مع تزايد العوائق التنظيمية وتأشيرات السفر، وأجواء عدم الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة، يبحث العديد من الطلاب والباحثين الدوليين عن بدائل. وتُعتبر آسيا ملاذًا محتملًا للمواهب العالمية.
في أوائل يوليو/تموز، وخلال الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 120 لتأسيس الجامعة الوطنية في سنغافورة، أكد وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان: "سنغافورة مستعدة لأن تصبح مكانًا يرحب بالعقول العالمية المتميزة". وأشار إلى الانفتاح والتسامح والروح العلمية، وهي العوامل الأساسية التي تجعل من الجامعة الوطنية "مكانًا" للمواهب العالمية.
لكن الرسالة لم تخلُ من الجدل. فقد شكك باحثون محليون، مثل الأستاذ المشارك جا إيان تشونغ من جامعة سنغافورة الوطنية، في جدوى هذه الدعوة. وقد أثار إغلاق جامعة ييل-جامعة سنغافورة الوطنية، التي كانت رمزًا لسياسة "المدرسة العالمية"، في عام ٢٠٢١ واستبدالها بكلية جديدة تركز بشكل أساسي على الطلاب السنغافوريين، شكوكًا حول التزام الدولة الجزيرة بالعولمة.
وعلى الرغم من وجود نحو 73 ألف طالب أجنبي يحملون تأشيرات في سنغافورة، فإن الافتقار إلى الشفافية بشأن الجنسية ومعايير الاختيار دفع العديد من الباحثين إلى الاعتقاد بأن سنغافورة تستهدف فقط "المواهب الاستراتيجية" بدلاً من أن تكون منفتحة بالكامل.
على عكس سنغافورة وهونغ كونغ، اتخذت الصين إجراءات أكثر حزمًا وسرعة. فور إعلان إدارة ترامب إلغاء قبول جامعة هارفارد للطلاب الدوليين، أرسلت جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا (HKUST) دعواتٍ للطلاب الدوليين المتضررين.
هذه المبادرة ليست رمزية فحسب. أفادت جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا بتلقيها ما يقرب من 200 طلب تحويل، بزيادة قدرها 40% عن الفترة نفسها من العام الماضي. وقد قُبل ستة طلاب حاصلين على خطابات قبول من جامعة هارفارد، معظمهم من الصين وباكستان.
ولم تقتصر جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا على ذلك فحسب، بل سجلت جامعات عامة أخرى في هونغ كونغ أكثر من 850 طلب تحويل من الطلاب المتأثرين بـ "التغييرات المفاجئة في السياسة"، وخاصة من الولايات المتحدة.
هونغ كونغ، بفضل نظامها التعليمي الدولي واعتمادها اللغة الإنجليزية كلغة رئيسية للتدريس، ترسخ مكانتها تدريجيًا كوجهة أكاديمية رائدة. إنها خيارٌ مرنٌ وعالي الجودة للطلاب الدوليين.
أعلنت كوريا الجنوبية، ممثلةً بجامعة يونسي المرموقة، عن نظام تحويل جديد للطلاب الدوليين المنقطعين عن الدراسة في الولايات المتحدة. يبدأ هذا النظام، ابتداءً من الفصل الدراسي الأول من عام 2026، ويتيح لطلاب السنتين الثانية والثالثة الانتقال إلى سيول شريطة استيفائهم للشروط الأكاديمية والقانونية.
علاوةً على ذلك، تخطط جامعة يونسي للتنسيق مع الجامعات الأمريكية لتمكين الطلاب من الدراسة مؤقتًا في كوريا مع الحفاظ على اعتماد شهاداتهم من الجامعة الأم. ولا تقتصر استراتيجية كوريا على الاستجابة السريعة للأزمة فحسب، بل تُظهر أيضًا قدرتها على التنسيق الدولي وتعديل السياسات التعليمية لجذب الكفاءات.
يمكن لآسيا أن تصبح ملاذًا للمواهب العالمية، ولكن للحفاظ على المواهب ورعايتها بشكل حقيقي، يتعين على دول المنطقة الانتقال من عقلية "الاختيار الاستراتيجي للمواهب" إلى عقلية "النظام البيئي الأكاديمي الشامل". وهذا يتطلب التزامًا طويل الأمد بجودة التعليم، والحرية الأكاديمية، وسياسات هجرة مرنة.
المصدر: https://giaoducthoidai.vn/chau-a-san-sang-don-nhan-tai-post739289.html
تعليق (0)