شُيّد القصر خلال عهد أسرة مينغ، وحظي بصيانةٍ فائقةٍ على مدى القرون الماضية. ووفقًا لإدارة القصر، يُمكن تصريف مياه الفيضانات في غضون عشرين دقيقة بفضل نظام الصرف الممتاز في المجمع.

المبدأ الأساسي لتجنب الفيضانات هو أن تكون كمية المياه المتدفقة أكبر من كمية الأمطار المتساقطة. ولتحقيق ذلك، صُمم نظام الصرف في المدينة المحرمة بدقة متناهية، وبشكل متزامن، وشامل.

أمام ساحة قصر تاي هوا، توجد شرفة ثلاثية الطبقات مبنية من الرخام الأبيض. تتكون الشرفة من ثلاثة طوابق، يزيد ارتفاعها عن سبعة أمتار. حول كل طابق العديد من رؤوس التنانين المنحوتة بإتقان. كلما هطل المطر، تتدفق المياه من 1142 رأس تنين، مشكّلةً مشهد "عشرة آلاف تنين تتدفق"، تتدفق في مجرى كيم ثوي، وهو قناة اصطناعية داخل المدينة المحرمة.

يشمل نظام الصرف الصحي في المدينة المحرمة شبكات صرف صحي تحت الأرض وبركًا وخنادق مفتوحة، مما يُساعد على تصريف مياه أكثر من 90 مبنى على مساحة 720 ألف متر مربع. ويُعدّ تخطيط وتصميم المجاري المائية أمرًا بالغ الأهمية.

خارج المدينة المحرمة، توجد ثلاثة مجاري مائية على الأقل لمنع الفيضانات. أولها النهر الخارجي الواقي وقناة دامينغ وبحيرة تايبينغ . ثانيها بركة هوهاي وتايي. ثالثها نهر جينشوي وقناة تونغزيهي المحيطة بالقاعات الثلاث. هذه الأنهار والقنوات لا تُزوّد العاصمة بالمياه فحسب، بل تُعدّ أيضًا مصارف لمنع الفيضانات. تتدفق جميع مياه الأمطار في المدينة المحرمة إلى نهر جينشوي، الذي يتدفق بدوره إلى بوابة دونغهوا ثم إلى القناة الخارجية.

بُني نظام تصريف مياه المدينة المحرمة وفقًا لتضاريسها. فتضاريس بكين مرتفعة في الشمال الغربي، وتنخفض تدريجيًا باتجاه الجنوب الشرقي. ولذلك، تتجه مياه بكين نحو الجنوب الشرقي. ويستند تصميم المدينة المحرمة إلى هذه التضاريس، حيث تتناقص نحو الجنوب، مُشكلةً اتجاه تصريف مياه من الشمال إلى الجنوب.

تم تصميم الطريق بين القصر الإمبراطوري والمدينة المحرمة لتصريف المياه إلى الجانبين الغربي والجنوبي من الطريق إلى نهر القلعة.

تتميز المدينة المحرمة بكثافة بناء عالية، ما يجعل قدرتها على تصريف المياه ذاتيًا ضعيفة. لذلك، يجب حساب نظام الصرف بدقة وبنائه بعناية. يتكون النظام من قنوات وخنادق وبرك وأنابيب تحت الأرض تتقاطع وتؤدي أدوارًا مختلفة، وتمتد عبر المباني والقصور لتشكل شبكة تصريف.

ينقسم نظام الصرف الصحي إلى مجاري جوفية ومجاري مفتوحة. المجاري المفتوحة هي مجاري تؤدي إلى قنوات. أما المجاري الجوفية فتقع في أعماق الأرض. عند مواجهة عوائق كالجدران أو الأفنية، تتدفق المياه عبر أخاديد تُسمى "كاو نهان". تتدفق المياه السطحية إلى مجاري جوفية. يُطلق على سطح المجاري اسم "تيان نهان"، أي المربع، وهو يختلف عن سطح العملة المعدنية في عهد أسرتي مينغ وتشينغ.

هذا النظام الشامل والمُصمم بدقة، إلى جانب الصيانة الدورية لضمان تدفق المياه بسلاسة، ساهم في منع فيضانات المدينة المحرمة على مدار الستمائة عام الماضية، رغم الأمطار الغزيرة والعواصف. ويُعتبر هذا إنجازًا معماريًا عريقًا.
مصدر
تعليق (0)