أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بوي ثانه سون مؤخرا مقابلة مع صحيفة آسيان تيليغراف (قطر) بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء فام مينه شينه إلى دولة قطر.
هل يمكنكم أن تخبرونا عن أهمية ونتائج زيارة رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه إلى قطر؟
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بوي ثانه سون: اختتم رئيس وزراء فيتنام، فام مينه تشينه، زيارته الرسمية إلى دولة قطر بنجاح. تُعدّ هذه الزيارة محطةً مهمةً في مسيرة العلاقات بين فيتنام وقطر، ولها دلالاتٌ خاصةٌ:
أولا ، هذه هي الزيارة الأولى لرئيس الحكومة الفيتنامية إلى قطر منذ 15 عاما، مما يؤكد الرغبة والتصميم العالي لقادة وشعبي البلدين في نقل العلاقات الفيتنامية القطرية إلى مرحلة جديدة أقوى وأكثر شمولا، مع ثقة أعمق وفرص أكثر انفتاحا، كما شارك أمير قطر، "العلاقات الفيتنامية القطرية لا حدود لها".
ثانيًا ، عززت الزيارة العلاقات بين البلدين. وقد عزز الاتفاق بين فيتنام وقطر على تعزيز العلاقات إلى آفاق جديدة في المستقبل القريب زخمًا للتطوير الشامل للصداقة والتعاون متعدد الأوجه بين البلدين، مما أتاح فرصًا للجانبين لتعزيز التشارك والتنسيق في أطر متعددة الأطراف أوسع نطاقًا، مثل الأمم المتحدة، ومجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وغيرها.
ثالثًا ، تُظهر الزيارة أنه بعقلية جديدة ورؤية استراتيجية بعيدة المدى، يُمكن للبلدين استغلال إمكاناتهما ومزاياهما على أكمل وجه للتعاون والتنمية معًا. بالنسبة لقطر، تُمثل هذه الزيارة فرصةً لتوسيع سوق السلع التصديرية إلى سوق متنامية تضم 101 مليون نسمة، وبالنسبة لفيتنام، تُمثل الزيارة زيادةً في جذب الاستثمارات من قطر. في الوقت نفسه، يُبدي الجانبان عزمهما على توسيع التعاون في المجالات ذات الأولوية، مثل الطاقة النظيفة، والتحول الأخضر، والتحول الرقمي، وغيرها، مما يُحقق فوائد ملموسة وعملية لكلا البلدين في الفترة المقبلة.
حققت زيارة رئيس وزراء فيتنام إلى قطر نجاحًا باهرًا، وحققت العديد من النتائج المهمة والأساسية، مما ساهم في توطيد وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. ويمكن استعراض أهم هذه النتائج فيما يلي:
أولا ، في إطار الزيارة، تمت الموافقة على العديد من الوثائق الهامة، وهي البيان المشترك بين فيتنام وقطر، و6 وثائق تعاون في مجالات الدبلوماسية والعدل والتجارة والاستثمار والنقل والرياضة والتعاون بين الشركات...، مما خلق الأساس لتعزيز التعاون في جميع المجالات بين البلدين.
ثانيًا ، عزّزت الزيارة الثقة السياسية ووطّدت العلاقات الشخصية الطيبة بين كبار قادة البلدين. وسادت اللقاءات والاتصالات بين رئيس الوزراء الفيتنامي والقادة القطريين أجواء من الصدق والثقة والصدق والتفاهم المتبادل، مؤكدةً العزم على تطوير العلاقات الثنائية على نحو عملي وفعال وطويل الأمد.
ثالثا ، حققت الزيارة العديد من النتائج الجوهرية والريادية في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، حيث اتفق الجانبان على بذل الجهود لزيادة حجم التجارة الثنائية في الفترة المقبلة؛ ودراسة إنشاء مجموعة عمل مشتركة للتجارة؛ والنظر في إمكانية بناء مركز لعرض المنتجات الفيتنامية في قطر؛ وتعزيز التعاون في القطاع المالي...
رابعًا ، أحدثت الزيارة زخمًا جديدًا، وفتحت آفاقًا واسعة للتعاون بين فيتنام وقطر في مجالات عديدة، بما في ذلك مجالات جديدة ومحتملة. فإلى جانب هدف تحويل المجالات التقليدية، كالأمن والتعليم والسياحة والتبادل الثقافي، إلى أساس متين لصداقة وتعاون طويل الأمد، حدد البلدان ركائز "التعاون المستقبلي" المتمثلة في الطاقة النظيفة، والتحول الأخضر، والتحول الرقمي، وتطوير صناعة الحلال في فيتنام.
هل يمكنكم أن تخبرونا في أي المجالات يمكن للبلدين تعزيز التعاون؟
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بوي ثانه سون: لدى فيتنام وقطر فرصٌ وإمكاناتٌ واعدةٌ لتعزيز التعاون الثنائي بما يخدم ازدهار شعبي البلدين، ويحقق السلام والاستقرار والتنمية في كل منطقة. ويكمن مفتاح النجاح في تجسيد فكرٍ جديد، ورؤيةٍ استراتيجيةٍ بعيدة المدى، وعزمٍ قويٍّ على تطوير العلاقة بين قادة وشعبي البلدين في المرحلة الجديدة من العلاقات. وأعتقد أن فيتنام وقطر قادرتان الآن على التركيز على تعميق العلاقات الثنائية في المجالات الرئيسية التالية:
أولاً ، قطاع الطاقة والطاقة المتجددة. بفضل مواردها الغنية من النفط والغاز، وإمكاناتها المالية والتكنولوجية، يمكن لقطر التعاون مع فيتنام في تطوير مشاريع الطاقة والطاقة المتجددة، وبناء مركز لتخزين الغاز المسال لتلبية احتياجات السوق الفيتنامية التي يبلغ عدد سكانها 101 مليون نسمة، وتوسيع نطاق الإمدادات للعملاء الإقليميين.
ثانيًا، يتمتع قطاع التجارة والاستثمار بإمكانيات كبيرة للترويج له. بفضل اقتصادها المتسارع النمو، وبيئة استثمارية جاذبة، وسياسات الانفتاح، يمكن لفيتنام أن تكون وجهة جاذبة للمستثمرين القطريين في مجالات التحول الأخضر، والتحول الرقمي، والزراعة عالية التقنية، وغيرها. وقد رسخت فيتنام مكانتها كخامس وثلاثين أكبر اقتصاد في العالم، من بين عشرين دولة من حيث حجم التبادل التجاري. وتُعد فيتنام حلقة وصل مهمة في 17 اتفاقية تجارة حرة تربطها بستين اقتصادًا، بما في ذلك العديد من الاقتصادات الكبرى في المنطقة والعالم، وهي وجهة استثمارية مفضلة لدى الدول الناشئة والنامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ثالثًا ، يُعدّ التعاون في مجال الحلال أيضًا اتجاهًا محتملًا للتعاون. يهدف كلا البلدين إلى جعل صناعة الحلال قطاعًا أساسيًا في اقتصاد كل منهما. أصدرت فيتنام استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي لتطوير صناعة الحلال في فيتنام بحلول عام 2030؛ كما أطلقت قطر برنامجًا لسبل العيش الحلال لجعل قطر مركزًا عالميًا لصناعة الحلال في المستقبل القريب. يحتاج الجانبان إلى تعظيم الاستفادة من المجالات التكميلية، حيث يوجد طلب كبير في فيتنام ونقاط قوة في قطر.
رابعًا ، يُعدّ التعليم والبحث مجالين واعدين أيضًا. ويمكن لفيتنام وقطر تنظيم برامج تبادل الطلاب والمحاضرين، والتعاون في مجال البحث العلمي والتكنولوجي لتحسين مؤهلات الجانبين وتعزيز تنافسيتهما.
خامسًا ، الثقافة والسياحة مجالان يحتاجان إلى استغلال أفضل. يتمتع البلدان بتنوع ثقافي كبير، وكلاهما مهتم بالتنمية الثقافية. يمكن لفيتنام وقطر تنظيم فعاليات تبادل ثقافي وتشجيع السياحة لتعزيز التفاهم والتعاون بين شعبي البلدين.
- كيف تقيمون دور قطر في المنطقة؟
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بوي ثانه سون: نحن نقدر عاليا دور قطر ومكانتها في المنطقة، ليس فقط بمساهماتها الاقتصادية ولكن أيضا بمساهماتها السياسية والدبلوماسية والثقافية.
اقتصادياً، تمتلك قطر موارد غنية بالطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي المسال، مما يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية في المنطقة والعالم.
على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، لعبت قطر دورًا فاعلًا في إيجاد حلول مرضية للقضايا الإقليمية. وبسياستها الخارجية المرنة والبراغماتية، برهنت قطر على دورها كوسيط، تُشجع الحوار، وتُخفف التوترات، وتبذل جهودًا حثيثة لإيجاد حلول للعديد من النزاعات الإقليمية، مُساهمةً في الحفاظ على السلام والاستقرار.
في مجالات الثقافة والرياضة والتعليم، دعمت قطر برامج تعليمية وثقافية في دول أخرى بالمنطقة وحول العالم، مساهمةً في اليونسكو. استضافة قطر لفعاليات رياضية دولية كبرى، مثل كأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023... أو مؤخرًا منتدى الحوار والتعاون الآسيوي تحت شعار "دبلوماسية الرياضة"، يُبرز جهودها في بناء الجسور الثقافية، وتعزيز التبادلات بين الشعوب، والمساهمة في السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
أعتقد أنه مع نجاح زيارة رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، ستواصل علاقات التعاون بين فيتنام وقطر تطورها القوي والشامل. ستعمل فيتنام وقطر معًا لبناء شراكة مستدامة، تعود بفوائد عملية على شعبي البلدين، وتساهم في السلام والتعاون والتنمية في المنطقتين والعالم أجمع.
[إعلان 2]
المصدر: https://baotainguyenmoitruong.vn/dua-quan-he-viet-nam-qatar-buoc-vao-mot-giai-doan-moi-manh-me-hon-toan-dien-hon-tin-cay-sau-sac-hon-382627.html
تعليق (0)