وفقًا لتقرير تدفق قانون الأعمال في فيتنام 2023 الذي أصدره مؤخرًا اتحاد التجارة والصناعة في فيتنام (VCCI)، يتم الترويج بقوة لأنشطة الإصلاح وتبسيط الإجراءات الإدارية وخفض التكاليف للشركات.

بذلت الحكومة، بالتعاون مع الوزارات والقطاعات والمحليات، جهودًا حثيثة لإزالة العوائق أمام الشركات. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المعوقات القانونية التي تُحمّل العديد من الشركات تكاليف وتُقلل من قدرتها التنافسية.
ويأمل مجتمع الأعمال أن تعمل الحكومة قريبًا على تحديد و"إطلاق" تدفق السياسات القانونية لدعم الشركات، مما يخلق بيئة استثمارية وتجارية مواتية لتطور الشركات في الفترة الجديدة.
الحواجز القانونية
وبحسب غرفة تجارة وصناعة دبي، أصدرت الهيئات المركزية في عام 2023، 16 قانونًا و98 مرسومًا و33 قرارًا و510 تعميمًا؛ بما في ذلك عدد من السياسات الرئيسية مثل قانون الأراضي وقانون الإسكان ومشروع قانون ضريبة الاستهلاك الخاصة وغيرها، والتي حظيت باهتمام كبير واستجابة من الناس والشركات.
بالإضافة إلى ذلك، أحالت غرفة تجارة وصناعة فيينا ما يقرب من 100 مشكلة وقصور ناتجة عن ملاحظات الشركات على اللوائح التي تؤثر على الاستثمار والأنشطة التجارية إلى الجهات المعنية. وقد حظيت معظم هذه التوصيات بالاهتمام، وتم الأخذ بها، ووُضعت خطط لمراجعتها وتعديلها لإزالة العوائق التي تواجه الشركات في الإجراءات الإدارية والتكاليف، وغيرها. وعلى وجه الخصوص، شهد التفكير في صياغة السياسات، وكذلك في عملية التنفيذ من قبل الجهات الإدارية، تحسنًا ملحوظًا، مما خلق ظروفًا أكثر ملاءمة للكيانات التجارية.
مع ذلك، لا تزال هناك بعض المشاكل المتعلقة بإصدار معايير البناء المتعلقة بالوقاية من الحرائق ومكافحتها، وتفتيش البضائع العابرة، وتحديد سقف لتكاليف الفائدة في المعاملات مع البنوك، وغيرها، والتي لم تُحل بشكل كامل، أو لا يوجد توافق في الآراء بين الجهات الإدارية والشركات. وصرح رئيس غرفة تجارة وصناعة فيجي، فام تان كونغ، بأن تقليص وتبسيط شروط العمل قد نُفذ بقوة كبيرة، ولكنه لم يعد بنفس قوة الفترة السابقة.
هناك مفارقة تتمثل في أنه عند صياغة وثائق قانونية جديدة أو تعديل أو استكمال وثائق قائمة، تظهر لوائح وشروط تجارية غير معقولة، أو تُدمج في شكل تراخيص فرعية في المعايير الفنية أو تُعبّر عنها في شكل شهادات، مما يُثقل كاهل الشركات. لذلك، ومع الحركة المستمرة للأنشطة الاقتصادية، يجب على هيئات إدارة الدولة إزالة هذا "العائق"، وفي الوقت نفسه تغيير نهجها الإصلاحي نحو إنشاء مؤسسات شفافة، وإصلاحات جوهرية وجذرية، من أجل تطبيق سياسات أكثر ملاءمةً وفعاليةً للشركات في قطاعي الإنتاج والأعمال.
أشار رئيس جمعية المقاولين الفيتنامية، نجوين كووك هيب، إلى أن الإجراءات الإدارية للاستثمار في فيتنام معقدة للغاية. وللامتثال للوائح الاستثمارية، يتطلب الأمر أكثر من 30 ختمًا، مما يُهدر الكثير من الوقت والجهد على الشركات. لذلك، يجب تبسيط الإجراءات القانونية بشكل شامل، مع وضع لوائح قضائية واضحة تُحدد المسؤوليات في التعامل مع الإجراءات الإدارية، ويجب أن تكون هناك مشاركة فعّالة من جميع مستويات الحكومة لضمان فعالية الإصلاح.
تخفيضات حقيقية وفعالة
في الواقع، اتخذت الدولة خلال السنوات الماضية العديد من التدابير لتجاوز أوجه القصور في السياسات من خلال مراجعة وتعديل اللوائح المعقدة. ويشير تقرير مكتب الحكومة حول إصلاح الإجراءات الإدارية إلى أنه بين عامي 2021 و2023، تم تحديث 2770 لائحة في 224 وثيقة قانونية من أصل 15801 لائحة أعمال، ونشرها على بوابة الاستشارات والبحث عن اللوائح التجارية، حيث تم اختصارها وتبسيطها.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذه الإجراءات تهدف فقط إلى حل الوضع، ومعالجة بعض أوجه القصور في بداياته، دون النظر إلى جذور المشكلة في النظام القانوني. إن عدد شروط العمل المُخفّضة ضئيل جدًا، أو يقتصر على شروط عمل غير مُجدية، ولا يُهيئ بيئة عمل مُواتية للشركات. إضافةً إلى ذلك، فإن عدد اللوائح التي يُنظر في تقليصها وتبسيطها يُجمع أساسًا بناءً على التقارير الإدارية، دون أي تقييم لجودة الإصلاحات. لذلك، في الواقع، انخفضت تكاليف امتثال الشركات، ولكن ليس كثيرًا.
قال الدكتور نجوين مينه ثاو، رئيس قسم بيئة الأعمال والقدرة التنافسية في المعهد المركزي للإدارة الاقتصادية (CIEM)، إنه منذ عام ٢٠١٩، وخاصةً منذ عام ٢٠٢٠، ركدت مسألة إصلاح بيئة الأعمال وتحسين ظروفها. لا تزال ظروف الأعمال عامة وغير واضحة، مما يخلق العديد من العوائق، ويحد من حرية الأعمال، ويشكل مخاطر، ويزيد من أعباء تكاليف الامتثال على الشركات.
تُظهر نتائج مراجعة عام ٢٠٢٣ التي أجراها مركز إدارة الأعمال الدولية (CIEM) وجود بعض أوجه القصور، حيث لم يكن تقليص قطاعات الاستثمار التجاري المشروط جوهريًا ولا يتماشى مع روح الإصلاح. ولا تزال هناك ظروف عمل غير ضرورية وغير معقولة وغير مجدية وغير فعّالة من حيث إدارة الدولة؛ وقد استمرت بعض أوجه القصور لسنوات عديدة دون حل حتى الآن. على سبيل المثال، أبلغت الشركات عن أوجه قصور في لوائح الوقاية من الحرائق ومكافحتها منذ عام ٢٠٢٠، لكنها لا تزال في مرحلة صياغة التوجيهات لأنها تفرض متطلبات صارمة للغاية وتتطلب إجماعًا كاملًا من الوزارات والفروع.
لتحسين بيئة الأعمال، وفقًا لتوجيهات الحكومة، أوصى الدكتور نغوين مينه ثاو الوزارات والهيئات ببذل جهود لمراجعة وإصلاح جذري لخفض الإجراءات الإدارية وتكاليف الامتثال للشركات. يجب أن يكون الإصلاح مفصلًا ومحددًا وشفافًا وسهل الفهم والتحديد ومتسقًا في التنفيذ مع القوانين السارية. بالإضافة إلى ذلك، قبل التعديل والإصلاح، من الضروري زيادة التشاور والحصول على آراء الشركات لضمان أن تكون شروط العمل محددة وشفافة وواضحة وسهلة الفهم وقابلة للتنفيذ. بالنسبة لشروط العمل غير المناسبة للممارسة أو التي تؤثر بشكل كبير على الاستثمار والأنشطة التجارية للشركات، يوصى بإلغائها أو تعديلها بهدف تبسيطها وخفض تكاليف الامتثال وتجنب التدخل بشكل كبير في عمليات الشركات. عندها فقط يمكننا بناء المزيد من الثقة بين المستثمرين والشركات، وزيادة جاذبية بيئة الأعمال، وإزالة "العوائق" التي تعترض تدفق السياسات القانونية للشركات في الفترة المقبلة.
مصدر
تعليق (0)