في صباح يوم 21 سبتمبر/أيلول، استضافت وزارة الإعلام والاتصالات في دا نانغ ورشة عمل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) حول التحول الرقمي للصحافة وإنتاج المعرفة الرقمية. خلال الورشة، تبادل ممثلو الهيئات الإدارية في دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خبراتهم حول الاستراتيجيات والمناهج المتبعة لدعم وتعزيز التحول الرقمي للصحافة والإعلام، وحماية حقوق النشر الصحفي على المنصات الرقمية في كل دولة.

التحول الرقمي للصحافة سيخلق بيئة عمل صحية

وأشارت السيدة ماهافاو، ممثلة وزارة الإعلام والاتصالات الإندونيسية، إلى أن التحول الرقمي لوسائل الإعلام هو اتجاه لا مفر منه، يهدف إلى تعزيز قدرة وسائل الإعلام للصحافة على جذب المشاهدين من منصات التواصل الاجتماعي، وحماية القيم التقليدية إلى جانب تحديث الصحافة والإعلام.

سيساعد التحول الرقمي وتطوير التكنولوجيا على ضمان تكافؤ الفرص وإنشاء نظام بيئي إعلامي صحي لدعم الصحافة ضد المنصات العابرة للحدود.

وأضاف ممثل وزارة الإعلام والاتصالات الإندونيسية أن حكومة هذا البلد لديها أنظمتها ومعاييرها الإعلامية الخاصة مثل قانون البث، وقانون حماية البيانات الشخصية، والمبادئ التوجيهية لأخبار وسائل الإعلام عبر الإنترنت... وبالتالي ضمان التطور الجيد لصناعة الصحافة.

نظرة عامة على الورشة.

في غضون ذلك، أشار ممثل وزارة المعلومات والاتصالات في ميانمار إلى أن عملية التحول الرقمي في البلاد تجري بسرعة ولديها خطة تطوير محددة حتى عام 2025، بما في ذلك مؤشر التنمية الإلكترونية لصناعة المعلومات والاتصالات.

أشار هذا الشخص إلى أن ميانمار شهدت إصلاحات إعلامية مهمة في الآونة الأخيرة، بما في ذلك إلغاء قانون تسجيل الناشرين والطابعين لعام ١٩٦٢. إضافةً إلى ذلك، سُنّ قانون جديد للصحافة لتعزيز مسؤولية الصحافة وحريتها. ويمكن لوسائل الإعلام العمل باستقلالية أكبر.

في عام ٢٠٢٣، حققنا تحولات رقمية جذرية من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الرقمي والإلكتروني، مثل تطوير تقنيات الطباعة والتلفزيون والترفيه، وتلعب وزارة الإعلام والاتصالات دورًا رئيسيًا في إدارتها. وفي الوقت نفسه، ستكون وكالات الإعلام في البلاد بمثابة جسر بين الحكومة والشعب، كما قال ممثل ميانمار.

السيد ذو الفخري مايدي - ممثل وزارة الإعلام والاتصالات في بروناي (يسار) ساهم في تقديم تعليقاته في ورشة العمل.

صرح السيد ذو الفخري مايدي، ممثل وزارة الإعلام والاتصالات في بروناي، بأن حكومة بروناي قد انضمت إلى الاتفاقيات ذات الصلة بحماية المعلومات. وتُعد وزارة الإعلام والاتصالات الجهة المسؤولة عن التحول الرقمي. وفي الوقت نفسه، ستشارك الجهات الحكومية المعنية في حماية حقوق الملكية الفكرية والفضاء الإلكتروني.

"مع منطقة الآسيان، نأمل أن يعمل الأعضاء على تعزيز وتوسيع التعاون في صناعة التكنولوجيا الرقمية، والتحول الرقمي للوكالات التقليدية مثل فتح دورات تدريبية في مجال التكنولوجيا، وإنتاج الفيديو، وتبادل المحتوى الإعلامي عبر الإنترنت، بين المنصات الرقمية الرئيسية للصحافة، وتشجيع رفع مستوى الوعي لدى الناس من خلال حملات للحد من الانتهاك"، شارك ممثل وزارة الإعلام والاتصالات في بروناي.

وفي الوقت نفسه، أكد الممثل التايلاندي أن تعزيز التواصل عبر الإنترنت سيكون شرطًا أساسيًا لتنمية البلاد.

اتجاه لا مفر منه

في كلمته خلال الورشة، أشار نائب وزير الإعلام والاتصالات، نجوين ثانه لام، إلى أن التحول الرقمي اتجاهٌ حتمي يُحدث نقلات نوعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية. وتواجه دول العالم فرصًا وتحدياتٍ في آنٍ واحد، إذ يُحدث التحول الرقمي تأثيرًا قويًا على جميع جوانب الاقتصاد والمجتمع، ويؤثر على حياة الناس وعاداتهم.

في هذا السياق، لا يمكن لصناعة الإعلام أن تقف مكتوفة الأيدي. فالتحول الرقمي لوسائل الإعلام ليس مسألة بقاء فحسب، بل هو أيضًا ضرورة حيوية لهذه الصناعة.

وقال نائب الوزير نجوين ثانه لام إن التحول الرقمي لوسائل الإعلام ليس مجرد مسألة بقاء، بل هو ضروري أيضا لحيوية الصناعة.

وفقًا لنائب الوزير، يُغيّر التحوّل الرقمي عادات الناس في الوصول إلى المعلومات. أصبح بإمكان الناس الوصول إلى المعلومات بشكل أسرع وأكثر تنوعًا. في هذا الوقت، يجب ألا ينسى الإعلام رسالته النبيلة في تقديم حقائق دقيقة وتحليلات قيّمة، وحماية الجمهور من الانخداع بالأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.

ومن الضروري لدول رابطة دول جنوب شرق آسيا أن تتبادل الخبرات والفهم للاستراتيجيات والممارسات الجيدة في تعزيز وتوجيه وكالات الإعلام المحلية للتحول الرقمي المستدام.

تهدف هذه الورشة إلى توفير منصة مفتوحة لتبادل الخبرات وتطورات السياسات وأفضل الممارسات في مجال التحول الرقمي في قطاع الإعلام. كما تُرسي أسسًا للنقاشات الجارية، وتقترح مبادرات وأولويات للتعاون المستقبلي.

في هذا العصر الجديد، يتجاوز دور الإعلام ورسالته مجرد نشر المعلومات، بل يتعداه إلى تسخير المعلومات كمحرك للتنمية، وتحويلها إلى معرفة، وبالتالي إضافة قيمة للمجتمع، مع بناء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) مرنة وقادرة على التكيف بشكل استباقي. وأكد نائب الوزير نجوين ثانه لام: "إن أفعالنا وقدرتنا على التكيف ستشكل مستقبل السنوات القادمة، مما يؤثر ليس فقط على المشهد الإعلامي، بل أيضًا على تنمية الأمم وسبل عيش الناس".

Vietnamnet.vn