في حفل توقيع مذكرة التفاهم بين مدينة هوي وحكومة مقاطعة نارا |
إعطاء الأولوية لعوامل "التراث - الثقافة - الإنسان"
إن أحد الأسس المهمة لمدينتي هوي ونارا للتحرك نحو التعاون الشامل هو التشابه في رؤية التنمية: فكلاهما يهدف إلى استخدام التراث كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
في الاجتماعات بين قادة المحليتين، تُعطى الأولوية دائمًا لعامل "التراث والثقافة والشعب"، إلى جانب مجالات الاستثمار والتجارة والصحة والتعليم والتصدي لتغير المناخ. وصرح نجوين فان فونغ، نائب أمين لجنة الحزب في المدينة ورئيس اللجنة الشعبية لمدينة هوي: "نعتبر العلاقة مع مقاطعة نارا ليست مجرد فرصة لتوسيع التعاون الدولي، بل هي أيضًا آلية مصاحبة لحل مشاكل التنمية بشكل مشترك في عالم متقلب. تحتاج المحليات، وخاصة المدن ذات التشابه الثقافي، إلى التواصل والتنسيق بشكل استباقي وفعال لتوسيع الموارد وتبادل الخبرات وتعزيز القوة الداخلية في ظل تزايد ضغط الميزانيات والاستثمارات العامة".
قال السيد ياماشيتا ماكوتو، محافظ نارا: "ترغب نارا في التعاون مع هوي في مجال الحفاظ على قيم التراث وتعزيزها. تتمتع كلتا المنطقتين بتراث فريد، مُعترف به من قِبل اليونسكو، وتواجهان تحدي الحفاظ على التراث حاضرًا في الحياة العصرية دون أن يضيع. هذه مشكلة لا يمكن لأحد حلها بمفرده".
انطلاقًا من هذا التصور، لا تقتصر مذكرة التفاهم بين هوي ونارا على تعزيز التبادل الثقافي فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تنفيذ مشاريع تعليمية تراثية، وتطوير مواد تعليمية رقمية ثنائية اللغة بين فيتنام واليابان، وإنشاء مكتبات تعليمية إلكترونية، وتبادل الخبرات في حفظ الوثائق ورقمنتها. تُمثل هذه المذكرة فرصة مهمة لشباب البلدين لتعلم القيم الثقافية التقليدية والحفاظ عليها في إطار من التعاون الوثيق.
بالإضافة إلى المجالات الثقافية والتعليمية، يُقدم نموذج تعاون هوي - نارا نهجًا جديدًا لسياسات العمل والتوظيف. ووفقًا لأحدث الإحصاءات، تُمثل السوق اليابانية أكثر من 80% من إجمالي صادرات المدينة من العمالة. ويمكن للعديد من الصناعات ذات الطلب المرتفع، مثل التمريض والهندسة الميكانيكية وتصنيع الأغذية، أن تُصبح مجالات تعاون جوهري بين المنطقتين.
وتعمل مدينة هوي على بناء قاعدة بيانات شاملة للعمال ذوي المهارات العالية، مع تشجيع التدريب على اللغة اليابانية في المدارس الثانوية والكليات، بهدف خلق الموارد البشرية القادرة على العمل على الفور في الشركات اليابانية، أو العودة لبدء الأعمال التجارية بعد العمل في أرض أزهار الكرز.
الحفاظ على الجذور للمضي قدمًا نحو المستقبل
بالنسبة لمجتمع الأعمال، تعتبر العلاقة التعاونية بين هوي ونارا إشارة إيجابية، وتفتح فرصًا جديدة في سلسلة التوريد، خاصة في سياق تطوير هوي لستة مناطق صناعية ومنطقة تشان ماي - لانج كو الاقتصادية في اتجاه صديق للبيئة وعالي التقنية وصديق للبيئة.
يُعدّ مشروع "أيون مول" نقطةً مضيئةً في جذب الاستثمارات اليابانية في هوي، وهو مشروعٌ باستثمارات إجمالية تُقارب 170 مليون دولار أمريكي، وسيبدأ تشغيله في سبتمبر 2024، مما يُحدث تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على الاستهلاك والخدمات وفرص العمل. ويُعد هذا أيضًا دليلًا على السياسة القوية للحكومة المحلية في دعم الاستثمارات الأجنبية وإصلاحها، وذلك من خلال جذبها بشكل انتقائي.
وفقًا للسيد نجوين فان فونغ، يُعدّ وجود هوي ضمن أفضل عشر مقاطعات ومدن في مؤشر التنافسية الإقليمية (PCI) في البلاد بحلول عام ٢٠٢٤ "إشارة إيجابية من السوق". ويُثبت هذا أن هوي لا تمتلك الثقافة والتراث فحسب، بل تمتلك أيضًا إمكانات نمو حقيقية إذا حظيت بدعم الشركاء الدوليين، بما في ذلك اليابان ومحافظة نارا.
وفقًا لمدير وزارة الخارجية، نجوين فان فوك، فإن ما يميز علاقة هوي - نارا هو تأكيد الجانبين الواضح على الدور الاستباقي للسلطات المحلية في تنفيذ السياسة الخارجية الثنائية، من خلال القنوات الرسمية والدبلوماسية الشعبية. يسعى الجانبان بنشاط إلى إيجاد أرضية مشتركة، وإطلاق مبادرات مشتركة، وتعزيز برامج محددة. تلعب السلطات المحلية دور جسر مرن وفعال في العلاقات الدولية الحديثة.
يمكن التأكيد على أن العلاقة بين هوي ونارا ليست نتاج وثيقة موقعة، بل هي صدى بين ثقافتين، ورؤيتين للتنمية، ومجتمعين لديهما نفس الطموح للحفاظ على جذورهما للتقدم نحو المستقبل.
المصدر: https://huengaynay.vn/chinh-tri-xa-hoi/hop-tac-hue-nara-vi-su-phat-trien-ben-vung-155397.html
تعليق (0)