رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان .
بمناسبة زيارة رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان إلى المغرب في الفترة من 24 إلى 27 يوليو بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي، أجرى مراسل وكالة الأنباء الفيتنامية في أفريقيا مقابلة مع السفير الفيتنامي لدى المغرب لي كيم كوي.
المراسل: ما هو مضمون وأهمية زيارة رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان إلى المغرب هذه المرة بالنسبة للعلاقات بين البلدين؟
السفير لي كيم كوي : بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي، رشيد الطالبي العلمي، سيزور رئيس الجمعية الوطنية، تران ثانه مان، المغرب رسميًا في الفترة من 24 إلى 27 يوليو. تحمل هذه الزيارة دلالات مهمة لكل من فيتنام والمغرب، تتجلى في النقاط الرئيسية التالية:
تشكل زيارة رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان معلما جديدا في تعزيز العلاقات الثنائية، وهي أول زيارة لزعيم فيتنامي رئيسي إلى المغرب منذ عام 2019 وتأتي في سياق تطلع البلدين إلى الذكرى الخامسة والستين للعلاقات الدبلوماسية في عام 2026.
وتعد الزيارة خطوة لتنفيذ السياسة الخارجية للمؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب الشيوعي الصيني القائمة على الاستقلال والاعتماد على الذات من أجل السلام والصداقة والتعاون والتنمية والتعددية والتنويع والتكامل الدولي الشامل والعميق.
وتظهر الزيارة العزم على تعزيز وتوسيع الصداقة والتعاون بين فيتنام والمغرب، وخاصة بين الهيئات التشريعية في البلدين، مما يخلق قوة دافعة قوية لتنمية التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة والتعليم والتدريب، بما يخدم المصالح العملية لشعبي البلدين.
وعلى المستوى الإقليمي، تعد زيارة رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان إلى المغرب والسنغال أيضًا أول زيارة يقوم بها رئيس الجمعية الوطنية الفيتنامية إلى إفريقيا منذ عام 2019، مما يدل على احترام فيتنام ومودتها وولائها للدول الصديقة في القارة.
في سياق دخول فيتنام إلى عصر جديد، عصر النمو الوطني، فإن تعزيز وتعميق العلاقات مع الأصدقاء الدوليين، بما في ذلك أفريقيا، يلعب دورا هاما.
ومن جانب المغرب، عززت الزيارة أيضا آفاق تعزيز التعاون مع الدول الآسيوية، وخاصة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) من خلال الدور النشط الذي تلعبه فيتنام.
وفيما يتعلق بمحتوى الزيارة، سيجري رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان محادثات واجتماعات مهمة مع رئيس الوزراء المغربي ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ؛ وتبادل السياسات مع رجال الأعمال والالتقاء بالجالية الفيتنامية في المغرب.
وخلال الزيارة، سيستعرض الجانبان التعاون الثنائي في كافة المجالات، وخاصة التعاون البرلماني، وتحديد اتجاهات العلاقات بين البلدين بشكل عام والهيئتين التشريعيتين بشكل خاص في الفترة المقبلة، مع التركيز على تعزيز العلاقات السياسية والبرلمانية، وخلق زخم جديد للتعاون في كافة المجالات، وخاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وتفتح الزيارة أيضًا فرصًا للاتصال وتبادل المعلومات والخبرة في بناء وتنفيذ سياسات التنمية في المجالات التي تشكل نقاط قوة للمغرب والتي تهتم بها فيتنام بشكل كبير، مثل التمويل والمصارف، والسكك الحديدية عالية السرعة، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، وما إلى ذلك.
خلال الزيارة، سيلتقي رئيس الجمعية الوطنية أيضًا بالجالية الفيتنامية في المغرب، مما يدل على الاهتمام العميق من قبل قادة الحزب والدولة فضلاً عن التشجيع الكبير للجالية الفيتنامية هنا.
استقبل رئيس الجمعية الوطنية، تران ثانه مان، رئيس مجلس النواب المغربي، رشيد الطالبي العلمي، بعد ظهر يوم 21 يناير/كانون الثاني 2025، في مدينة كان ثو. (تصوير: دوان تان/وكالة الأنباء الفيتنامية)
ومن هنا فإن زيارة رئيس الجمعية الوطنية إلى المغرب تكتسب أهمية بالغة، وتؤكد الثقة السياسية والرغبة الصادقة في التعاون والتنمية مع المغرب.
ولا تعد الزيارة فرصة لكلا الجانبين لمراجعة الرحلة الماضية فحسب، بل من المتوقع أيضًا أن تخلق نقطة تحول جديدة للتعاون المتعدد الأوجه بين فيتنام والمغرب.
وأكدت الزيارة على وجه الخصوص الدور المهم للدبلوماسية البرلمانية، التي تخدم عملياً مصالح شعبي البلدين، وتساهم بشكل فعال في تعزيز العلاقات التعاونية بين فيتنام والمغرب، وكذلك السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم.
وتؤكد الزيارة أيضًا على قوة ودور التعاون بين بلدان الجنوب، وتؤكد التضامن والصداقة بين البلدان النامية، وتساهم بشكل فعال في عملية التنمية في كل بلد.
المراسل: أقامت فيتنام والمغرب العلاقات الدبلوماسية في 27 مارس 1961. كيف يقيم السفير العلاقة بين البلدين بعد أكثر من 60 عامًا، وخاصة في العلاقات البرلمانية؟
السفير لي كيم كوي : بعد مرور ما يقرب من 65 عامًا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية (27 مارس 1961)، تم نسج الصداقة الفيتنامية المغربية من صفحات تاريخية مشتركة تحمل علامة النضال من أجل الاستقلال الوطني والحرية وتم تعزيزها وتوسيعها باستمرار في العقود الأخيرة، لصالح شعبي البلدين، وخاصة من خلال الدبلوماسية البرلمانية.
تشكل الدبلوماسية البرلمانية حقا نقطة بارزة في العلاقات بين فيتنام والمغرب، وترتبط بالعديد من المعالم المهمة للغاية في التعاون الثنائي.
وتعتبر الزيارات المتبادلة بين قادة الهيئات التشريعية في البلدين الأكثر حيوية وتنوعا بين تبادل الوفود على كافة المستويات بين فيتنام والمغرب.
قام رئيس مجلس النواب المغربي بثلاث زيارات على الأقل إلى فيتنام، في أعوام ٢٠١٥ و٢٠١٧ و٢٠٢٥ على التوالي. ومن الجانب الفيتنامي، تُعد زيارة رئيس الجمعية الوطنية، تران ثانه مان، الزيارة الثالثة لرئيس الجمعية الوطنية الفيتنامية إلى المغرب منذ عام ٢٠٠٥.
كما تم افتتاح السفارة الفيتنامية في المغرب قبل عشرين عامًا بالضبط، خلال زيارة رئيس الجمعية الوطنية نجوين فان آن إلى المغرب في عام 2005.
ويعد المغرب أول دولة إفريقية توقع معها فيتنام اتفاقية تعاون برلماني، مما يخلق إطارا قانونيا مهما للتعاون الثنائي، ويبرز أهمية دور السلطة التشريعية في تعميق العلاقة التعاونية بين البلدين.
في عام ٢٠٢٠، وخلال الجمعية العامة الحادية والأربعين للاتحاد البرلماني الدولي برئاسة فيتنام، أصبح مجلس النواب المغربي أول برلمان أفريقي يُمنح صفة مراقب في الاتحاد. وهذا يُظهر ثقة فيتنام وتقديرها لدور المغرب في المنطقة.
كما أنشأ برلمانا البلدين مجموعة الصداقة البرلمانية، التي تلعب دورا فعالا في تعزيز الصداقة والتعاون البرلماني بين فيتنام والمغرب في المجالات المحتملة.
المراسل: بحسب السفير، ما الذي ينبغي للبلدين فعله لتعزيز التعاون الثنائي بشكل أكبر، وخاصة في إطار التعاون البرلماني؟
سفير فيتنام بالمغرب لي كيم كوي (الصورة: هونغ مينه/VNA)
السفير لي كيم كوي : الزيارة المقبلة لرئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان ستكون معلما جديدا مهما في التعاون البرلماني بين البلدين.
ولا تساهم الزيارة في تعميق الدبلوماسية البرلمانية فحسب، بل تساهم أيضًا في تعزيز التعاون الجوهري في العديد من المجالات الأخرى، وخاصة الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمالية وغيرها.
ولمواصلة تعزيز الدبلوماسية البرلمانية، يتعين على البلدين زيادة التبادلات والاتصالات بين الهيئات التشريعية؛ وتنفيذ اتفاقية التعاون البرلماني بشكل فعال؛ وتعزيز دور مجموعات الصداقة البرلمانية؛ والتنسيق والدعم الفعال لبعضهما البعض في المنتديات البرلمانية المتعددة الأطراف.
ويجب على الهيئات التشريعية في البلدين أيضًا تشجيع تبادل الخبرات في العمل التشريعي، وبناء السياسات القانونية لتسهيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكل بلد، فضلاً عن المساهمة في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
المراسل: من المعروف أن السفير لي كيم كوي تولى منصب السفير الفيتنامي لدى المملكة المغربية، ويخدم في الوقت نفسه جمهورية كوت ديفوار وجمهورية بنين وجمهورية غينيا وبوركينا فاسو وجمهورية الجابون وجمهورية غينيا بيساو منذ بداية عام 2024. هل يمكنك مشاركة بعض الأفكار حول المغرب بعد أكثر من عام كسفير هنا؟
السفير لي كيم كوي : وصلت إلى المغرب لتولي مهمتي في مارس 2024. وخلال رحلتي على مدار العام الماضي، تركت لي دولة المغرب الجميلة انطباعات عميقة للغاية.
ورغم البعد الجغرافي بينهما، فإن فيتنام والمغرب لديهما العديد من أوجه التشابه، بما في ذلك المواقع الجيوسياسية المهمة، والثقافات العريقة، وكلاهما اقتصاد ناشئ ديناميكي، ومندمج بعمق في المجتمع الدولي، مع تطلعات قوية وتصميم على النهوض.
كما هو الحال في فيتنام، يتمسك الشعب المغربي بالقيم الثقافية والتاريخية التقليدية، ويمزجها بانسجام مع القيم المعاصرة، ليشكل بذلك هويته وطابعه الخاص. كما يُعدّ المطبخ المغربي سمةً فريدةً وفخرًا للشعب المغربي.
أصبح الكسكس والطاجين المغربيان الشهيران تدريجيًا من أطباقي المفضلة على قائمة الطعام. يشتهر المغرب بتراثه الثقافي المتنوع والفريد، وهندسته المعمارية، ومناظره الطبيعية الخلابة، مما جعله وجهة سياحية رائدة في أفريقيا في السنوات الأخيرة.
بصفتي سفيرة، أهتم أيضًا بدور المرأة في المجتمع المغربي. أُعجبُ جدًا بالإنجازات التي تحققت في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة هنا. تلعب المرأة دورًا متزايد الأهمية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المغرب، حيث تبلغ نسبة النساء في مجلس النواب 24.3%، وفي القيادات النسائية بوزارة الخارجية المغربية 40%.
وأخيرًا، أود أن أعرب عن خالص شكري لجلالة الملك وحكومة وشعب المغرب على تعاطفهم الخاص مع فيتنام. ونتعهد بمواصلة جهودنا لتطوير العلاقات الثنائية.
المراسل: شكرا جزيلا لك يا سعادة السفير!
نهاندان.فن
المصدر: https://nhandan.vn/dau-moc-quan-trong-moi-trong-hop-tac-nghi-vien-giua-viet-nam-va-morocco-post895984.html
تعليق (0)