عمال شركة كيم لونج موتور هيو المساهمة يتفقدون المواد الخام. |
فجوة الموارد البشرية
سجلت هوي أرقامًا إيجابية في جميع المجالات، حيث ارتفع مؤشر الإنتاج وقيمة الإنتاج الصناعي عامًا بعد عام. وقد حققت بعض الصناعات نجاحًا ملحوظًا، لا سيما صناعة السيارات، وهو قطاع يُعتبر قائمًا فقط في المراكز الصناعية الكبرى مثل مدينة هو تشي منه أو هاي فونغ. كما شهدت صناعات النسيج والألياف والأغذية المصنعة نموًا مطردًا، مما ساهم في تقريب صناعة هوي من سلسلة إنتاج أكثر حداثة. ومع ذلك، تكمن وراء هذه الأرقام المذهلة مخاوف بشأن الموارد البشرية، وخاصةً الكوادر الفنية الماهرة، والقدرة على استخدام التقنيات الحديثة.
وفقًا لمسحٍ أُجري على المناطق الصناعية في المنطقة، أفاد ما يصل إلى 42% من الشركات بأنها تواجه صعوبةً في توظيف عمال فنيين لتلبية متطلبات العمل. تنشأ هذه الصعوبات نتيجةً لنقص العمالة الماهرة، بدءًا من تشغيل الأنظمة الآلية، وإتقان التكنولوجيا الرقمية ، ووصولًا إلى القدرة على استخدام اللغات الأجنبية في بيئة عمل متعددة الجنسيات. ترغب الشركات في التوسع، لكنها قلقةٌ من عدم قدرتها على إيجاد الموارد البشرية المناسبة. وهذا يُمثل تناقضًا عند النظر إلى دور التدريب، الذي يُعتبر نقطة قوةٍ في هوي.
معدات التشغيل في مصنع تجميع السيارات كيم لونج موتور هيو |
قال نائب المدير العام لشركة هوي للنسيج والملابس الجاهزة المساهمة، السيد نجوين تين هاو: "تتألف القوى العاملة المحلية حاليًا في الغالب من عمال غير ماهرين أو ذوي مهارات منخفضة. وفي الوقت نفسه، ليس من السهل توظيف كوادر بشرية عالية المهارة وقادرة على تشغيل الآلات والمعدات الحديثة لتلبية متطلبات الإنتاج في العصر الرقمي. وأضاف السيد هاو: "ليس من الصعب توظيف عمال الملابس المحليين، ولكن إيجاد كادر فني متمكن من التكنولوجيا الحديثة أمر مختلف تمامًا".
تُعد هيو مركزًا تعليميًا وتدريبيًا رئيسيًا في المرتفعات الوسطى، حيث تضم جامعة هيو والعديد من الكليات والمدارس الثانوية التقنية. تُخرّج هذه المدارس سنويًا آلافًا من طلاب البكالوريوس والمهندسين في مجالات الميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات والأتمتة وتكنولوجيا المعلومات... ووفقًا لتقييم مسؤولي وزارة العلوم والتكنولوجيا، لا يزال معظم الخريجين يعتمدون على الجانب النظري، ويفتقرون إلى المهارات العملية، ولم يسبق لهم الانخراط في بيئة إنتاج حقيقية. وهذا يؤدي إلى فجوة كبيرة بين المتعلمين واحتياجات سوق العمل الحديث.
هناك تحدٍّ آخر، ربما يكون أكبر، وهو "هجرة الأدمغة". فقد غادر عدد كبير من الطلاب المتفوقين والمهندسين ذوي المهارات العالية مدينة هوي بعد تخرجهم بحثًا عن فرص عمل في المدن الكبرى أو في الخارج. ومن الأسباب الرئيسية لذلك انخفاض الرواتب، وغياب بيئة عمل ديناميكية، وقلة شركات التكنولوجيا الكبرى في هوي. ورغم أن المدينة أصدرت عددًا من السياسات التفضيلية لجذب الكفاءات والخبراء في مجال التكنولوجيا، إلا أنها لم تُجدِ نفعًا.
إنشاء النظام البيئي المناسب
في كل استراتيجية تنمية، تُعدّ الموارد البشرية أساسًا. ولضمان دورة نمو مستدامة، لا بدّ من البدء بكوادر بشرية، وأيدي فنية فعّالة، وعقول مُبتكرة باستمرار، وبيئة عمل جاذبة تُبقيهم على قيد الحياة.
اتخذت حكومة مدينة هوي خطواتٍ لتعزيز الروابط بين المدارس والشركات وسياسات الإدارة. ومن بين التوجهات المُروَّجة نموذج التدريب القائم على الأوامر، مع التركيز على الاحتياجات العملية كمحورٍ للمنهج الدراسي. كما تُشجَّع برامج التدريب المزدوج: فلا يقتصر الطلاب على الدراسة في المدرسة فحسب، بل يتدربون أيضًا مباشرةً في المصانع وورش الإنتاج بدءًا من السنة الثانية أو الثالثة.
تضع المدينة أيضًا طموحاتٍ كبيرة، أبرزها خطة تنفيذ "استراتيجية تطوير صناعة أشباه الموصلات حتى عام 2030 ورؤية 2050". هذا المجال لا يتطلب رأس مالٍ ضخمًا فحسب، بل يتطلب أيضًا أعلى مستويات التكنولوجيا والموارد البشرية الفنية. تقع على عاتق جامعة هوي مسؤولية تنفيذ هذه الخطة، مع التركيز على بناء مختبرات الرقائق الدقيقة، وتطوير مراكز الممارسة التقنية، وإقامة علاقات تعاون مع شركات التكنولوجيا المحلية والأجنبية.
وفقًا لمجلس إدارة المناطق الاقتصادية والصناعية في المدينة، تُستثمر بكثافة في البنية التحتية في هذه المنطقة، ويجري العمل تدريجيًا على ترسيخ سياسات تفضيلية. وتتمثل المسألة الجوهرية المتبقية في كيفية بناء رابط متين بين "الروابط" الثلاثة: المدارس - الشركات - السياسات. ولا يمكن تطوير منظومة موارد بشرية عالية التقنية إلا إذا تكاملت هذه المكونات الثلاثة ونسقت فيما بينها بشكل وثيق.
أكد نائب رئيس اللجنة الشعبية لمدينة هوي، السيد فان كوي فونغ، قائلاً: "لا نهدف فقط إلى بناء مصنع حديث، بل إلى بناء كوادر بشرية عصرية. تعمل مدينة هوي على تهيئة بيئة عمل احترافية وجذابة للاحتفاظ بالكفاءات وجذب الشركات للاستثمار طويل الأمد".
من منظور سياسي، يُمكن أن يُمثل جذب شركات التكنولوجيا الكبرى للاستثمار في هوي رافعةً مهمة. فعندما تُنشئ الشركات الكبرى مصانع ومراكز أبحاث محليًا، فإنها ستوفر بيئةً داعمةً، وسلاسل تدريب متخصصة، وفرصًا وظيفية واعدة. وهذا سيُحفز الشباب على البقاء وتطوير مساراتهم المهنية والمساهمة في وطنهم. وفي الوقت نفسه، يجب وضع آلية واضحة لتنفيذ برامج تدريبية عالية الجودة، وتشجيع الجامعات على تعزيز استقلاليتها في التعاون مع الشركات.
المصدر: https://huengaynay.vn/kinh-te/dinh-hinh-nguon-nhan-luc-ky-thuat-cao-155574.html
تعليق (0)