عشية الزيارة الرسمية التي يقوم بها وفد الجمعية الوطنية الفيتنامية برئاسة رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان إلى روسيا الاتحادية، أكد الصحفي بافيل فينودوروف في مقال بمجلة " العالم المتعدد الأقطاب" أن روسيا وفيتنام شريكان استراتيجيان وصديقان حقيقيان.
![]() |
رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن في هانوي ، يونيو 2024. (المصدر: VNA) |
وبحسب الكاتب، زار رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان روسيا عدة مرات، لكن هذه هي زيارته الأولى إلى روسيا منذ توليه منصبه رئيسًا لأعلى سلطة في جمهورية فيتنام الاشتراكية، منذ أواخر مايو/أيار 2024.
وفي وقت سابق، أعرب رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان، خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في هانوي، عن أفكاره ووجهات نظره بشأن مواصلة تطوير العلاقات بين برلماني البلدين.
وأكد أن فيتنام تُولي دائمًا أهميةً وتقديرًا للصداقة التقليدية والشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا، وأن الشعب الفيتنامي يتذكر اليوم بوضوح الدعم والمساعدة الصادقين من الاتحاد السوفيتي وروسيا. وتتمتع العلاقات مع الاتحاد الروسي بأهمية استراتيجية، وأن روسيا "الشريك الأهم في السياسة الخارجية لفيتنام".
وفي البيان المشترك الموقع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس تو لام بشأن مواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة في سياق الذكرى الثلاثين لمعاهدة المبادئ الأساسية للعلاقات الودية بين الاتحاد الروسي وفيتنام، تم الإشارة إلى أهمية توسيع التعاون بين برلماني البلدين.
وعلق كاتب المقال بأن موسكو تتفق أيضًا مع هذا الرأي، لذا فإن الزيارة المقبلة لرئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان تشكل تطوراً مهماً لتعزيز العلاقات الشاملة بين البلدين، وتوسيع الاتصالات السياسية والاقتصادية بين روسيا ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأشار الصحفي فينودوروف إلى أن الزيارة تكتسب أهمية بالغة أيضًا إذا أخذنا في الاعتبار الزيارة الأخيرة التي قام بها الزعيم الروسي إلى منغوليا، والتي تلتها مشاركته في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، حيث لعب الوفد الفيتنامي أيضًا دورًا نشطًا للغاية.
وهذا ليس مصادفة. فبشكل عام، تكتسب فيتنام اليوم نفوذًا متزايدًا في العالم كقوة إقليمية. وتزداد مكانة الدولة الآسيوية الدولية بفضل نجاحها في تنفيذ الأهداف التي حددها المؤتمر الثالث عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي. وتتجلى هذه المكانة في المناقشات التي عُقدت في جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في جزيرة روسكي، من 3 إلى 6 سبتمبر.
في المؤتمر العلمي والعملي الدولي، الذي شارك فيه علماء من الصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى، جرى تحليلٌ معمقٌ لجوانب التعاون الروسي الفيتنامي في العديد من المجالات. ووفقًا لأحد المشاركين في المؤتمر، رئيس أكاديمية العلوم الفيتنامية، البروفيسور ثيو فان مينه، فإن البلدين يتمتعان بأساسٍ متينٍ وموثوقٍ لبناء علاقاتٍ ذات منفعةٍ متبادلة. وأضاف أن هذا التوجه لا يعود بالنفع على الشعبين فحسب، بل يُهيئ أيضًا جوًا من السلام وحسن الجوار والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. وأكد الكاتب أن هذا هو أيضًا هدف زيارة رئيس الهيئة التشريعية الفيتنامية إلى روسيا.
قبيل الزيارة، صرّح رئيس الجمعية الوطنية، تران ثانه مان، بأن فيتنام عازمة على تطوير التعاون مع روسيا في جميع المجالات بما يخدم المصلحة المشتركة ويعزز السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم. ويؤمن بأن التعاون البرلماني هو أحد الأسس الراسخة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون التقليدية الطيبة.
فيما يتعلق بالاجتماع الثالث للجنة البرلمانية الدولية في إطار الزيارة، يرى الكاتب ضرورة مشاركة وفود من جميع المستويات والمناطق، نظرًا لاهتمام الجهات الفاعلة الرئيسية في الاتحاد الروسي، مثل موسكو وسانت بطرسبرغ ومقاطعة روستوف الجنوبية، بهذا التعاون. وبالمثل، أبدت مقاطعات كاو بانغ ولاو كاي وبن تري وكا ماو من الجانب الفيتنامي استعدادها للتعاون مع الشركاء الروس.
وعلى الرغم من أن البلدين لا يزالان لديهما مهمة غير مكتملة تتمثل في الوصول إلى حجم التبادل التجاري البالغ 10 مليارات دولار أمريكي، إلا أن الواقع يظهر أن شركات البلدين تجد طرقًا لحل العقبات مثل الدفع والخدمات اللوجستية.
ولتعزيز الالتزامات المعلنة خلال زيارة الرئيس بوتين الأخيرة إلى فيتنام، يرى الكاتب ضرورة توفير الدعم القانوني للأنشطة التجارية في مجالات الطاقة والنقل، وتكنولوجيا المعلومات والزراعة، والعلوم والتعليم العالي، والتجارة والاستثمار، والتمويل والمصارف. ويرى الكاتب أن السياحة هي أبرز مجالات التعاون.
بعد استئناف الرحلات الجوية المباشرة، يتزايد عدد الروس الذين يختارون الشواطئ والمنتجعات في فيتنام لقضاء عطلاتهم، لكن لا تزال هناك حاجة إلى رحلات جديدة لتلبية الطلب على الوجهات السياحية الجديدة.
يتطور التعاون التعليمي بين البلدين باستمرار. تقدم الجامعات الروسية ألف منحة دراسية لفيتنام سنويًا. ويدرس حاليًا أكثر من 3 آلاف طالب فيتنامي في روسيا.
أدرجت الحكومة الفيتنامية اللغة الروسية في قائمة اللغات الأجنبية الأولى في المدارس الثانوية.
من الأمور المميزة التعاون في قطاع الدفاع، الذي لطالما تميّز بموثوقيته واستقراره.
وأشار الكاتب إلى أن حياة واندماج أكثر من 10 آلاف فيتنامي يعيشون ويعملون في روسيا سيتم ذكرها أيضًا في المحادثات المقبلة بسبب المساهمة الإيجابية المتزايدة للمجتمع في حياة البلد المضيف.
تعليق (0)