى في المنزل. أنشأ الفريق 33 هوية طلابية مزيفة، وقدّموا أوراق الامتحانات التي أنشأها ChatGPT-4 دون تعديل، وفقًا لصحيفة الغارديان .

وكانت النتيجة المذهلة هي أن واحدة فقط من هذه الأوراق تم التشكيك فيها من قبل الأستاذ بينما تم تصنيف الأوراق الـ 32 المتبقية كأوراق طلابية عادية، حتى أنها حصلت على درجات أعلى من المتوسط.

الطلاب الذين يجرون الاختبار
وجدت الدراسة أن معظم الأعمال التي أنتجها الذكاء الاصطناعي لم يلاحظها الأساتذة، بل وحققت درجات أعلى في المتوسط ​​من الطلاب الحقيقيين. صورة توضيحية: Unsplash

وبحسب فريق البحث، فإن هذا يوضح أن الذكاء الاصطناعي يصل إلى القدرة على "اجتياز اختبار تورينج" - أي القدرة على توليد محتوى مقنع بما يكفي بحيث لا يمكن تمييزه عن محتوى الإنسان.

وقال الدكتور بيتر سكارفي، أحد مؤلفي الدراسة: "لا يمكننا العودة ببساطة إلى الاختبارات المكتوبة بخط اليد التقليدية، ولكن سيتعين على قطاع التعليم العالمي التكيف مع صعود الذكاء الاصطناعي".

تداعيات خطيرة على التعليم العالي

لا يثير البحث في جامعة ريدينغ تساؤلات حول نزاهة النظام التعليمي فحسب، بل يتحدى أيضًا مفهوم "الغش" في عصر الذكاء الاصطناعي.

تُعدّ هذه الدراسة أيضًا أحد أكبر الاختبارات الواقعية لقدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز أنظمة التقييم الأكاديمي دون أن يُكتشف أمره. وصرحت البروفيسورة كارين يونغ، الخبيرة في القانون والأخلاقيات والمعلوماتية بجامعة برمنغهام (المملكة المتحدة)، بأن النتائج كانت بمثابة "ناقوس خطر" على الامتحانات المنزلية أو الواجبات غير الخاضعة للإشراف.

قال البروفيسور يونغ: "تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الحالية للطلاب الغش بسهولة ودون أن يُكتشف أمرهم تقريبًا. وهذا يُشكل تحديًا كبيرًا للنظام التعليمي، ويُجبر الجامعات على إيجاد أساليب تقييم أكثر عدالة".

أحد الحلول المقترحة هو دمج الذكاء الاصطناعي في التدريس والتقييم، بدلاً من محاولة إلغائه. وصرح البروفيسور إتيان روش، أحد مؤلفي الدراسة، بأنه ينبغي على الجامعات وضع معايير واضحة لكيفية استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي، والاعتراف بدوره في عملهم.

وردًا على ذلك، قالت جامعة ريدينغ إنها ستتخلص تدريجيًا من الامتحانات المنزلية واستبدالها بأساليب تقييم أخرى مثل التمارين التي تطبق المعرفة على مواقف الحياة الواقعية أو بيئات العمل.

صرحت جامعة ريدينغ قائلةً: "ستسمح بعض التقييمات للطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن بطريقة مُحكمة، مما يُساعدهم على ممارسة مهارات التفكير النقدي واستخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقي. بينما ستستبعد اختبارات أخرى الذكاء الاصطناعي تمامًا لضمان تقييم القدرات الفردية بدقة".

في الختام، يطرح مؤلفو التجربة سؤالاً مثيراً للاهتمام: "إذا استخدمنا الذكاء الاصطناعي لكتابة هذه الدراسة، فهل ستعتبرونها احتيالاً؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكنك إثبات ذلك؟".

وأصر ممثل من جامعة ريدينغ في وقت لاحق على أن البحث كان بقيادة بشرية بالكامل، لكن السؤال الذي طرحوه يعكس تحديًا أساسيًا يواجه التعليم العالي: الخط الفاصل بين الإبداع البشري والابتكار بمساعدة الذكاء الاصطناعي أصبح غير واضح بشكل متزايد.

إنجلترا - وفقًا للأدلة المقدمة في المحكمة، قام أكاديمي كبير في جامعة كامبريدج بسرقة عمل طالب دكتوراه أشرف عليه.

المصدر: https://vietnamnet.vn/nhan-33-bai-tu-sinh-vien-gia-giao-su-bi-lua-cham-diem-cao-hon-sinh-vien-that-2386208.html