طائرة مقاتلة أميركية من طراز إف-16 (صورة: جيتي).
على مدار الأيام العشرة الماضية، تعرضت قواعد عسكرية أمريكية في شرق سوريا وغرب العراق لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة. وحتى الآن، تعرضت القوات الأمريكية هناك لما لا يقل عن 22 هجومًا.
وأسفرت الهجمات عن إصابة أكثر من 20 جنديا أميركيا بجروح طفيفة ومقتل متعاقد مدني واحد.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، تعهد الرئيس جو بايدن بالرد إذا استمرت هذه الهجمات. ومع ذلك، لا يبدو أن الهجمات ستتوقف.
قررت واشنطن الرد بغارات جوية. دمرت مقاتلات إف-16 أمريكية مستودعًا ومخبأً يحتويان على أسلحة يُعتقد أنها تابعة لقوات مدعومة من إيران في سوريا. ولم ترد حتى الآن أي تقارير عن سقوط ضحايا نتيجة رد واشنطن.
(الخريطة: بي بي سي)
هل تقف إيران وراء الهجمات على الجيش الأميركي؟
ويعتقد المراقبون العسكريون أن الهجمات على الجيش الأميركي ربما نفذتها المقاومة الإسلامية العراقية، وهي قوة ناشئة في الشرق الأوسط، أنشئت لمساعدة الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا والعراق على توحيد قوتها والتحول إلى منظمة عسكرية كبيرة.
ولكن الحجة المذكورة أعلاه قد لا تكون صحيحة تماما، وهناك آراء أيضا تقول إن هذه القوة أنشئت لإخفاء الدور المهم حقا الذي يلعبه الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
حتى الآن، لا يوجد دليل مباشر، أو على الأقل لا يوجد دليل متاح للعامة، يربط إيران بالهجمات الأخيرة. مع ذلك، فإن الجماعات المتطرفة التي تُشكل المقاومة الإسلامية العراقية جميعها أسستها أو موّلتها أو دعمتها طهران.
هذا لا يُثبت أن الجماعة المسلحة تتبع دائمًا أوامر إيران، بل يُظهر فقط الصلة الوثيقة بين الجانبين. ولذلك، تُعتبر جزءًا من "محور المقاومة" الذي أنشأته طهران.
تنتشر هذه الجماعات في أنحاء الشرق الأوسط، من اليمن إلى البحر الأبيض المتوسط. وتشمل شبكتها حزب الله النخبوي في لبنان، والحوثيين في اليمن، ومؤخرًا حركة حماس في قطاع غزة.
الحسابات الأميركية بعد الضربات الجوية الانتقامية
حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس جيرالد آر فورد في شرق البحر الأبيض المتوسط (صورة: جيتي).
نقلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ونشرت معدات عسكرية إضافية، لا سيما أنظمة الدفاع الصاروخي، في المناطق المحيطة. ووفقًا للبيت الأبيض، تهدف هذه الإجراءات إلى ردع التدخل العسكري في الشرق الأوسط والحد منه، مما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة وتصعيد التوترات الإقليمية.
علاوةً على ذلك، تهدف هذه الخطوة أيضًا إلى تعزيز حماية حوالي 900 جندي أمريكي في سوريا و2500 جندي في العراق. وتتمثل المهمة الرئيسية لوجود هذه القوات في الشرق الأوسط في دعم الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
بعد الهجوم الأمريكي، صرّح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: "لا يمكننا قبول الهجمات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات فورًا. تريد إيران ممارسة لعبة "رمي الحجارة وإخفاء الأيدي"، وتواصل إنكار مسؤوليتها عن هذه الهجمات، لكن واشنطن لن تتجاهلها".
وحذر وزير الدفاع الأميركي من أنه "إذا استمرت الهجمات التي تشنها قوات إيران بالوكالة ضد أفراد الجيش الأميركي، فلن نتردد في اتخاذ التدابير الإضافية اللازمة لحماية شعبنا".
إن تأكيد الردع الأميركي وقدرات سلاحها الجوي سوف تجعل طهران تفكر مرتين قبل أن تقرر ما إذا كانت ستسمح لحزب الله بشن هجوم كبير على إسرائيل.
هل سيتصاعد الصراع؟
هذه هي أقرب خطوة تخطتها الولايات المتحدة نحو العمل العسكري المباشر منذ اشتعال التوترات في الشرق الأوسط في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ومع الفوضى الحالية في قطاع غزة والرد الإسرائيلي المخطط له، يقول المحللون إن المنطقة قد تصبح قريبا مجرد بارود.
ومع ذلك، فإن الرد الأميركي على الهجمات الأخيرة كان أكثر دقة، حيث تشير التقارير إلى أن البيت الأبيض يحاول الردع بدلاً من الهجوم.
أعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها بشكل واضح وأكدت أن "الهجمات كانت تهدف فقط إلى الدفاع عن الجنود الأميركيين في العراق وسوريا".
يمكننا أن نرى أن هذا البيان يرسل رسالة مفادها "تراجعوا خطوة إلى الوراء، وسوف نستسلم أيضًا".
وقال وزير الدفاع الأمريكي "نواصل الدعوة لجميع الأطراف لتجنب الإجراءات التي من شأنها تصعيد الصراع والتحول إلى صراع إقليمي".
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)