الشعلة تضيء طريق الثورة
قبل 80 عامًا، في 28 أغسطس/آب 1945، وفي خضم ثورة الخريف، أنشأت الحكومة المؤقتة وزارة الإعلام والدعاية، التي حلت محل وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الحالية. ومنذ ذلك الحين، أصبح يوم 28 أغسطس/آب علامة فارقة، وهو اليوم التقليدي لقطاع الثقافة.
في السابق، أكّد المخطط الثقافي الفيتنامي لعام ١٩٤٣: "الثقافة جبهة، والعاملون في المجال الثقافي جنود". وقد أصبحت هذه الفكرة، إلى جانب نصيحة الرئيس هو تشي منه "يجب أن تُنير الثقافة طريق الأمة"، شعلةً هاديةً تُلهم القوة الروحية، وتُعزز إرادة الشعب بأكمله في رحلة نيل الاستقلال والحرية.
المندوبون المشاركون في المؤتمر الثقافي الوطني الأول، نوفمبر 1946. الصورة: الأرشيف.
خلال حرب المقاومة ضد الاستعمار والإمبريالية، أينما وُجدت الخنادق، كانت هناك أغانٍ تُغطي على دوي القنابل، وكانت هناك قصائد وصحف وأفلام تُغذّي الوطنية. أصبحت الثقافة سلاحًا روحيًا حادًا، ساهم في انتصار ديان بيان فو الذي هزّ العالم، ثمّ تكرّر في انتصار ربيع عام ١٩٧٥ العظيم، الذي أعاد توحيد البلاد.
الثقافة هي الأساس لبناء الأمة والابتكار.
لطالما كانت الثقافة، منذ القدم، نبعًا يُغذي روح الأمة، وخيطًا أحمر يربط الماضي بالحاضر ويفتح آفاق المستقبل. وعبر تحولات التاريخ العديدة، أثبتت الثقافة قوتها الخالدة: فهي تُقي الأمة من التفكك في ظلام العبودية، وتُساعد الشعب على النهوض بعد أنقاض الحرب، ومن ثمّ تُبني أمةً مستقلةً وحرة.
إذا كان الاستقلال هو الطموح الأسمى، فإن الثقافة هي الأساس الصامت والقوي، الذي يمنح الأمة القوة الداخلية للصمود والنهوض. من الأغاني الشعبية، ومن البيوت والمعابد الجماعية، إلى كل منزل وقرية، تُعزز الثقافة روح الصمود والتسامح والإبداع، وهي صفات تُشكل الشخصية الفيتنامية.
في ظلّ الابتكارات المعاصرة، أكّدت الثقافة دورها المحوري بشكل متزايد. فهي ليست كنزًا تراثيًا جديرًا بالحفظ فحسب، بل هي أيضًا قوة دافعة لتمهيد الطريق للإبداع والتكامل، ولتمكين فيتنام من السير بثبات وسط عواصف العولمة. الثقافة هي الهوية والقوة الناعمة في آنٍ واحد، تُساعد البلاد على تشكيل مكانتها، وبناء الثقة والتوافق الاجتماعي.
إن وضع الثقافة في صميم بناء الأمة هو أيضًا تأكيد على مسار التنمية المستدامة. فعندما تكون هناك ثقافة غنية بالهوية والانفتاح، فقط يمكن للأمة أن تمتلك القوة اللازمة لتجاوز التحديات وبناء مستقبل مزدهر ومتحضر. فالثقافة، كنهر جوفي لا ينضب، ستظل دائمًا أساسًا لكل رحلة ابتكار وبناء أمة.
سيُقام الاحتفال بالذكرى الثمانين لليوم التقليدي للقطاع الثقافي صباح يوم 23 أغسطس في دار الأوبرا في هانوي. الصورة: صحيفة الثقافة.
إنجازات بارزة في الرحلة الجديدة
في السنوات الأخيرة، حقق قطاع الثقافة والرياضة والسياحة إنجازات جديدة. حُسِّنت القوانين والسياسات، مما أتاح مساحة إبداعية واسعة للفنانين والمجتمع. ولا يقتصر الأمر على الحفاظ على تراث أجدادنا القيّم، بل يتألق أيضًا على خريطة العالم: من خليج ها لونغ - أرخبيل كات با، إلى التراث المعترف به من قِبل اليونسكو.
في كل قرية وحي، تغلغلت حركة "اتحدوا جميعًا لبناء حياة ثقافية" بعمق، مما عزز نمط حياة صحيًا وبنى بيوتًا سعيدة. وتزداد ارتباط المكتبات والمتاحف والمسارح والشاشات بالحياة، مما يجعل الثقافة أقرب إلى كل مواطن.
ساهمت السينما والفنون الأدائية، بأعمالها المؤثرة، في ترويج صورة فيتنام للعالم. كما فتحت الفنون الجميلة والتصوير الفوتوغرافي والمعارض آفاقًا جديدة للتبادل الدولي، مؤكدةً بذلك إبداع فيتنام. وبرزت الصناعة الثقافية كقطاع اقتصادي إبداعي، مساهمةً في الناتج المحلي الإجمالي، مما يُظهر أن القوة الناعمة أصبحت موردًا أساسيًا بشكل متزايد.
دوليًا، تُرفرف راية الثقافة الفيتنامية في الأسابيع والمهرجانات الثقافية في العديد من الدول، ناشرةً رسالة السلام والصداقة. محليًا، حققت الرياضة إنجازاتٍ عديدة، بدءًا من دورة ألعاب جنوب شرق آسيا، وبطولة آسياد، وصولًا إلى التأهل لكأس العالم للسيدات 2023، وكلها تُجسّد الإرادة والطموح للنهوض. أما السياحة، فقد انتعشت بقوة بعد التحديات، وتُعتبر فيتنام باستمرار الوجهة الأولى في آسيا.
هذه الإنجازات ليست مجرد إحصائيات، بل هي نَفَس الحياة، ونبض الثقافة للأمة. إنها قوة الماضي الممزوجة بطاقة الحاضر، لتفتح أبواب المستقبل.
انعقد المؤتمر الثقافي الوطني لتنفيذ قرار المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في قاعة ديان هونغ للمؤتمرات بمقر الجمعية الوطنية (هانوي)، بمشاركة ما يقرب من 600 مندوب. الصورة: صحيفة كووك .
الثقافة - القوة الذاتية، والطموح للوصول إلى آفاق جديدة
ثمانون عامًا - رحلةٌ حافلةٌ بالصعاب، لكنها في الوقت نفسه رحلةٌ حافلةٌ بالتألق. منذ بدايات "المخطط الثقافي 1943" وحتى اليوم، تلاقت الثقافة الفيتنامية وتألقت بحق. وتُعدّ الأوسمة الرفيعة التي منحها الحزب والدولة تقديرًا مستحقًا لجهود أجيالٍ عديدة من العاملين في المجال الثقافي، جنودًا على الصعيدين الفكري والروحي.
واليوم، وتحت شعار: "الثقافة هي الأساس - المعلومات هي القناة - الرياضة هي القوة - السياحة هي الجسر الرابط"، يواصل القطاع الثقافي الفيتنامي تأكيد مكانته، وإثارة الإيمان، وتعزيز الرغبة في القوة.
رسالة الإعلان الترويجي للاحتفال بالذكرى الثمانين لقطاع الثقافة تخاطب قلوب ملايين الفيتناميين: "ما دامت الثقافة موجودة، فالأمة باقية". الثقافة هي الروح، والقوة الذاتية الخالدة، التي تقود أمتنا إلى مستقبل مزدهر ومتحضر ومستدام.
المصدر: https://nongnghiepmoitruong.vn/80-nam-nganh-van-hoa-viet-nam-ban-truong-ca-hoi-tu-va-toa-sang-d768763.html
تعليق (0)