أمام بوابة الوكالة، توقفت مجموعات من الشباب والعائلات والسياح لالتقاط الصور، موثقين تلك اللحظة المقدسة التي امتلأت فيها هانوي بروح الاحتفال بالذكرى الثمانين لليوم الوطني. ابتسامات بريئة، وعيون مشرقة، كلها مفعمة بحب الوطن، بسيطة لكنها عميقة.
في تلك الأجواء البطولية، تعاقبت سلسلة من الفعاليات السياسية والثقافية على الصعيد الوطني: من برامج فنية احتفالاً باليوم الوطني، وتدريبات على العروض العسكرية، إلى حفلات موسيقية مُخصصة للوطن. يُذكر أن هذه الأنشطة، التي كانت تُعتبر مملةً ومخصصة لكبار السن فقط، أصبحت الآن محط أنظار شريحة واسعة من الجمهور، وخاصةً الشباب.
إن صورة الآلاف من الناس الذين يصطفون في وقت مبكر للحصول على التذاكر، وينتظرون بصبر بغض النظر عن الشمس الحارقة أو الأمطار الغزيرة، لا تظهر فقط حماسهم لحدث ثقافي وفني، بل تظهر أيضًا الرغبة في الانغماس في أجواء التاريخ المقدسة، وحضور المهرجان العظيم للأمة بشكل مباشر.
على مسرح التدريب، تصبب الفنانون عرقًا تحت شمس أغسطس الحارقة، لكنهم حافظوا على مثابرتهم واجتهادهم. كانت كل حركة وكل لحن تُجسّد احترامًا للتاريخ وامتنانًا لتضحيات آبائهم وإخوتهم. وفي الساحة، سار كل صف من الجنود في انسجام تام على وقع الطبول الصاخبة وموسيقى المسيرات العسكرية الرنانة، مُخلّفين جوًا مهيبًا مفعمًا بالفخر.
كل تفصيل في التدريبات يرسل رسالة قوية: حب الوطن ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو تبلور المسؤولية والتفاني والجهود الصامتة لبناء وحماية البلاد.
أكثر ما يُسعدنا هو الحضور المتزايد للشباب. فهم لا يأتون للاستمتاع بالفن فحسب، بل يجدون فيه أيضًا فخرًا وطنيًا، وامتنانًا للأجيال السابقة، وشعورًا بالمسؤولية تجاه الحفاظ على القيم التاريخية. إن العيون المفعمة بالعاطفة عند رؤية العلم الوطني يرفرف، والهتافات الصاخبة عند عزف لحن تيان كوان كا ، تُظهر أن الجيل الجديد قد ازداد نضجًا في حب الوطن والوعي المجتمعي.
على شبكات التواصل الاجتماعي، يتم مشاركة كل صورة وفيديو من الشباب باستمرار، مما يصبح تيارًا من الاعتقاد المتزايد، مؤكدًا أن الوطنية لم تتضاءل أبدًا في جيل الشباب، بل يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة، مناسبة لوتيرة الحياة اليوم.
ليس من المبالغة القول إن الفعاليات السياسية والثقافية التي تحتفل بالذكرى الثمانين لثورة أغسطس واليوم الوطني (2 سبتمبر) أصبحت "ملتقىً عاطفيًا" للأمة بأسرها. فهي تربط الماضي بالحاضر، والفرد بالمجتمع، والفخر بالعمل المسؤول. كل من يحضر هذه الفعاليات يحمل في قلبه حبًا للوطن، وعندما يغادر، يتضاعف هذا الحب، ويتحول إلى مصدر إلهام لحياة أفضل وعطاء أكبر.
هذه هي قوة الثقافة في الحياة السياسية والاجتماعية: إثارة المشاعر للدفع نحو الفعل، وتنمية الحب لبناء الثقة. عندما يمتزج الفن بالتاريخ، وعندما تمتزج المشاعر بالمسؤولية، لا يصبح كل حدث سياسي مجرد نشاط تذكاري، بل يصبح بصمةً راسخةً في الحياة الروحية للمجتمع.
عندما تُحافظ على هذه "النقاط الالتقاءية العاطفية" وتُنشر، فإنها ستساهم في تنشئة جيل جديد من المواطنين الفيتناميين: وطنيين، فخورين، مسؤولين، وطموحين لبناء وطن مزدهر وقوي. ومن هنا، لن يكون كل موسم لليوم الوطني مناسبة للاحتفال فحسب، بل سيكون أيضًا رحلةً لمواصلة الإيمان، وتعزيز الروح، حتى تتمكن الأمة بأكملها من الانطلاق بثبات نحو عصر التنمية الجديد.
الأستاذ المشارك، الدكتور بوي هواي سون
عضو متفرغ في لجنة الثقافة والشؤون الاجتماعية بمجلس الأمة
المصدر: https://www.sggp.org.vn/diem-hen-cam-xuc-post809869.html
تعليق (0)