تيار الثقافة المادية على طول نهر كاو

يستمر نهر كاو في التدفق عبر مقاطعات هيب هوا، وفيت ين، وين دونغ (بمقاطعة باك جيانج)، وين فونغ، ومدينة باك نينه، وكي فو (مقاطعة باك نينه)، ثم يصب في نهر لوك داو. في الماضي، كان نهر كاو طريقًا تجاريًا مهمًا، مما جعل باك نينه، وخاصة حوض نهر كاو، ملتقىً للفيتناميين القدماء. على مر التاريخ، وعلى مدى آلاف السنين وحتى الآن، وُجد على طول نهر كاو تيار ثقافي غني وفريد ​​من نوعه، ماديًا ومعنويًا.

تتمتع معظم القرى الواقعة على طول نهر كاو اليوم بتاريخ عريق. ففي حوض نهر كاو بمنطقة ين فونغ، اكتُشفت العديد من الآثار التي تحمل آثارًا لفيتناميين قدماء. وفي موقع نوي جام بقرية فو كام (بلدة دونغ ليت، مقاطعة ين فونغ)، اكتُشفت العديد من القطع الأثرية من ورشة معالجة الأحجار في الموقع. واستنادًا إلى تقنيات المعالجة وأنواع القطع الأثرية، ينتمي موقع نوي جام إلى فترة ثقافة دونغ داو - أي ما قبل ثقافة دونغ سون، وخاصةً اكتشاف الأوزان - وهو دليل على التبادل الاقتصادي وتجارة السلع في منطقة نهر كاو خلال العصر البرونزي. أما الطبقة العليا من موقع نوي جام، فهي عبارة عن قطع فخارية من الفترات التالية، وكثير منها فخار سيلادون من سلالات لي وتران ولي...

تُعدّ آثار القرى الواقعة على ضفاف نهر كاو معالم ثقافية ملموسة، تُجسّد وجود سكانها وتطورهم المستمر. إنها أعمال فنية فريدة، تُجسّد مواهب أجيال متعاقبة على مرّ آلاف السنين من التاريخ الوطني، مُشكّلةً بذلك تيارًا ثقافيًا غنيًا وفريدًا في ريف نهر كاو. يفخر سكان ضفاف نهر كاو بإنجازات أسلافهم، ويبذلون جهودًا حثيثة للحفاظ على قيمة التراث وحمايته وتعزيزها، للمساهمة في بناء ثقافة فيتنامية متطورة مُشبعة بالهوية الوطنية.