البروفيسور هال هيل، من كلية كروفورد للسياسات العامة، الجامعة الوطنية الأسترالية، في مقابلة مع مراسل وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA) في أستراليا. (صورة: ثانه تو/VNA)
بمناسبة الذكرى الثلاثين لانضمام فيتنام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) (28 يوليو 1995 - 28 يوليو 2025)، علق البروفيسور هال هيل من كلية كروفورد للسياسة العامة في الجامعة الوطنية الأسترالية، أن انضمام فيتنام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا هو أحد أكثر التطورات استراتيجية وبعيدة المدى في تاريخ المنطقة الحديث.
وأشار البروفيسور هيل إلى أنه قبل ثلاثة عقود من الزمن كانت منطقة جنوب شرق آسيا أقل نمواً مما هي عليه اليوم وكانت فيتنام لا تزال دولة فقيرة بدأت للتو في الاندماج في الاقتصاد والسياسة الدوليين بعد عقود من الحرب.
ومع ذلك، بفضل الانضمام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا، أتيحت لفيتنام الفرصة للتعلم من البلدان المجاورة، التي كانت في ذلك الوقت تتمتع بانفتاح اقتصادي أكبر، ولحقت تدريجيا بعملية العولمة الإقليمية.
أكد البروفيسور هيل أن الانضمام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) فتح المجال أمام فيتنام للتعلم والتبادل، والأهم من ذلك، أن فيتنام تعرف كيف تدمج عملية التكامل الإقليمي مع الإصلاحات الداخلية. وقال إن عملية دوي موي، التي بدأت عام ١٩٨٦، تُشكل الأساس الذي يُمكّن فيتنام من الاستفادة بفعالية من الفرص التي تتيحها رابطة دول جنوب شرق آسيا.
لقد عملت فيتنام بشكل استباقي على تعزيز التكامل وتحسين بيئة الاستثمار وتوسيع التعاون الاقتصادي وبناء صورة دولة ديناميكية ومسؤولة في المنطقة.
من دولة متخلفة، ارتقت فيتنام الآن لتصبح الاقتصاد الأكثر ديناميكية في رابطة دول جنوب شرق آسيا في القرن الحادي والعشرين.
قبل ثلاثين عامًا، لم يكن أحد ليتخيل أن فيتنام ستتفوق على الفلبين من حيث دخل الفرد. لكن اليوم أصبح ذلك واقعًا. وقدّر أن فيتنام تقترب تدريجيًا من مجموعة الدول ذات الدخل المتوسط المرتفع.
وفي تحليله لدور فيتنام في رابطة دول جنوب شرق آسيا اليوم، قال البروفيسور هيل إن هناك ثلاثة عوامل بارزة.
أولاً، تتمتع فيتنام بمساحة كبيرة وعدد كبير من السكان، مما يخلق نفوذاً طبيعياً في المنطقة.
وثانيا، تعد فيتنام أسرع الاقتصادات نموا في رابطة دول جنوب شرق آسيا، ولديها القدرة على أن تصبح محركا للنمو في العقد المقبل.
ثالثا، تظهر فيتنام ريادتها في التعامل مع العلاقات مع القوى الكبرى، وخاصة الصين والولايات المتحدة، وذلك بفضل خبرتها التاريخية وقدرتها الماهرة على موازنة السياسة الخارجية.
وأكد أن فيتنام تعد نموذجا في تحقيق التوازن بين قوتين عظميين على أساس ضمان المصالح الوطنية، وهو ما تحاول العديد من دول جنوب شرق آسيا تعلمه.
وبالنظر إلى المستقبل، يعتقد البروفيسور هيل أنه بحلول عام 2045، سوف تصبح فيتنام دولة ذات دور وتأثير أكبر بكثير في رابطة دول جنوب شرق آسيا وكذلك على الساحة الدولية.
وبفضل زخم التنمية الحالي، إلى جانب الأساس السياسي المستقر والقدرة القوية على جذب الاستثمار الأجنبي، ستواصل فيتنام كونها قوة دافعة للتنمية الإقليمية.
قال إن فيتنام تُجسّد نموذجًا ناجحًا للإصلاح والتكامل. وإذا حافظت على معدل نمو سريع ومستدام، فستتمكن من تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح دولة ذات دخل مرتفع خلال العقود القليلة القادمة.
فيما يتعلق برابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، قال البروفيسور هيل إنه في ظل الظروف العالمية المتقلبة الحالية، يُعدّ التضامن داخل الكتلة وتعزيز المؤسسات عاملين أساسيين. وأكد أن الحفاظ على الدور المحوري لآسيان لا يمكن أن يتم إلا بتعزيز قوتها الداخلية، وتعزيز صوت أمانتها وفعاليتها.
وأشار البروفيسور هيل أيضًا إلى أنه لتجنب الانقسام بسبب المصالح الوطنية الفردية، يتعين على رابطة دول جنوب شرق آسيا مواصلة بناء مجتمع موحد، متحد في العمل.
ويعتقد أنه بهذه الطريقة فقط يمكن للجمعية الحفاظ على مكانتها وتعزيز دورها المركزي في الهيكل الإقليمي المتغير بسرعة.
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/chuyen-gia-australia-viet-nam-se-tiep-tuc-la-dong-luc-phat-trien-cua-khu-vuc-post1051688.vnp
تعليق (0)