في الآونة الأخيرة، انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي هاجس "العودة إلى الماضي مع خرائط جوجل"، حيث شارك عدد من المستخدمين صورًا لمنازل وشوارع قديمة، بل وحتى لحظات من لقاء أقارب متوفين، بفضل ميزة "جوجل ستريت فيو". جذبت هذه الفيديوهات والمنشورات عشرات الآلاف من التفاعلات، ما أحدث تأثيرًا فيروسيًا قويًا بفضل مشاعر الحنين إلى الماضي وارتباطها بالذاكرة.

ومع ذلك، يُحذّر الخبراء من أن وراء هذه اللحظات العاطفية سلسلة من المخاطر المتعلقة بأمن المعلومات الشخصية. فصور المنازل الخاصة، ولوحات السيارات، والعناوين، وحتى صور الأقارب والحيوانات الأليفة، المنتشرة على نطاق واسع، قد تُقدّم بيانات حساسة للمجرمين دون قصد.
يحذر خبراء الأمن من أن مجرمي الإنترنت يمكنهم استخدام Google Street View للتجسس على المداخل أو كاميرات المراقبة أو الأصول المرئية أو نقاط الضعف في نظام أمان المنزل.
بالإضافة إلى خطر السرقة، قد يكشف نشر الصور القديمة أيضًا عن تاريخ سفر أو علاقات شخصية أو معلومات خاصة لا يرغب صاحب المنزل في كشفها. على وجه الخصوص، تُسجل الصور القديمة على جوجل ستريت فيو أحيانًا فترة لم تكن فيها أنظمة الأمان مثبتة، مما يكشف نقاط ضعف محتملة للصوص.
وفقًا للسيد فو نغوك سون، رئيس قسم التكنولوجيا في الجمعية الوطنية للأمن السيبراني، ستقوم جوجل، مبدئيًا، بتمويه الصور التي تحتوي على معلومات تعريفية واضحة لحماية الخصوصية، وهو شرط إلزامي أيضًا لتجنب تورط جوجل في قضايا قانونية في الدول التي تقدم فيها خدمات عرض الشوارع بزاوية 360 درجة. وقد جمعت جوجل هذه الصور لسنوات عديدة، باستخدام مركبات مزودة بكاميرات متخصصة، تجمعها بنفسها أو عن طريق شركائها.
تم جمع هذه الصور بالكامل بواسطة جوجل أو شركائها، لذا من المستحيل الحصول على موافقة جميع المشاركين فيها بشكل مباشر دون قصد. لذلك، ستظهر صور حساسة وخاصة في الإطارات، مع أن الخوارزميات حاولت إخفاء الوجوه أو لوحات الترخيص، إلا أنه من خلال الأشكال والمسافات الظاهرة، يمكن التعرف على معارفهم. ناهيك عن الحالات التي لا تستطيع فيها الخوارزمية التعرف بشكل كامل على الوجوه التي يجب تغطيتها، فقد تكون هناك وجوه غير مغطاة، كما أوضح السيد فو نغوك سون.
بالإضافة إلى ذلك، إذا نشر المستخدمون صورًا (بوجوه ولوحات أرقام مشوشة) للتفاخر، فستنشأ مشكلة أخرى تتعلق بتسريب المعلومات. سيُنشئ "المالك" الذي يُعلن عن الصور، دون قصد، رابطًا بين المعلومات المجهولة (المشوشة) والمعلومات المُعرّفة بأنه صاحب الحساب الذي يُظهر هذه المعلومات. ومن ثم، يُمكن للمستخدمين البحث عن معلومات تتعلق بصاحب الحساب، وخصائص مكان سكنهم أو عملهم. يُمكن استخدام هذه المعلومات في عمليات انتحال الشخصية، والابتزاز، وحتى الاحتيال.
يجب على المستخدمين توخي أقصى درجات الحذر مع التوجهات الجديدة، وخاصةً تلك المتعلقة بالإنترنت. ستُسجَّل المعلومات التي تنشرونها وتُحلَّل وتُجمَع دائمًا بواسطة محركات البحث. يجب أن تكونوا استباقيين في منع تسريب هذه المعلومات. فالمعلومات الشخصية ثروة قيّمة، وإذا وقعت في أيدي الآخرين، فستُسبِّب عواقب لا يمكن التنبؤ بها، كما حذَّر خبير في الأمن السيبراني.
ويوصي خبير الأمن السيبراني فو نغوك سون بأنه في حال اكتشاف صور تحتوي على معلوماتك الخاصة، فيمكنك استخدام أداة الإبلاغ عن الحوادث من جوجل، وتحديد المنطقة التي تحتاج إلى تمويهها وشرح السبب، وإرسال طلب إلى جوجل لإخفاء هذه الصور.
في متجر تطبيقات iOS في أوائل شهر يوليو، كان تطبيق Google Maps دائمًا ضمن التطبيقات الثلاثة الأولى التي تم تنزيلها، وفي مرحلة ما وصل إلى المركز الأول في فيتنام، بينما على نظام Android، تم تثبيت التطبيق بشكل افتراضي.

مستغلين هذا التوجه، أطلق بعض مطوري التطبيقات أيضًا تطبيقات (تطبيقات) مزيفة، تحمل أسماء وتصميمات مشابهة لخرائط Google لخداع المستخدمين مثل Street View Earth Map 2024 وLive GPS Maps وOld Street Maps... واستخدموا شعارات بألوان زرقاء وحمراء وصفراء مألوفة، مما جعل الكثير من الناس يعتقدون خطأً أن هذا منتج رسمي من Google.
غالبًا ما تُعلن هذه التطبيقات في أوصافها عن قدرتها على عرض الصور القديمة، أو دعم إرجاع الزمن، أو حتى "إحياء الذكريات" لجذب المستخدمين المتحمسين للعثور على الصور القديمة. في الواقع، معظمها مجرد إعلانات متواصلة تُهدر وقت المستخدمين.
تتطلب بعض التطبيقات أيضًا من المستخدمين منح أذونات وصول حساسة مثل جهات الاتصال والذاكرة والموقع الدقيق... لجمع البيانات بشكل غير قانوني.
قد يُسبب تنزيل التطبيقات المزيفة عن طريق الخطأ مشاكل كثيرة للمستخدمين. في أفضل الأحوال، سيضطرون إلى تحمّل سلسلة من الإعلانات المنبثقة المزعجة، مما يُبطئ هواتفهم ويُستنزف بطارياتهم بسرعة. وفي أسوأ الأحوال، إذا كان التطبيق مُدمجًا ببرامج ضارة أو تم توزيعه من متاجر تطبيقات غير رسمية، فإنهم يُخاطرون بفقدان معلوماتهم الشخصية، مثل الموقع الجغرافي وجهات الاتصال وحسابات التواصل الاجتماعي وحتى البيانات المالية.
علاوة على ذلك، غالبًا ما تتطلب هذه التطبيقات صلاحيات مسؤول الجهاز لمنع إزالتها، مما يُصعّب الأمر على المستخدمين غير المُلِمّين بالتكنولوجيا. وقد تؤدي هذه العواقب إلى التحكّم في الجهاز عن بُعد، وفقدان السيطرة عليه، والاضطرار إلى تشغيل برامج أمان مُتخصصة للتعامل معه، وفقًا لتوي تري.
يُوصي الخبراء المستخدمين بتنزيل خرائط جوجل الرسمية الصادرة عن شركة جوجل المحدودة فقط، والموثوقة على متجر جوجل بلاي أو متجر تطبيقات آبل. قبل التثبيت، يُرجى التحقق بعناية من معلومات المطور، وعدد التنزيلات، والمراجعات، وتعليقات المستخدمين الحقيقيين.
في حالة تثبيته عن طريق الخطأ، يجب عليك إلغاء تثبيته بسرعة وفحصه بحثًا عن الفيروسات لضمان سلامة جهازك وبياناتك الشخصية.
المصدر: https://baolaocai.vn/coi-chung-vach-nha-cho-trom-xem-voi-nhung-tam-anh-tu-google-maps-post648227.html
تعليق (0)