محمية تا كو الطبيعية

على بُعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب مدينة فان ثيت الساحلية، تقع محمية تا كو الطبيعية - مقاطعة هام ثوان نام، بن ثوان . بونغ ثي - وهي منطقة تزخر بالمعالم المثيرة للاهتمام في هذه المحمية - هي وجهتنا في رحلة بالدراجة النارية لاستكشاف المناظر الطبيعية هناك.

 

متعرجًا عبر الطريق الصغير الذي يبتعد تدريجيًا عن المناطق السكنية، مارًا بحقول فاكهة التنين المزهرة، كانت الغابة قد ازدهرت أمام أعيننا. بونغ ثي، اسم هذه المنطقة الحرجية، مستوحى في الأصل من وجود العديد من أشجار البانيان تنمو بين الكثبان الرملية البيضاء الممتدة بجوار مستنقع المياه المالحة الكبير (بونغ) قرب سفح جبل تا كو. هناك أربعة كثبان رملية رئيسية، طويلة وضيقة، تلتف حول نظام المستنقعات في وسط غابة تا كو، وتبدو من الأعلى وكأنها صفوف بطاطس عملاقة في حقل. ترتفع الكثبان الرملية قليلاً في المنتصف، وتنمو عليها شجيرات شوكية كثيفة، وهي سمة مميزة لنظام السافانا البيئي. على حافتي الكثبان الرملية، تغفو الأرض قليلاً، وتتكون من شريط من غابة أشجار الديبتروكارب الجافة. على ضفاف المستنقع، تنمو كروم متشابكة من مختلف الأنواع: سرخس، نبات إبريق، مجد الصباح... وعلى سطح المستنقع ينمو عشب طويل بأزهار صفراء، تتمايل مع الريح، وترقص بجنون. إنها غابة غريبة، إذ تتجاور فيها ثلاثة أنظمة بيئية: السافانا، وغابة الديبتروكارب، والمستنقع المالح.

عبرنا الممر الرملي بحذر لمسافة كيلومترين تقريبًا للوصول إلى موقع حراس بونغ ثي. هذا هو موقع التخييم ومحطة المبيت في الغابة. هناك جدول صغير من المياه العذبة الباردة الصافية يجري على طول حافة البحيرة. في هذه المنطقة، اكتشف الناس أيضًا مصدرًا للمياه المعدنية الساخنة عام ١٩٩٧. عندما حفر فريق المسح الجيولوجي بئرًا استكشافيًا، ظل الماء الساخن يتدفق من ذلك البئر حتى اليوم.

 

بجوار مصدر المياه، أُنشئت بحيرة اصطناعية صغيرة تحتوي على ماء ساخن ليستمتع الزوار بالاستحمام والاسترخاء. كما توجد بعض أماكن حمامات القدم الساخنة للزوار. نصبنا خيمة، ومددنا أرجوحة تحت شجرة بانيان كبيرة قرب بحيرة الماء الساخن، وأشعلنا نارًا لشواء الدجاج. كانت الغابة مهجورة، ولم يكن بجانب النار سوى أنا و"تانغ" - كلبي الصغير. تناوبنا على إشعال النار والغطس في بركة المياه المعدنية الساخنة وسط السماء. ومن الأمور الغريبة أنه في وسط المياه المعدنية الساخنة والمالحة تحت الأرض، حفر الناس بئرًا من الماء العذب البارد. بعد أن نقعنا في الماء المعدني الساخن ثلاث مرات، وغسلنا أجسادنا بالماء العذب البارد، استمتعنا بتناول العشاء في رحاب الجبال والغابات الهادئة.

مجلة التراث