لواءان صاروخيان إيرانيان يطلقان هجوما انتقاميا على إسرائيل
فجأة ظهرت مجموعتان إيرانيتان تطلقان صواريخ على إسرائيل في هجوم مضاد خاطف بعد وقت قصير من تعرض المنشأة النووية في طهران للهجوم من قبل الولايات المتحدة.
Báo Khoa học và Đời sống•24/06/2025
في 22 يونيو/حزيران 2026، شنّ الجيش الأمريكي أخيرًا غارة جوية مباشرة على إيران. وبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ترامب استخدام قاذفات بي-2 وصواريخ كروز لشنّ غارات جوية على ثلاث منشآت نووية إيرانية، ردّت وزارة الخارجية الإيرانية قائلةً: "شنّت الولايات المتحدة حربًا خطيرة على إيران". في الوقت الحالي، دخلت إيران والولايات المتحدة مرحلة حرب حقيقية، وتتصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران إلى حرب بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران. ومع ذلك، لم يكن هجوم إيران الأول موجهًا ضد الولايات المتحدة، بل استمر في مهاجمة إسرائيل. أجبرت الغارة الجوية الأمريكية المفاجئة إيران على تكثيف هجومها المضاد على إسرائيل أولًا، مما استدعى تأجيل الهجوم الأمريكي المضاد.
بحلول ظهر يوم 22 يونيو/حزيران، أصدرت إسرائيل تحذيرًا من دفاعها الجوي يفيد بوصول صواريخ إيرانية. كانت الأهداف شمال ووسط إسرائيل، بالإضافة إلى القدس والمناطق المحيطة بها. وكان الإعلان الأولي عن إطلاق 30 صاروخًا على دفعتين. وزعمت إسرائيل أن الصواريخ أصابت ثلاث مدن، منها تل أبيب، ونسيونا، وحيفا. لاحقًا، ووفقًا لإعادة تقييم جيش الدفاع الإسرائيلي، أُطلق ما مجموعه 22 صاروخًا في الموجة الأولى، و5 صواريخ في الموجة الثانية. هذا المقياس يعادل إطلاق لواءين صاروخيين صواريخ على الهدف في آن واحد. وأعلنت القوات الجوية الإسرائيلية في وقت لاحق أنها "هاجمت جنودا إيرانيين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ على إسرائيل ودمرت بسرعة منصات الإطلاق التي أطلقت الصواريخ على إسرائيل قبل فترة ليست طويلة". لأن سلاح الجو الإسرائيلي زعم أنه "طهر" مواقع إطلاق الصواريخ غرب إيران. إلا أن ألوية الصواريخ الإيرانية كانت مختبئة في مخابئ جبلية. وعندما صدر الأمر بإطلاق الصواريخ، سارعت إلى المناورة في ساحة المعركة غير المجهزة، وهاجمت إسرائيل مباشرةً ردًا على ذلك. وفقًا لبيان إيران، كانت هذه الغارة الجوية العشرين ضمن حملة "الالتزام الحقيقي 3"، التي استخدمت فيها صواريخ بعيدة المدى تعمل بالوقود الصلب والسائل، ذات قدرات اختراق أقوى وقادرة على حمل ذخائر عنقودية. وذكرت إيران أن أهداف هذه الغارة الجوية شملت مطار بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي، وقواعد الدعم، ومراكز القيادة والسيطرة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي على جميع المستويات.
في اليوم نفسه، بثّ التلفزيون الإيراني الرسمي مقطع فيديو أظهر إطلاق صاروخ باليستي من طراز خرمشهر-4، مع تعليق جاء فيه: "استُخدم الصاروخ في الهجوم على إسرائيل في 22 يونيو". ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، سُمّي الصاروخ تيمنًا بمدينة خرمشهر الإيرانية، التي شهدت معارك ضارية خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي. صاروخ خرمشهر-4 الباليستي هو صاروخ ذو مرحلتين يعمل بالوقود الصلب، وهو أثقل الصواريخ الإيرانية العاملة. يبلغ مداه 2000 كيلومتر، ويزن رأسه الحربي 1.5 طن. ويُطلق عليه أيضًا "أكثر الصواريخ الإيرانية تدميرًا". وهذا ينطبق أيضًا على وصف الهجوم الذي أعلنته إيران. على وجه الخصوص، يُمكن لصاروخ خرمشهر-4 حمل رأس حربي عنقودي، مما يُوفر قوة فتك أكبر. في 19 يونيو/حزيران، أكد الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ التي استخدمتها إيران في هجومها على تل أبيب كانت مُجهزة برؤوس حربية عنقودية، ووُجدت صورٌ لقنابل عنقودية التُقطت في ساحة المعركة. من الملاحظ أن هجمات إيران المضادة على إسرائيل قد ازدادت اتساعًا. في السابق، كانت إيران تستخدم عدة كتائب إطلاق كقوات هجوم مضاد، وبدأت تُركز على جودة الهجوم المضاد، محاولةً اختراق منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية قدر الإمكان. لكن هذه المرة، بدا واضحًا غضب إيران من الغارة الجوية الأمريكية المفاجئة، وحوّلت خسارتها إلى عملٍ مُضنٍ بموجة من الهجمات المكثفة. بناءً على تنظيم اللواءين، كان من المفترض أن يضم هذا الإطلاق 36 صاروخًا على الأقل، وأن تتجاوز نسبة اختراقه 50%. وهذه أيضًا إحدى المرات القليلة في الآونة الأخيرة التي تُصيب فيها إسرائيل أكبر عدد من الصواريخ في هجوم واحد، محققةً رقمًا قياسيًا جديدًا. ومع ذلك، فإن خطر نشر هذا العدد الكبير من منصات إطلاق الصواريخ واضحٌ للغاية، إذ أتاح لسلاح الجو الإسرائيلي فرصة تدميرها. بعد تحديد موقع إطلاق الصاروخ، استدعى الجيش الإسرائيلي سلاح الجو المناوب القريب لمراقبة منصة إطلاق الصواريخ الإيرانية ومهاجمتها. ويمكن القول إن خسائر هذا الهجوم الإيراني المضاد لن تكون ضئيلة.
بشكل عام، كان الهجوم الإيراني المضاد الأول متسرعًا بعض الشيء، مما أدى إلى زيادة عدد منصات إطلاق الصواريخ في خطتها لشن هجوم مضاد على إسرائيل. ورغم أنه تسبب في خسائر فادحة نسبيًا لإسرائيل، إلا أنه خلق أيضًا أهدافًا لسلاح الجو الإسرائيلي. إضافةً إلى ذلك، لم تُستعاد شبكة الدفاع الجوي الغربية الإيرانية بعد، لذا كانت هذه الخسارة حتمية. كان الهجوم الإيراني المضاد على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر صباح 23 يونيو/حزيران "رمزيًا"، ولم يُسهم إلا في إبراز إيران كقوة مناهضة للولايات المتحدة والهيمنة في الشرق الأوسط. إلا أن الهجوم المضاد لم يُلحق أي ضرر بالجيش الأمريكي، ناهيك عن تحقيق نتائج قد تؤثر على مسار الحرب. في حين أن إيران قد تختار إغلاق مضيق هرمز، وهو طريق حيوي لشحن النفط، فإن معظم هذه التأثيرات ستكون قصيرة الأجل، وتؤثر على أسواق النفط، وتدفع الأسعار إلى الارتفاع لبضعة أيام، وتسبب التضخم في بعض الأسواق الضعيفة؛ أما التأثير الطويل الأجل على الولايات المتحدة فسيكون محدودا نسبيا.
تجدر الإشارة إلى أنه في الساعة السابعة من صباح يوم 24 يونيو/حزيران (بتوقيت غرينتش)، دخل نظام وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيز التنفيذ. ولم تؤكد إيران أو تنفِ رسميًا مشاركتها في وقف إطلاق النار. حتى الآن، تم تثبيت وقف إطلاق النار، لكن مدى استدامته يبقى سؤالاً مفتوحاً. ماذا عن استعدادات إيران القتالية للمرحلة المقبلة، هل يُمكن أن تُجرّ الشرق الأوسط إلى مزيد من الفوضى؟ (مصدر الصورة: إيرنا، الجزيرة، تاس)
تعليق (0)