ومع ذلك، لتحقيق إنجازات مستدامة وقيمة حقًا، يقول الخبراء إنه يجب إيلاء اهتمام خاص للنزاهة الأكاديمية - الأساس الأخلاقي والمعايير في البحث العلمي .
اللعبة ليست سهلة
وفقًا للدكتور فو آن دان، من كلية السياحة بجامعة هانوي المفتوحة، فإن أهم مهمتين للمحاضرين هما التدريس والبحث العلمي. ويلعب نشر الأعمال في المجلات الدولية المرموقة دورًا هامًا، فهو لا يعزز سمعة العلماء والمؤسسات التدريبية فحسب، بل يُسهم أيضًا في نشر المعرفة في المجتمع.
ومع ذلك، وللنشر دوليًا، أشار الدكتور فو آن دان إلى ضرورة إلمام المحاضرين والباحثين بالمتطلبات الأساسية للمقالة العلمية. أولًا، يجب طرح سؤال بحثي واضح يُظهر أهمية العمل البحثي ومساهمته. ثانيًا، يجب أن تُبرز النظرة العامة الفجوة البحثية لإثبات حداثة الموضوع. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك أساس نظري متين ومنهجيات بحث مناسبة. وبشكل خاص، يجب عرض النتائج بشكل متماسك، مُجيبةً مباشرةً على سؤال البحث المطروح.
أكد الدكتور فو آن دان أن اختيار مجلة لنشر المقالات فيها يُعدّ خطوة استراتيجية، وأشار إلى أن لكل مجلة نطاقها ومعاييرها وجمهورها المستهدف. لذلك، على الباحثين تحديد منهج العمل وجودته بدقة لاتخاذ القرار المناسب. النشر الدولي ليس مقياسًا للقدرة البحثية فحسب، بل هو أيضًا وسيلة لدمج المعرفة الفيتنامية في التدفق العلمي العالمي. هذه مسؤولية وفرصة للمحاضرين والباحثين لتأكيد مكانتهم في بيئة أكاديمية تشهد منافسة متزايدة.
وفقا للأستاذ المشارك الدكتور لي دينه هاي - جامعة الاقتصاد (جامعة فيتنام الوطنية، هانوي)، فإن النشر الدولي ليس "لعبة" سهلة، ولكنه ممكن تمامًا إذا قام الباحثون ببناء قدرات منهجية، والتزموا بالمعايير الأكاديمية، واختاروا المجلة المناسبة، وكتبوا بشكل مناسب، وثابروا في مواجهة الرفض.
ومع ذلك، لتحقيق النجاح، لا بد من الكتابة وفقًا للمعايير الدولية، واستخدام اللغة الإنجليزية الأكاديمية، والرد بفعالية على الانتقادات، وتجنب المجلات سيئة السمعة وتفتقر إلى الشفافية. إضافةً إلى ذلك، تُعدّ مسألة الأخلاقيات الأكاديمية، والتعاون البحثي الدولي، ووضع استراتيجية للنشر - وخاصةً للمبتدئين - أسسًا مهمة لتعزيز المكانة الأكاديمية.

التكيف مع الذكاء الاصطناعي
وفي إشارة إلى مظاهر انتهاكات النزاهة الأكاديمية، قالت الأستاذة المشاركة الدكتورة ماي فان لوو من قسم الامتحانات وإدارة الجودة بجامعة هانوي المفتوحة، إن السلوك الأكثر شيوعًا هو الانتحال والانتحال الذاتي: استخدام الأفكار والبيانات ونتائج أبحاث الآخرين دون الاستشهاد بها أو إعادة استخدام العمل المنشور سابقًا.
هناك انتهاكات أخرى مثيرة للقلق، مثل: التزوير، وتحريف البيانات لتتناسب مع الفرضيات، وتجاهل النتائج غير المواتية؛ وتصنيف الباحثين "الوهميين" - أي الأشخاص الذين لم يشاركوا في البحث؛ وانعدام النزاهة في المراجعة، مثل: الكشف عن المخطوطات، وتأخير المراجعة للمنافسة، ونسخ الأفكار. بالإضافة إلى ذلك، هناك حالة من تقسيم الأعمال لزيادة عدد المنشورات، وتكرار المنشورات... هذه الأفعال لا تنتهك أخلاقيات البحث فحسب، بل تُضعف أيضًا السمعة الأكاديمية، ويجب مراقبتها ومنعها بصرامة.
بناءً على ما سبق، توصي الأستاذة المشاركة، الدكتورة ماي فان لو، بما يلي: أولاً، على كل باحث الالتزام بالمبادئ الأخلاقية، وإعطاء الأولوية للصدق والموضوعية والشفافية، وفي الوقت نفسه تطوير معارفه ومهاراته البحثية. قبل النشر، من الضروري اختيار المجلات بعناية، وتجنب المنشورات التي تفتقر إلى المصداقية.
ثانيًا، بالنسبة لمؤسسات التدريب والبحث، من الضروري وضع وتطبيق مدونة سلوك بشأن الأخلاقيات الأكاديمية، وتنظيم دورات تدريبية ورعاية دورية، وجعل دورات نزاهة البحث إلزامية. كما يجب إصلاح نظام التقييم العلمي، مع التركيز على الجودة والتأثير بدلًا من الكم فقط. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري ترسيخ ثقافة علمية مفتوحة، وتشجيع نشر البيانات المفتوحة ومشاركتها، وتحسين جودة مراجعة الأقران، والتعامل بصرامة مع المخالفات، والاستثمار في نظام لمكافحة الانتحال.
ثالثًا، على الدارسين التعلم بشكل استباقي والالتزام بلوائح النزاهة الأكاديمية، والتوثيق الدقيق للوثائق، وتجنب الغش في دراستهم. يجب على الجامعات تعزيز الرقابة، وتطبيق رموز امتحانات متعددة، وتطوير الاختبارات والتقييم، وتوعية الطلاب بلوائح النزاهة بفعالية.
وفقاً للأستاذة المشاركة الدكتورة ماي فان لو، فإن النزاهة الأكاديمية مسؤولية مشتركة بين المحاضرين والباحثين والطلاب والمؤسسات الإدارية. ولا يمكن للبيئة الأكاديمية أن تكون نظيفة وصحية حقاً إلا بإعطائها الأولوية القصوى وحمايتها بنظام صارم.
في معرض حديثه عن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في التدريب والبحث العلمي بمؤسسات التعليم العالي، أشار الدكتور لي دوك ترونغ، من كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة التكنولوجيا (جامعة فيتنام الوطنية، هانوي)، إلى ضرورة ابتكار أساليب جديدة، وعدم استخدام "الأدوات القديمة" في سياقات جديدة. فضمان الجودة لا يقتصر على المراقبة فحسب، بل يشمل أيضًا تنمية فكر المتعلمين وأخلاقياتهم.
بالإضافة إلى إصدار إرشادات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التدريس والبحث في أقرب وقت ممكن، يوصي الدكتور لي دوك ترونغ المدارس بتعديل وتحديث أساليب الاختبار والتقييم الخاصة بها لتتناسب مع سياق الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت نفسه، يجب عليها تضمين محتوى يهدف إلى رفع الوعي وتنمية مهارات الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في برامجها التدريبية. وأكد الدكتور لي دوك ترونغ: "يُمثل الذكاء الاصطناعي تحديًا وفرصة في آن واحد، مما يتطلب من التعليم العالي التكيف بمرونة لتعزيز القيم التكنولوجية مع الحفاظ على أساس أكاديمي وأخلاقي متين".
وفقًا لوزارة التعليم والتدريب، نُشر في عام ٢٠٢٢ ما مجموعه ١٨,٤٤١ مقالًا في منشورات سكوبس، وفي عام ٢٠٢٣، بلغ العدد ١٩,٤٤١ مقالًا، وفي يوليو ٢٠٢٤، وصل إلى ١٢,٥٦٧ مقالًا. تُظهر هذه النتيجة أن المنشورات الدولية لنظام التعليم العالي الفيتنامي حافظت على اتجاه تصاعدي مطرد في السنوات الأخيرة، حيث تلعب الجامعات دورًا رائدًا.
المصدر: https://giaoducthoidai.vn/khong-the-thieu-liem-chinh-hoc-thuat-post744526.html
تعليق (0)