08:39، 26/11/2023
في صباح بارد من شهر نوفمبر، يمتلئ موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بصور طيور العندليب البيضاء النقية، والتي تشير إلى قدوم فصل الشتاء.
الأقحوان زهرة من فصيلة الأقحوان، ذات رائحة نفاذة. في الدول الأوروبية، تُعرف الأقحوان بأسماء جميلة جدًا. في إنجلترا، تُسمى "زهرة الأطفال" (زهرة الأطفال الأليف)؛ وفي فرنسا، تُسمى "مارغريت"، وهي كلمة يونانية تعني اللؤلؤ.
في فيتنام، عند ذكر هذه الزهرة، أصبحت رمزًا لمدينة هانوي مع حلول فصل الشتاء ونهاية الخريف. اسألوا مزارعي الزهور القدامى هنا إن كانوا يعرفون أصل هذه الزهرة الجميلة والرقيقة. ستعلمون أنه في الماضي، عند المشي على جسر لونغ بين القديم، في برد أوائل الشتاء، وأنتم تنظرون إلى ضفاف النهر الأحمر الشاسعة، يمكنكم رؤية اللون الأبيض الشاسع، كلما هبت رياح النهر الأحمر، تتمايل أزهارها بخفة. في ذلك الوقت، لم يكن أحد يُطلق على هذه الزهرة ذات البتلات البيضاء والمدقات الصفراء اسم "الأقحوان"، بل كان الناس يُطلقون عليها اسمًا بسيطًا يُشبه أصلها: زهرة برية!
تلك الزهرة البرية بتلاتها البيضاء الرقيقة النقية، تتخللها بقع صفراء صغيرة جميلة. ولعل اسم "العندليب" مستوحى من بتلاتها الصغيرة الجميلة، تمامًا مثل طيور العندليب الصغيرة التي تأسر القلوب بأصواتها الشجية العذبة؟
ثم إن تلك الزهرة البرية، بجمالها البسيط، النقي، البسيط، والريفي، ليست براقة، بل فخمة، بل أزهار الأقحوان، قد أسرت قلوب الكثيرين. عندما تزهر هذه الزهرة لمدة 3-4 أسابيع فقط مع نهاية الخريف، يأتي الشتاء. في برد أواخر الخريف وبداية الشتاء، وتحت أشعة الشمس الصفراء الجافة، يأسر جمال الأقحوان النقي قلوب الناس أكثر. يحاول الجميع الاحتفاظ بذكريات شبابهم مع هذه الزهرة. فبعد أول ريح باردة من الموسم، سترحل الأقحوان أيضًا. ونظرًا لقصر موسم الإزهار ودلالة هذه الزهرة على الحب الصامت والوفي، فإن محبي الزهور يكنون حبًا خاصًا للأقحوان.
أنا أيضًا أعشق زهور الأقحوان، لذا كلما حل موسم الإزهار، ستجدون على طاولة الخياطة زهورًا نضرة في مزهرية خزفية خضراء. أتذكر موسم الإزهار ذاك، أتذكر خريف هانوي حيث تُحفظ ذكريات شبابي الجميلة. تلك اللحظة التي ثبّت فيها أحدهم زهرة أقحوان بيضاء ناصعة في شعري، ثم مشينا معًا بهدوء على الطريق المشمس والمُزدان بأزهار الأقحوان.
أرسلتَ لي اليوم باقةً من طيور العندليب ملفوفةً بورقٍ بنيّ مكتوبٌ عليها الكلمات المألوفة: "يا طيور العندليب، عودوا وحافظوا على دفء أيديكم!". ها قد حلَّ الشتاءُ بالفعل مع طيور العندليب! فزعتُ، فقد شارف عامٌ آخر على الانتهاء، واضعةً جانبًا كلَّ الهموم والضجيج، ونظرتُ بهدوءٍ إلى طيور العندليب البيضاء الجميلة، وبدا لي أن قلبي قد هدأ، وشعرتُ بالسكينة تسري في داخلي مُرحِّبًا بحبِّ الموسم الجديد.
ثوي آن
مصدر
تعليق (0)