استخدمت روسيا الدبابات القديمة من طراز T-55 وT-62 كأسلحة دعم ناري، بدلاً من مهاجمة خطوط الدفاع الأوكرانية، مما ساعدها على أن تكون فعالة.
منذ أواخر العام الماضي، بدأت روسيا سحب آلاف الدبابات من طراز T-55 وT-62 من المخازن ونقلها إلى ساحة المعركة الأوكرانية، لتجديد الوحدات المدرعة التي تكبدت خسائر فادحة بعد أشهر من القتال العنيف.
في وقت سابق من هذا العام، أعلن الجيش الأوكراني استيلائه على عدة دبابات T-62 من القوات الروسية، وأنه بصدد إصلاحها وإعادة تجهيزها للعودة إلى ساحة المعركة. وقد دفع هذا بعض الخبراء الغربيين إلى الاعتقاد بأن روسيا أخطأت بإرسال هذه الدبابات، التي يزيد عمرها عن 60 عامًا، إلى ساحة المعركة، وأنها تكاد تكون معدومة الفائدة في ساحات المعارك الحديثة.
دبابة روسية من طراز T-62M في ساحة المعركة بأوكرانيا. الصورة: بيزنس إنسايدر
ومع ذلك، ذكر تقرير صدر حديثا عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) أنه بعد الارتباك الأولي، وجد الجيش الروسي طريقة لاستخدام الدبابات المدرعة القديمة المخزنة بشكل فعال، مما يساعده على مواصلة إظهار تفوقه في القتال.
وأظهر التقرير، الذي أجراه معهد RUSI بعد مقابلات مع عدد من الضباط الأوكرانيين الذين واجهوا دبابات روسية قديمة في ساحة المعركة، أن القوة غيرت تكتيكاتها بشكل كبير بعد الخسائر الأولية.
لم يعودوا يستخدمون الدبابات القديمة كرؤوس حربة، لمهاجمة خطوط الدفاع الأوكرانية بشكل مباشر، لأن الدبابات T-55 وT-62 لديها أنظمة دفاع أقل فعالية، وهي أقل قدرة على الحركة وأقل كفاءة في إطلاق النار من الدبابات الحديثة، مما يجعلها عرضة لنيران العدو بأسلحة مضادة للدبابات التقليدية.
وبدلاً من ذلك، استخدمت روسيا دبابات T-55 وT-62 كـ"منصات مدفعية متحركة"، تعمل كنسخة احتياطية للمدفعية، وتوفر الدعم الناري بعيد المدى لوحدات المشاة، وتشارك في الغارات الخاطفة على نقاط الضعف في دفاعات العدو.
دبابات روسية من طراز T-62 على متن قطار في مايو 2022. الصورة: Drive
أفاد تقرير المعهد الملكي للشؤون الدولية (RUSI) بأن "تكتيكات المركبات المدرعة الروسية تطورت بشكل ملحوظ خلال النزاع". وأضاف: "في حين تعرّض استخدام الدبابات القديمة، مثل T-55 وT-62، في القتال للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها تُستخدم الآن كمركبات دعم ناري، على غرار مركبات القتال القتالية (BMP) وغيرها من مركبات المشاة القتالية، ولكنها أكثر قوة".
وذكر التقرير أن دبابات تي-55 وتي-62، مع قدرتها على ضرب أهداف على بعد أكثر من 1.5 كيلومتر، "لا تزال تشكل تهديدا خطيرا في ساحة المعركة"، وخاصة في المناطق التي تكون فيها أقل عرضة للأسلحة المضادة للدبابات الموجهة.
وذكر التقرير أن المدفع الأملس عيار 115 ملم الموجود على دبابة T-62 ليس بنفس قوة ودقة المدفعية الثقيلة، لكنه أكثر قدرة على الحركة وأفضل حماية، وبالتالي سيوفر دعما أفضل لوحدات المشاة المتحركة باستمرار.
وقال خبراء في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية إن روسيا تستخدم في كثير من الأحيان الدبابات القديمة لشن غارات ليلية، في الوقت الذي تعيد فيه القوات الأوكرانية تجميع صفوفها، من أجل "الاقتراب بسرعة من المنطقة المستهدفة، وإطلاق أكبر عدد ممكن من الرصاص في أقصر وقت ممكن ثم التراجع".
وقال التقرير إن الدبابات الروسية القديمة كانت مجهزة بمواد تمنع الإشعاع الحراري، وكثيرا ما كانت تهاجم عند الفجر أو الغسق، وهو الوقت المعروف بالتداخل الحراري، عندما تكون الدبابة أقرب إلى بيئتها المحيطة، مما يجعل من الصعب على أجهزة الاستشعار الحرارية الموجودة على الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة أن تكون فعالة.
دبابات روسية من طراز T-54/55 على متن قطار في صورة نُشرت في 22 مارس. الصورة: Drive
أفاد بعض الخبراء الغربيين مؤخرًا بأن الجيش الروسي كشف عن نقاط ضعف عديدة خلال الحرب في أوكرانيا، مما تسبب في تكبده خسائر فادحة. وقدّر معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة في فبراير/شباط أن روسيا خسرت أكثر من 2000 دبابة منذ اندلاع الصراع مع أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
ومع ذلك، يُظهر تقرير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية (RUSI) أن روسيا تتعلم من خبراتها وتُعدّل تكتيكاتها وأسلوب قتالها، وتُعزز نقاط قوتها في مجالات أخرى، مثل الحرب الإلكترونية والهندسة. كما تُثبت طريقة عمل الدبابات القديمة أن القوات المدرعة الروسية قد أدخلت تحسينات عديدة للتكيف مع واقع ساحة المعركة الأوكرانية.
نجوين تين (وفقًا لـ Business Insider )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)